ملامح وآثار فرعونية لزيتون مصر
بقلم - م. ياسين حمدي الأرضتحظى الحضارة المصرية، التي نشأت على ضفاف نهر النيل واستمرت أكثر من 3000 عام، بالتبجيل لأشياء كثيرة و تطور نظام الكتابة، وتقنيات البناء، التي أدت إلى بناء الأهرامات والمعابد الأثرية و تحسين صناعة الزجاج. وأخيرًا وليس آخرًا، فهي معروفة جدًا بقنوات الري وتقنيات الإنتاج الزراعي الجديدة التي طورتها، مما جعلها المنتج الرئيسي للحبوب في العالم القديم. في الواقع، كانت تُعرف باسم "سلة خبز" العالم القديم.ووصفها سيدنا يوسف ( بخزائن الارض )
أما فيما يتعلق بالزراعة، فقد كانوا يزرعون الحبوب والبقوليات والخضروات والفواكه (البطيخ والعنب والتمر والتين). وفي وقت لاحق، وبسبب تطور التجارة التي حافظوا عليها مع مناطق البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، أدخلوا فواكه جديدة مثل التفاح والزيتون والرمان.
بالنسبة للمصريين، كانت أهمية أشجار الزيتون كبيرة لدرجة أنهم يعتقدون أن إيزيس، زوجة أوزوريس، نقلت هذه الشجرة المقدسة إلى الإنسان. لقد أعطت الإنسان المعرفة التي يحتاجها لزراعة وحصاد وأكل ثمار هذا النبات الأسطوري. تم العثور على أكبر المزارع في الرواسب الغرينية الخصبة لنهر النيل.
وفي الكتابة الهيروغليفية إشارات عديدة إلى أشجار الزيتون وأغصانها وثمارها. وعثر في مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة على زخارف وتيجان مصنوعة من أغصان الزيتون والزهور الأخرى. وكانت شجرة مقدسة عند المصريين، وكان الزيتون طعامًا للفراعنة في عبورهم إلى الحياة الآخرة. كما تم استخدام خشب الزيتون في صناعة التوابيت والأشياء المختلفة.
ونظراً للظروف الصحراوية السائدة في مصر، لم يكن إنتاج زيت الزيتون مستقراً، لذا كان لا بد من اللجوء إلى استيراد الزيوت من سوريا وفلسطين واليونان. قبل كل شيء، احتفظوا بهذا الزيت للاستخدام في الطهي ومستحضرات التجميل. كان للزيتون أهمية كبيرة في عالم البحر الأبيض المتوسط القديم بشكل عام. وكما هو واضح في الصورة أدناه، فقد تم توثيق المعاملات التجارية على ألواح طينية. هذه هي ما تسمى بالألواح الميسينية، وهي أول ألواح مكتوبة تتحدث عن زيت الزيتون. تخبرنا هذه الألواح عن أهمية زيت الزيتون في بلاط الملك مينوس بالنسبة للاقتصاد الكريتي. ويعود تاريخها إلى حوالي 2500 سنة قبل المسيح.
كانت زراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون جزءًا حيويًا من اقتصادات الإمبراطوريات المختلفة التي حكمت عالم البحر الأبيض المتوسط القديم، وخاصة مصر.
*خبير دولي في مجال زيت الزيتون
اقرأ أيضاً
- تعرف على فاعلية مستخلص أوراق الزيتون لمرضى السكرى
- زيت الزيتون ينقذ تونس من التعثر المالي
- زيت الزيتون 1٪ من إنتاج الدهون النباتية والحيوانية في العالم
- فوائد الأوكسينات والسيتوكينينات لأشجار الزيتون
- هل يصلح تجميد زيت الزيتون؟
- ما الفرق بين زيت الزيتون الصالح والفاسد؟
- دراسة تكشف استخدام نفايات معاصر الزيتون في الصناعات الغذائية والدوائية
- برنامج تسميد ورعاية أشجار الزيتون بعد عمر 5 أعوام
- فوائد صحية مذهلة لـ«زيت الزيتون».. أبرزها حماية الكبد من الأمراض
- تقنية جديدة لعصر الزيتون ترفع نسبة الاستخلاص 15٪ والفينولات 20٪
- «البحوث الزراعية»: فرق إرشادية لأشجار الموالح الكلامنتين والزيتون والتين والرمان بشمال سيناء
- خبراء وباحثون: إنتاج زيتون 2024 «تحت المتوسط»