«الحر الذي دمر زيتون أوروبا»
«زيتون 2024».. إنخفاض إنتاج وارتفاع جنوني وحظر تصدير
جهاد نادر ووكالات الأرضتقارير دولية تصف موسم 2023 بـ"الجحيم".. توقعات بالتحول إلى زيوت أخرى بديلة
د. منجي مسلم: انتظروا موسم كارثي على صناعة زيت الزيتون
أزمة شرسة، مرتقبة، على الأبواب، متوقع ان تضرب بقوة صناعة زيت الزيتون، نتيجة التأثر بعوامل مناخية، مثل الطقس الحار الذي اجتاح جنوب أوروبا هذا الصيف، الأمر الذي أثر سلباً على أشجار الزيتون.
اقرأ أيضاً
- «وادي فود» تكسر حاجز احتكار الزيتون
- برنامج تسميد أشجار الزيتون عمر يوم واحد
- 8 أسباب لظاهرة «المعاومة» في أشجار الفاكهة
- إنخفاض الانتاج بنحو 20%... تداعيات الجفاف على إنتاج الزيتون
- أكبر 10 دول مصدرة لزيت الزيتون عالميًا في 2023
- معركة زيت الزيتون تشتعل عالمياً.. وتجار مصر «ودن من طين»: اعصر زيتونك
- مزارعو الزيتون يعتزمون عصر ثمار البِكوال .. ملك المائدة
- فوائد مخلفات عصر الزيتون وإعادة تدويره.. التسميد الأبرز
- وزير التعليم العالي يبحث مع السفير التونسي التعاون العلمي والبحثي والأكاديمي
- وزير الزراعة يبحث مع مسئولي كبرى الشركات الليبية زيادة استثمارتهم يمصر
- عيد الزيتون والمانجو .. نيتريك وسلفات ماغنيسيوم
- برنامج لحماية أشجار الموالح والمانجو والزيتون خلال العيد.. (خاص الأرض)
المتخصصون من خبراء صناعة زيت الزيتون، حذروا من ارتفاع جنوني وزيادة صاروخية في الأسعار، مع تزامن ذلك، في نقص محتمل في المعروض من المنتج.
مجموعة أبحاث السوق مينتيك، المتخصصة في مجال زراعة الزيتون، أكدت أن درجات الحرارة المرتفعة، تسببت في تساقط ثمار أشجار الزيتون، فضلاً عن انها جعلت الأشجار تنتج زيتوناً ذا جودة أقل، على حساب عمر الشجرة، وهو ما شكل ظاهرة خطيرة هذا العام.
ومما زاد من خطورة الموقف، انه جاء في أعقاب موسم حصاد سيئ للزيتون، في ظل مناخ صيفي، كان ساخناً جداً في أوروبا، تحديداً.
ففي إسبانيا - أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم- انخفض الإنتاج إلى ما يقرب من 620 ألف طن متري، مقارنة بمتوسط يبلغ نحو 1.3 مليون طن متري خلال الخمس سنوات الماضية.
ووصف مركز أبحاث "فيليبو بيرو" - شركة تابعة لإحدى أكبر العلامات التجارية لزيت الزيتون في العالم- هذا الموسم، بانه «جحيما حارا» تسبب في ضعف الإنتاج، نتيجة اجتياح موجة ملتهبة منطقة البحر الأبيض المتوسط هذا الصيف، مؤكدة ان هذه الموجة المناخية قد أثرت على إسبانيا، بالإضافة إلى دول أخرى منتجة لزيت الزيتون مثل إيطاليا واليونان.
وتوقع مركز "فيليبو بيرو"، ان إنتاج زيت الزيتون الأوروبي قد ينخفض بمقدار 700 ألف طن متري - بانخفاض أكثر من 30 %- مقارنة بمتوسط الخمس سنوات، مشيراً إلى ان المدى الكامل للضرر، سيكون معلوماً بصورة كافية، بعد موسم الحصاد في أكتوبر ونوفمبر المقبلين.
ما هي توقعات الخبراء لموسم الزيتون 2024؟
وأجرى موقع "الأرض" إتصالاً تليفونياً، مع أحد كبار المتخصصين في هذا الشأن، بعدما اتضحت ملامح موسم الزيتون وزيت الزيتون ٢٠٢٣، وتأثير المناخ على التوقعات بالموسم المقبل ٢٠٢٤ ، بعد تداول انباء عن منع بعض البلدان تصدير الزيتون، بغرض تحقيق الاكتفاء الذاتى سواء للزيتون المائدة أو زيت الزيتون، علماً أن إنتاج مصر يبلغ ٦٠% زيتون مائدة و 30% لزيت الزيتون.
د. منجي مسلم: نأمل ان نتخطى "شح" زيت الزيتون
من جانبه، أكد الدكتور منجي مسلم، أستاذ الزيتون بمعهد الزيتونة الدولي في تونس، والخبير بمجلس الزيتون العالمي، ان موسم 2023 هو الأصعب، وبالأخص، على البلاد المنتجة للزيتون، أمثال إسبانيا، إيطاليا، اليونان، البرتغال، وتونس.
وأضاف د.منجي مسلم، في إتصال هاتفي مع موقع "الأرض"، قائلاً: ان مخزون الزيت سيكون "صفر"، على عكس السنوات الماضية لمواسم الحصاد، حيث كان يتواجد سابقاً، مخزون كاف، وهو ما لايتوافر خلال الموسم المقبل.
وتوقع "مسلم" نبأ سيء بشأن مخزون الزيت، مشيراً إلى انه تزامناً مع شهر سبتمبر المقبل، سينعدم المخزون تماماً، نظراً لتدني الإنتاج عالمياً، متوقعاً ان يبلغ حجم ناتج زيت الزيتون نحو ٣.٣ مليون طن، موزعا على دولتي "إسبانيا، إيطاليا"، مشيراً إلى تحسن الناتج في تونس بفضل الأمطار الأخيرة، والمتوقع ان يقدر بنحو ٢٢٠ الف طن، فيما يبغ في دولة المغرب الشقيق نحو ١٤٠ الف طن.
ونفى الخبير بمجلس الزيتون العالمي، صحة الأخبار المتداولة بحظر تصدير زيت الزيتون من قبل الحكومة التونسية، مؤكداً ان التصدير فرصة تونسية لإنعاش إقتصادها، في ظل إرتفاع سعر الزيت عالمياً، كاشفاً حجم تصدير تونس، والبالغ نحو ٢٠٠ ألف طن.
وأتم أستاذ الزيتون في تونس، حديثه، مشيراً إلى ان سعر زيت الزيتون يتراوح بين ٨.٢ إلى ٩ يورو لكيلو الزيت خلال عام ٢٠٢٤، مضيفاً ان نسبة وحجم الاستهلاك هو العامل المحدد للسعر المطروح، كاشفاً غموض سوق "زيت التخليل"، متوقعاً ان يتحول كميات كبيرة منه إلى زيتون، بسبب ضعف الإنتاج.
الحرارة "تذبل" أشجار الزيتون:
وأفاد تقرير، أعده المجلس الدولي للزيتون، ان أسعار زيت الزيتون تضاعفت مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وكل المؤشرات تشير إلى نقص في الموسم المقبل، مضيفاً «لا يبدو أن هناك أي بوادر مبشرة تلوح في الأفق»، مؤكداً «صناعة الزيتون تشهد أزمة».
ووصف تقرير "الدولي للزيتون"، الوضع بأنه أزمة، مضيفاً «إننا نواجه وضعاً معقداً نتيجة لتغير المناخ»، معقباً انه من المتوقع أن ينخفض إنتاج زيت الزيتون بنسبة 20 % بين أكتوبر الماضي، وسبتمبر المقبل لعام 2023.
وتبرأ التقرير من تحمل مسئولية ارتفاع الأسعار، معلقاً: "غير واضح لنا إلى أي مدى سيؤثر هذا على المستهلكين، ليطرح سؤال غامض، هو «هل يستمر المستهلكون في شراء زيت الزيتون بأسعار جنونية أم أننا سنشهد تحولاً إلى زيوت أخرى بديلة؟».
تركيا تحظر تصدير زيت الزيتون بسبب الرسوم الجمركية
أثر نقص إنتاج زيت الزيتون في دول البحر الأبيض المتوسط سلبًا على الأسعار المحلية ، مما دفع تركيا إلى اتخاذ إجراءات إضافية، بما في ذلك تعليق تصدير زيت الزيتون حتى نوفمبر المقبل، لمنع ارتفاع الأسعار في السوق المحلية.
وقالت وزارة التجارة بأنقرة، إنه بسبب الجفاف في أوروبا ، انخفض إنتاج زيت الزيتون في العالم ، وخاصة في إسبانيا وإيطاليا ، بنسبة 20 في المائة في موسم 2022/2023 ، في حين زاد إنتاج تركيا بنسبة 62 في المائة.
وأشار البيان التركي، إلى أن الزيادة السريعة في صادرات زيت الزيتون سائبا وفي البراميل انعكست على الأسعار المحلية ، وأن ارتفاع أسعار التجزئة للزيت في السوق المحلي كان أعلى بكثير من الزيادة العامة للأسعار في فترة العام الماضي.
وقال البيان ان صادرات تركيا من زيت الزيتون المعبأ لدول الاتحاد الأوروبي ذات القيمة المضافة والمخصصة للمستهلك النهائي، منخفضة للغاية، بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.
الزراعة السورية وقف تصدير زيت الزيتون لانخفاض الإنتاج:
كما قررت الحكومة السورية، حظر تصدير زيت الزيتون بدءا من مطلع سبتمبر المقبل، وذلك لانخفاض الكميات المتوقع انتاجها في هذا الموسم.
وأكد مكتب الزيتون في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بدمشق، أن القرار جاء نتيجة دراسة لواقع الإنتاج لموسم 2023- 2024، والكميات المتوقع إنتاجها مقارنة مع الاحتياج الفعلي وسبل تسويق الفائض منه.
وتأتي هذه الإجراءات لتلبية احتياجات السوق المحلية من مادة زيت الزيتون بأسعار مناسبة، وفي ضوء تقديرات إنتاج الزيتون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، متوقعة الا يزيد الإنتاج هذا الموسم عن 49 ألف طن، وهي تكفي فقط لتغطية احتياج السوق المحلية.