المناخ المضطرب يهدد زراعة البطاطس في أوروبا
محمود راشد الأرضتحوم الشكوك حول مستقبل زراعة البطاطس في أوروبا بسبب اضطرابات الطقس التي أدت إلى تدمير المحاصيل وارتفاع الأسعار في الموسم الحالي.
ولم تصل مئات الآلاف من الأطنان من البطاطس إلى الأسواق الأوربية في عام 2023، وهي القارة التي يستهلك فيها الفرد حوالي 90 كيلوجراما سنويا وهي النسبة الأعلى في العالم.
وتشير تقديرات مزارعي البطاطس في شمال غرب أوروبا، وهي منصة تبادل سوقي لسلسلة توريد البطاطس، إلى أن 650 ألف طن لم تصل إلى الأسواق في تلك المنطقة بسبب تعرض الكثير من المحاصيل للتعفن في الظروف اللاهوائية، وحذرت من احتمال حدوث تدهور بنسبة 20 في المائة فيما يخص توفير البذور لعام 2024.
وفي المملكة المتحدة، ارتفعت أسعار البطاطس البيضاء بنسبة 81 في المائة على أساس سنوي وهي النسبة الأعلى على الإطلاق، بحسب أحد مزودي البيانات.
وفي هولندا وبلجيكا، وهما منطقتان رئيسيتان في زراعة ومعالجة البطاطس المخصصة للقلي، بلغت أسعار معالجة البطاطس الهولندية لشهر أبريل أعلى مستوياتها عند 370 يورو (397 دولار) للطن، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع في الأسعار قبل وصول المحصول الجديد للبطاطس إلى السوق في عام 2024.
وفي أيرلندا، بدأت زراعة البطاطس في الأسبوع الماضي فقط رغم أن هذه المحاصيل كانت تتم زراعتها في العادة في نهاية شهر فبراير وتستمر حتى نهاية مارس، ومن المتوقع أن تعاني البلاد من نقص المحصول في الصيف المقبل، حيث تحذر السلطات هناك من إمكانية أن تلجأ إلى فرض قيود على مبيعات البطاطس في الصيف عبر تقليل الكمية المسموح ببيعها.
وفي المجمل، فإن الكلمة التي تصف الكثير من الارتفاع في أسعار المواد الغذائية في 2023 هي "التضخم الحراري"، حيث أثر الجفاف وارتفاع درجات الحرارة على غلات المحاصيل في جميع أنحاء العالم، من زيت الزيتون في إسبانيا إلى الملفوف في كوريا الجنوبية.
وأظهر تقرير نشرته خدمة كوبرنيكوس لمراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في أبريل، أنه في عام 2023، وبينما شهدت أوروبا أكبر عدد من الأيام مع الإجهاد الحراري الشديد، كانت أيضا واحدة من أكثر الفترات رطوبة على الإطلاق.
وشهدت القارة العجوز هطول أمطار أكثر بنسبة 7 في المائة عن متوسط الفترة من 1991-2020، مع تضرر 1.6 مليون شخص من الفيضانات.
ويتصدر محصول البطاطس قائمة التضخم، فمع زراعة واحدة فقط وحصاد واحد في السنة، يجب أن تكون الظروف مناسبة تمامًا. ولكن في خريف عام 2023، أجبر سوء الأحوال الجوية الحصاد على التوقف في أوروبا بعد ثلاثة أسابيع فقط لأن التربة الرطبة تعني عدم تمكن المزارعين من استخراج المحاصيل من الأرض.
وما تمكن المزارعون من استرجاعه كان من حيث الجودة، مما يعني أنه لا يمكن تخزينه لفترة طويلة. وسارع البائعون إلى نقل هذا المخزون المحدود، وترتفع الأسعار حاليا مع تنافس شركات التعبئة والمعالجة عليه.