حملات توعوية ومبادرات على مستوى المحافظات للحث على الاستهلاك الرشيد للغذاء
شراكة جديدة بين الفاو وبنك الطعام المصري للحد من هدر الطعام
محمد عثمان الأرضالواعر: 250 كجم للفرد سنوياً مقدار الفقد والهدر الغذائي في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا
نصر الدين حاج: في الوقت الذي تزداد فيه احتياجات الغذاء، تزداد معدلات الفاقد والهدر الغذائي.
محسن سرحان: نهتم بنشر الثقافة الخاصة بالاستهلاك المسؤول، وتغيير العادات السيئة من أجل الأجيال القادمة حفاظا على الموارد
اقرأ أيضاً
- وقاية النباتات ينظم مع الفاو برامج تدريبية لمكافحة دودة الحشد
- الفاو: نحتاج إلى 1.9 مليار دولار لإنقاذ الملايين من إنعدام الأمن الغذائي
- ورشة عمل إقليمية لـ «الفاو» للتوصل لحلول مستدامة لاستئصال سوسة النخيل الحمراء
- وزير الزراعة يختتم لقاءاته المكثفة في روما بلقاء المصريين العاملين في منظمة الأغذية والزراعة ”الفاو”
- وزير الزراعة يناقش مع «الفاو» سبل مواجهة تأثير التغيرات المناخية على الزراعة والأمن الغذائي
- وزير الزراعةومدير عام ”الفاو” يناقشان آفاق التعاون المشترك بين الوزارة والمنظمة الدولية
- وزير الزراعة يغادر القاهرة إلى روما للمشاركة في اجتماعات الفاو
- أرتفاع عالمي في أسعار القمح وتراجع لباقي السلع.. الفاو تصدر تقريرها لشهر أكتوبر
- القصير يبحث مع وفد الفاو سبل تعزيز التعاون بين الزراعة والمنظمة
- منظمة الفاو: 828 مليون جائع حول العالم والمهدر من الغذاء 14%
- اختتام مشروع كفاءة إنتاجية المياه واستدامتها بوضع تصورات للآفاق المستقبلية لإدارة المياه
- تعاون وشيك بين مصر و منظمة فاو بشأن التأمين على المحاصيل الإستراتيجية
من أجل زيادة الوعي بقضية الهدر الغذائي في مصر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة حملة توعوية مع بنك الطعام المصري ضد هدر الطعام، بالتنسيق والتعاون مع وحدة متابعة الفاقد والهدر في المنتجات الزراعية في معهد بحوث الاقتصاد الزراعي، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وذلك في ظل استعداد الحكومة لتطبيق قانون جديد لتقليل الفاقد والهدر الغذائي، عقب دراسته ومناقشته بالبرلمان المصري.
بدأت الحملة مع بداية شهر رمضان تحت شعار "30 نصيحة في 30 يوم" للتوعية عبر نشر نصائح يومية على مواقع التواصل الاجتماعي عن كيفية استهلاك الطعام بالشكل الأمثل والتعامل مع العادات الشرائية لدى المصريين خلال الشهر الكريم، حيث تأتي هذه الخطوة في إطار جهود المنظمة وبنك الطعام المصري في الحد من هدر الطعام بعد ما اثبتت الدراسات أن متوسط حجم الهدر الغذائي للفرد الواحد في مصر يبلغ حوالي 91 كيلوجرامًا من الطعام سنويًا، وفقاً لتقديرات المركز الوطني للبحوث الاجتماعية والجنائية. ووفقاً لنفس الجهة تتزايد نسبة الغذاء المُهدر في المناسبات الخاصة والأعياد والمهرجانات؛ حيث يتم التخلص من 60 في المائة على الأقل من الأطعمة الصالحة للأكل، وفي دراسة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فإن حوالي 50 في المائة من الخضار والفواكه و40 في المائة من الأسماك و30 في المائة من الحليب والقمح يتم هدرهم كل عام في مصر.
وعلى المستوى العالمي؛ يسود الفقد والهدر الغذائي في جميع النظم الغذائية والزراعية العالمية، فوفقًا لمنظمة الفاو، تم إلقاء حوالي 931 مليون طن (أو 17 في المائة) من المواد الغذائية المتاحة للمستهلكين بصناديق نفايات المنازل والمطاعم وتجار التجزئة وغيرها في عام 2019. وقد تم التخلص من حوالي 10% منه بواسطة الأسر، في حين أهدر مقدمو الخدمات الغذائية ومنافذ البيع بالتجزئة حوالي 5% و2% على التوالي. وفي نفس العام؛ بموسم الحصاد، كشفت منظمة الفاو أن 14% من الأغذية التي يتم إنتاجها عالمياً؛ تُهدر وتُفقد خلال مرحلة الإنتاج بعد الحصاد.
وقال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد، والممثل الإقليمي لمنظمة الفاو في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا:" تشير التقديرات إلى أن الفقد والهدر الغذائي في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يصل إلى حوالي 250 كجم للفرد الواحد بما يمثل أكثر من 60 مليار دولار أمريكي سنوياً، ما يجعل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية خطيرة بالنسبة لمنطقة تعتمد إلى حد كبير على الواردات العالمية من الأغذية ولديها طاقات محدودة لزيادة إنتاج الأغذية وتعاني من شح في المياه والأراضي الصالحة للزراعة. كما أنه يتم فقدان ما يقرب من ثلثي المواد الغذائية المفقودة خلال إنتاج ومعالجة وتجهيز وتوزيع المواد الغذائية، ويتم هدر ثلثها على مستوى المستهلك".
ومن جانبه قال نصر الدين حاج الأمين، ممثل الفاو في مصر:" يشكل النمو السريع للسكان بالإضافة إلى الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة المحدودة ضغطاً على أنظمة الغذاء في الريف والحضر المصري من حيث الكمية ومن حيث تغير الأذواق الغذائية نحو الخضروات والفاكهة الأكثر قيمة والأكثر عرضة للتلف".
وأضاف:" في الوقت الذي تزداد فيه احتياجات الغذاء في مصر، تزداد معدلات الفاقد والهدر الغذائي. حيث يمثل الفاقد والهدر من الخضروات والفاكهة 45 – 55 في المائة من الإنتاج السنوي، إذ تقدر البيانات الأساسية لأحد مشاريع الفاو في هذا المجال أن نسبة الفقد الكمية في محصول العنب في مصر تقدر بأكثر من 45 في المائة وتزيد النسبة لأكثر من 50 في المائة لمحصول الطماطم، وذلك في مراحل الإنتاج وأسواق التجزئة والجملة في سلسلة القيمة وحدها، إلى جانب خسارة كبيرة على مستوى جودة المنتج".
وقال محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري إن التعاون مع منظمة الفاو يتوافق مع استراتيجيتنا نحو مكافحة هدر الطعام وخاصة من خلال إطلاق حملة ضد الهدر في شهر رمضان لما يشهده من استهلاك عالي في الدول العربية، موضحاً ان المنظمة تنبهت إلى الخبرة الكبيرة لبنك الطعام الذي يعمل في مجال الأمن الغذائي منذ 15 عاما، ويقع هدر الطعام في صميم عمل البنك منذ نشأته، من خلال تعاوننا مع 6000 جمعية شريكة تعد بمثابة أذرع البنك على مستوى الجمهورية، وامتلاك بنك الطعام شبكة قوية من المتطوعين يصل عددهم إلى 40 ألف متطوع على مستوى الجمهورية، مما يجعل أنشطة البنك المتعلقة بمكافحة هدر الطعام أكثر فاعلية وتأثيرا للقدرة على توسع انتشارها.
وأضاف سرحان إنه يسعى من خلال الشراكة الجديدة، إلى نشر الثقافة الخاصة بالاستهلاك المسؤول، وتعزيز تغيير العادات السيئة من أجل الأجيال القادمة حفاظا على الموارد، مؤيدا التوجه نحو إصدار تشريع قانون جديد ضد هدر الطعام لمحاسبة الأطراف المعنية سواء بالسلب أو بالإيجاب، والتقليل من نسبة الهدر عاماً بعد عام، والعمل على توفير الغذاء الصحي لعدد أكبر من المستحقين، داعيا إلى ضرورة أن يتضمن مشروع القانون المقدم محفزات ضريبية لكل من يكافح الظاهرة.
وقد تم عرض نبذة عن مشروع القانون من قبل النائبة أميرة صابر، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين خلال حفل الإفطار الذي نظمته الفاو بالتعاون مع بنك الطعام المصري في سياق الحملة التوعوية بحضور عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع الدولي، كما قامت المنظمة وبنك الطعام المصري بتسليط الضوء على كيفية الاستفادة من الطعام المهدر من خلال توجيه الفائض الذى لم يمس من الافطار إلى الفئات الأكثر احتياجا، بعد إتمام تعبئته وتغليفه بشكل محترف يضمن الالتزام بكافة معايير الأمن وسلامة الغذاء.
وكانت منظمة الفاو قد نفذت مشروعاً لتقليل الفاقد والهدر في الغذاء وتطوير سلسلة القيمة لضمان الأمن الغذائي في مصر، بتمويل من الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون، والذي استمر عدة سنوات بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، معتمداً على نهج تطوير سلسلة القيمة الغذائية للحد من فقد وهدر الغذاء، مع التركيز على مراحل ما بعد الحصاد ومراحل التجهيز والتسويق، وتعزيز اعتماد سلاسل القيمة.