الجفاف يهدّد سبل عيش 7 ملايين من المزارعين في أفغانستان
شعبان بلال الأرضناشدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) تقديم مساعدة إنسانية إضافية فيما لا تزال أفغانستان تعاني من موجة جفاف متفاقمة تهدّد سبل عيش أكثر من 7 ملايين شخص يعتمدون على الزراعة أو على الثروة الحيوانية.
والعديد من هؤلاء هم أصلاً في عداد 14 مليون شخص - أي شخص واحد من أصل ثلاثة أفغان - يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية طارئة.
اقرأ أيضاً
- الزراعة: توصيات هامة لمزارعي أشجار ( المانجو – الزيتون – البرتقال - العنب)
- تراجع انتاج الأرز في إيطاليا بسبب الجفاف
- مزارعو الترعة العقارية بالسويس: آلاف الأفدنة المثمرة مهددة بالجفاف
- الناتج المحلي في الأرجنتين يخسر 19 مليار دولار بسبب الجفاف
- تراجع صادرات الأرجنتين من الذرة بنسبة 40%.. بسبب الجفاف
- الجفاف والحرارة المرتفعة.. أسباب تلف محصول فول الصويا في الارجنتين
- الجفاف يهدد إنتاج الأرجنتين من الذرة
- قلة الأمطار و الجفاف يهددان محصول الكاكاو في ساحل العاج
- ”رويترز” الجفاف يهدد محصول القمح الكندي
- الجفاف وتلف المحاصيل يتسبب في بطء الأقتصاد المغربي
- نجاح زراعة الأرز في الصحراء بالتنقيط
- بسبب الجفاف.. الأرجنتين تخفض تقديرات إنتاج القمح والذرة لهذا الموسم 2022/2023
ويقول شو دونيو، المدير العام للمنظمة "يجب ألّا يذهب المزارعون ومالكو الماشية طيّ النسيان في ظلّ الأزمة الإنسانية الراهنة. ويكتسي الدعم الزراعي العاجل في الوقت الراهن أهمية أساسية لدرء تأثيرات الجفاف وتفاقم الأوضاع في المناطق الريفية الشاسعة في أفغانستان خلال الأسابيع والأشهر المقبلة."
وقد طالت بشدّة تأثيرات الجفاف الحاد والتداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 وموجة النزوح واسعة النطاق المجتمعات الريفية في أفغانستان، خاصة المزارعين والرعاة، الذين يُعتبرون العمود الفقري لاقتصاد البلاد. ويعاني إنتاج الأغذية وسبل العيش الزراعية من ضغط شديد.
وأردف المدير العام قائلاً "إذا ما فشلنا في مساعدة الأشخاص المتضررين بفعل الجفاف الحاد، سوف يُجبر الكثيرون منهم على ترك مزارعهم وإلى النزوح في بعض المناطق. وهذا من شأنه أن يفاقم انعدام الأمن الغذائي وأن يضيف تهديدًا آخر على استقرار أفغانستان".
تسعى المنظمة إلى مساعدة 000 250 أسرة زراعية معرّضة للخطر - أي ما يعادل 1.5 ملايين شخص - خلال موسم القمح الشتوي المقبل. ومن المقرّر أن تبدأ عملية الزرع في أواخر شهر سبتمبر/أيلول وأن تستمر خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول في مناطق عديدة. غير أنّ التمويل الحالي سيمكّن المنظمة من تقديم الدعم لنحو 000 110 أسرة فقط لا غير، بسبب وجود نقص في التمويل قدره 18 مليون دولار أمريكي لدعم خطة المنظمة لمواجهة الجفاف في أفغانستان.
ويوضّح Richard Trenchard، ممثل المنظمة في أفغانستان "إنّ الحيّز المتاح لتقديم هذه المساعدة يتقلّص بسرعة. لذا لا بد من العمل الآن قبل فوات الأوان." وأردف قائلاً "إذا ما عجز المزارعون عن الحصول على البذور التي يحتاجون إليها على وجه السرعة مع حلول نهاية شهر سبتمبرأو مطلع شهر أكتوبر، فهذا سيعني فشل موسم القمح الشتوي. وسيشكل هذا كارثة بالنسبة إلى ملايين الأفغان، المزارعين والمستهلكين على حدٍّ سواءٍ، وإنّ المنظمة وشركاءها يقدمون بالفعل الدعم للملايين من سكان الريف. لكن ثمة حاجة إلى بذل المزيد."
وفي ظلّ التوقعات التي تشير إلى أنّ موسم الحصاد الحالي سيكون أدنى بنسبة 20 في المائة من حصاد عام 2020 و15 في المائة أدنى من المتوسط بفعل الجفاف الحاد، سيكتسي موسم الزرع المقبل للقمح الشتوي أهمية حاسمة لتفادي مزيد من تردّي أوضاع الأمن الغذائي في البلاد ولحماية سبل العيش الزراعية ومصدر الرزق الرئيسي لملايين السكان في مختلف أنحاء البلاد.
ومن المتوقع أن تكون احتياجات أفغانستان الكبرى من الحبوب - القمح والدقيق بشكل رئيسي – أعلى بنسبة 28 في المائة مما كانت عليه خلال العام الفائت حين بلغت 3.6 ملايين طنّ. وثمة مخاوف أيضًا إزاء تأثّر النظم الحكومية التقليدية لتوزيع البذور تأثرًا شديدًا بالأزمة الأخيرة، ما يؤدي إلى تفاقم الضغوطات على المزارعين الأفغان الذين يعانون الأمرّين في الأساس.
ويقول Trenchard "إنّ موسم القمح الشتوي المقبل سيشكل نقطة تحوّل. فإذا فوّتنا هذه الفرصة، ستكون الكارثة بالمرصاد".
يحتاج أيضًا الرعاة وأصحاب الماشية الأفغان إلى مساعدة عاجلة لدرء تأثيرات الجفاف خلال موسم الشتاء المقبل. وتشير التقديرات إلى أنّ ثلاثة ملايين حيوان معرض للخطر، ما يجعل حماية الثروة الحيوانية شديدة الأهمية بالنسبة إلى الرعاة ومالكي الماشية في مختلف أرجاء البلاد.
ويشير تقييم أجرته المنظمة إلى أنّ نسبة عالية من الرعاة ومالكي الماشية المهمشين هم الآن في وضع حرج وما لم يحصلوا على الدعم اللازم، لن يكون أمامهم من خيار سوى بيع ممتلكاتهم من المواشي بسبب ارتفاع أسعار العلف/الغذاء، فضلاً عن خطر نزوحهم.
والتوقعات طويلة الأجل حافلة بالتعقيدات هي الأخرى حيث يحتاج في العادة المزارعون والرعاة المتضررون بفعل الجفاف إلى فترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات للتعافي بالكامل، بحسب بحوث أجرتها المنظمة مؤخرًا. وستلحق بهم أضرار جسيمة جراء موسم شتوي صعب آخر.
التزام المنظمة تجاه أفغانستان
رغم الفجوة في التمويل والأوضاع الصعبة، تبقى المنظمة ملتزمة بخدمة شعب أفغانستان وهي لا تزال تسعى إلى مساعدة 3.5 ملايين شخص في أفغانستان في عام 2021 بموجب خطة الاستجابة الإنسانية التي تنفذها المنظمة. وقد استطاعت المنظمة من خلال عملها الاستباقي في مطلع هذا العام، رفع الصوت للتحذير من الجفاف الحاد من خلال عملها مع المزارعين الضعفاء وأسرهم.
ويقول Kaustubh Devale، رئيس برنامج المنظمة للطوارئ والقدرة على الصمود في أفغانستان "لقد نجحنا بفضل شركائنا الذين استجابوا لهذا التحذير في تقديم الدعم لأكثر من مليون (1) من الأشخاص الضعفاء في 30 محافظة من خلال توفير مدخلات زراعية حاسمة لناحية توقيتها وعلف للماشية والتدريب الزراعي والمساعدة النقدية خلال عام 2021".
وتقدم كذلك برامج المساعدة النقدية للمنظمة الدعم للأسر الأشد عرضة للخطر التي ترأسها نساء أو ذوي الإعاقة أو المسنين في المناطق الريفية. ويساعد تقديم تحويلات نقدية غير مشروطة في تلبية الاحتياجات الغذائية والأساسية الملحّة.