الأمطار والكهرباء تهدد ثلث الذرة في أوكرانيا بالتلف
وكالات الأرضكشف تقرير لوكالة أنباء الشرق بلومبرج عن تعرض ما يقرب من ثلث محصول الذرة في أوكرانيا للتلف بسبب تبعات الحرب التي تشنها روسيا على الأراضي الأوكرانية وتتمثل في حلول فصل الشتاء وعدم تخزين ثلث انتاج الذرة في مخازن آمنه وتركه للأمطار في الحقول، الأمر الذي يزيد من الضغط على أسعار الحبوب في العالم ويؤدي لأرتفاعها.
وذكر التقرير أن تعرّض المزارعون لسلسلة من العقبات وهي هطول الأمطار بمعدلات قياسية في الخريف مما أدى إلى جعل الحقول موحلة، كما أدت الحرب إلى انخفاض مقدار ما يمكن للمزارعين جنيه مقابل سلعهم، وحدّت الضربات التي استهدفت البنية التحتية للبلاد من توافر الكهرباء اللازمة لتجفيف الحبوب المبللة.
في حين تم كبح الصادرات بسبب الغزو الروسي، تظل أوكرانيا رابع أكبر دولة مصدرة للذرة في العالم، ولها تأثير كبير على الإمدادات العالمية لا يزال من الممكن جمع الحبوب في الربيع، على الرغم من أن آفاق الجودة والكمية آخذة في الانحسار.
اقرأ أيضاً
- أوكرانيا : اكتمال حصاد 87% من محصول الحبوب الزراعية
- بلومبرج: أوكرانيا خسرت قمح بمليار دولار بسبب الحرب
- م.مصطفى النجارى لـ ”الأرض”: أوكرانيا أحدثت فجوة زراعية تقدر بـ٦٧%
- أوكرانيا : رغم الغزو الروسي زراعة الحبوب الشتوية شبه مكتملة
- أوكرانيا: صادرات الحبوب لن تتجاوز 3 ملايين طن خلال نوفمبر 2022
- أوكرانيا تعلن عن مبادرة جديدة لتصدير الحبوب الزراعية
- 76 سفينة تنتظر دخول موانئ أوكرانيا بعد تمديد اتفاق الحبوب
- أوكرانيا تعلن زراعة 3.8 مليون هكتار من القمح الشتوي
- وزير الري يتابع موقف الجاهزية للتعامل مع موسم الأمطار الغزيرة والسيول
- وزير الري: متابعة سير العمل بـ ”مركز التنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية” والذى أنشأته مصر بالعاصمة الكونغولية كينشاسا
- رئيس قسم بحوث النحل يوضح كيف يتم الحفاظ على خلايا نحل العسل خلال سقوط الأمطار
- خبراء : الأمطار في الأرجنتين ساعدت على استكمال زراعة محصول فول الصويا
وقال بيترو ميلنيك، الرئيس التنفيذي لـ"أجريكوم جروب" (Agricom Group) للأعمال الزراعية، الأسبوع الماضي عبر الهاتف: "ربما لدي 90% من كل ما أملكه من الذرة في الحقل الآن الذي هو بالفعل مغطى بالثلوج... طيلة شهر سبتمبر وثلثي أكتوبر، لم أستطع الحصاد بسبب الطقس".
وخفضت وزارة الزراعة الأميركية توقعاتها لمحصول الذرة الأوكرانية إلى 27 مليون طن يوم الجمعة، بانخفاض يبلغ 4.5 مليون طن، مشيرة إلى أمطار الخريف القاسية في ثلاث أقاليم رئيسية. سيكون ذلك أدنى مستوى للمحصول في خمس سنوات، بينما كانت توقعات الأمم المتحدة أقل من ذلك، إذ تصل إلى 24 مليون طن.
وقالت الشركة المتخصصة في تحليل البينات الزراعية "يوكراجرو كونسالت" (UkrAgroConsult) التي يقع مقرها في كييف في مذكرة إن الحصاد يتقدم بسرعة "بطيئة قياسية"، إذ تظهر البيانات الحكومية أنه حتى يوم الثلاثاء، لم يتم حصاد سوى 34% بعد.بحسب "يوكراغرو كونسالت".
وترك المزارعون الذرة في الشتاء في المواسم الماضية. لكن مع ذلك، عادة ما يتم جمع الجزء الأكبر بحلول ديسمبر. وقد يؤدي هطول المزيد من الثلوج والأمطار خلال الأسبوعين المقبلين إلى تأخير العمل في الحقول حتى عام 2023.
وقالت مونيكا توثوفا، الخبيرة الاقتصادية في "منظمة الأغذية والزراعة" التابعة للأمم المتحدة، إن الطقس الممطر عزز الحاجة إلى تجفيف الحبوب قبل تخزينها بشكل صحيح. لكن ذلك كان معقداً- وزاد التكلفة- حيث أدت الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية إلى حدوث انقطاعات للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، مما يجعل من الصعب تشغيل المرافق الزراعية باستمرار.
بدورها تقول تيتيانا ألافيردوفا، المديرة التجارية في شركة الزراعة "هارف إيست" (HarvEast)، إن معظم الذرة تحتوي على نسبة رطوبة تبلغ نحو 25%، مقابل 18-20% في المعتاد. وتأمل أن ينتهي حصاد محصولهم في فبراير، وهو سيكون آخر حصاد للشركة على الإطلاق. وتضيف أن التأخيرات يمكن أن تقلل الغلة، وتهدد بحدوث مشكلات في الجودة مثل الفطريات المغزلاوية.
وحثت "جمعية الحبوب الأوكرانية" الحكومة على إعطاء أولوية للكهرباء للصوامع لمنع تلف الحبوب ومساعدة تمويل المزارعين. فوفقاً لشركة الأبحاث الزراعية "إيه بي كيه-إنفورم" (APK-Inform)، أضافت المخاطر العسكرية والقيود المرتبطة بالعمالة إلى التحديات التي يواجهها الحصاد.
كما يؤثر التباطؤ الاقتصادي على مصدر رئيسي للدخل بالنسبة لقطاع الزراعة في أوكرانيا، الذي تكبد بالفعل أكثر من 4 مليارات دولار من الأضرار الناجمة عن الحرب، وتعتبر الذرة هي أكبر محصول تزرعه وتشحنه البلاد من حيث الحجم.
وقال نائب الوزير تاراس فيسوتسكي في أواخر نوفمبر إن وزارة الزراعة الأوكرانية تتوقع أن ينتهي المزارعون من الحصاد في غضون عدة أشهر. وفقاً للمزارع أولكسندر بيريتياتكو، يبتكر المزارعون المحليون حلولاً للتعامل مع انقطاع الكهرباء، مثل استخدام مولدات الوقود أو حتى الخشب لتجفيف الحبوب.
لكن أسعار المحاصيل المحلية ضعيفة، يرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع التكاليف اللوجستية، ما يحمل المزارعين خسائراً كبيرة، وفقاً لوزارة الزراعة. كما تعني مصاعب الحصاد أن المزارعين لا يستطيعون تحضير التربة لفصل الربيع كالمعتاد. وتتوقع الوزارة أن تنحسر زراعة الذرة في عام 2023، بينما تتوسع البذور الزيتية.
وذكرت توثوفا من الأمم المتحدة عبر البريد الإلكتروني: "ليس من غير المألوف أن يستمر حصاد الذرة حتى يناير... لكن من المرجح أن تطغى العقبات، خاصة تلك المتعلقة بالكهرباء".