استاذ اقتصاد: نطالب بتعميم الزراعة الرقمية لتوفير ٤٠٪ للمياه المهدره ورفع إنتاجية المحاصيل
فيفيان محمود الأرضأعتمد الإنسان منذ قديم الزمان في الزراعة علي تجاربه السابقة في تحسين كمية المحاصيل الزراعية وجودتها، ومع مرور الوقت ظهرت طرق مختلفة وتخصصات جديدة ساهمت بشكل كبير في التطور الزراعي من حيث الكمية والجوده، ونذكر منها علم التربة وحماية النباتات والميكنة الزراعية وتقنيات الري.
كل ذلك البحث العلمي في هذه المجالات كان له الأثر الإيجابي في الوسط الزراعي واحداث نقلة نوعية فيه، إلي أنه ومع ظهور أولى علامات التغير المناخي، أصبح العالم في حاجه لتكنولوجيا متطوره تسمح له بمواجهه هذا التغير ومضاعفة الإنتاج للحفاظ على الأمن الغذائي.
قال الدكتور جمال محمد صيام استاذ الاقتصاد الزراعي جامعة عين شمس، أن الزراعة الرقمية تعتبر أحدث صيحة في الزراعة الذكية، وتستخدم في الري الذكي ، والزراعة الذكية، وكافة العمليات الزراعية، ويتم إجراؤها عن طريق الأساليب الرقمية.
وأضاف الدكتور جمال خلال تصريح لموقع"الأرض" أنه قبل التفكير في استخدام الذكاء الاصطناعي، لابد من اتباع بعض الخطوات:-
_ تعميم استخدام الإرشاد الزراعي الرقمي، حيث يوجد ابليكشن يطلق عليه اسم" هدهد" تطبقه وزراة الزراعة للارشاد الرقمي، ولكنه متاح لدي بعض المزارعين، لذا يجب تعميمه علي كل المزارعين.
_ استخدام الري الذكي، وذلك من خلال وضع أجهزة استشعار في التربة تعمل علي اظهار اول بأول مدي رطوبة التربة ومدي حاجتها للري، ويتم عمل برنامج لضخ المياه علي حسب احتياجات التربة للمياه والرطوبة، مشيرآ إلي أنه ربما تم تطبيقه من قبل وزارة الزراعة ولكن بشكل قليل جداً ولم يتم تعميمه حتي الآن علي الأراضي الزراعية، وهذا النظام يوفر ما لا يقل عن ٤٠٪ من المياه، ويستخدم الري الذكي في دول كثيرة لديها ندره في المياه.
اقرأ أيضاً
ولفت استاذ الاقتصاد الزراعي إلي احتياجنا لتطبيق المقاومة الذكية في مكافحة الحشرات وآلافات لما لها من أهمية كبيرة، فعلي سبيل المثال في حالة وجود آفات في أشجار المانجو تعمل المقاومة الذكية في تحديد مكان الإصابة والذي يسهل علينا رش الأشجار التي تمت إصابتها، حيث أنه بدون المقاومة الذكية يقوم الفلاح برش كل الأشجار مما يتسبب في إهدار الموارد ويزيد من التكلفة ويؤدي لجهد كبير، بالإضافة إلي ما يتركه من تلوث نتيجة رش المبيدات العشوائي، بينما الإصابة توجد في مساحة قليله.
وتابع الدكتور جمال أن أيضاً تسوية الأرض والعمليات الزراعية كلها تنجح في حالة استخدام الأجهزة الرقمية، وهذا يتم من خلال أجهزة الليزر التي تعمل علي توفير ٢٠٪ من المياه، حيث أنه عندما تكون الأرض غير مستوية يحدث هدر للمياه، بالإضافة إلي وجود نباتات تحصل علي مياه أكثر من حاجاتها وغيرها لا، ولكن في حالة عمل تسوية بالليزر فإن كل النباتات تاخذ نفس الكمية من المياه، والإنتاجية تكون عالية وربما تصل إلى ٣٠٪ زيادة، بالإضافة لوضع التقاوي بطرق مميكنه بالكامل، ونأخذ من امريكا والدول المتقدمة امثله لهذا حيث تكون كل المزارع مميكنه ذاتياً ولا يوجد اى عمالة بشرية سوي شخص واحد يدير السيستم الذكي من بداية وضع البذور في الأرض وعمليات الخدمة والري ومكافحة الآفات والعزيق" وحتي الحصاد.
من فؤائد الزراعة الذكية :-
_ توفير في تكاليف الإنتاج
_ زيادة الربحية للمزارعين
_ توفير للعمل البشري وهذا في حالة وجود عجز وعدم توفير عماله
_ تقليل التلوث البيئ
_ توفير في الموارد النادره وعلي رأسها المياه
لذا نحن بحاجة لتوعية وتدريب واستخدام لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، ويتم تدريب المرشدين الزراعين ولكن ليس المرشد التلقيدي لابد أن يكون المرشد الزراعي الحالي ملم بمعرفة اساسيات الذكاء الاصطناعي لكي يساعد المزارع، لأن بناء القدرات يبدأ من بناء كوادر ارشادية، وأن يكون هناك تواصل بين وزارة الزراعه والموارد المائية والري والاتصالات بالتعاون لتطبيق نظام الذكاء الاصطناعي في مساحه الف فدان علي سبيل المثال وبعد نجاحها يتم تعميمها علي كل المساحات الموجودة.