د. محمد المليجي* يكتب: حقيقة فائدة الماء الممغنط في الزراعة؟
الأرضبالأمس القريب، كنت أتحدث عن الذين يريدون عودة "القُلة" ويدّعون زورا أن الماء فيه "ميت، وحي"، وتطرق الحديث إلى مغنطة الماء وكهربة الماء.
بصراحة، لم يكن عندي علم بموضوع مغنطة الماء، اي تعريضه الى مجال مغناطيسي قوي فيتحول بقدرة قادر الى مركب جديد يساعد على نمو النباتات ويخرج الكيماويات من التربة ويقدمها للنبات، بل ويقضى على ملوحة الماء و ملوحة التربة، ويقتل ميكروبات التربة ويعالج عفن الجذور.
وعندما تسأل كيف يحدث هذا يقولون: "معرفش بالضبط، لكنه يفعل كل ذلك".
كانت اخبار مدهشة لي، وتعجبت كيف لم اري ذلك في اي من المزارع التى زرتها في كل انحاء العالم. والاكثر من ذلك هو طرح اجهزة لمغنطة مياه الري لزيادة المحصول ومحاولة بيعها للفلاحين في مصر .
اهم ما في الموضوع انك تشتري الجهاز ولن ترى وجه البائع بعد ذلك، تماما مثل اجهزة تحلية مياه الري وهي مثل عدمها أيضا.
ولأني لا اعلم شيء عن هذا الامر قمت بالبحث في المصادر العلمية الأصيلة التى لا تكذب على الناس، بغرض تسويق فكرة معينة وتعتمد على البحوث العلمية في تقديرها لأي نظرية او تطبيق علمي.
خلصت الى التالي من واقع المراجع.
١- هذه الفكرة عن مغنطة الماء قديمة ومن اكثر من ٥٠ عاما، وحتى الآن لم توافق عليها جهة علمية وتؤيد تطبيقها في الزراعة.
٢- يدعي البعض وجود تأثير ايجابي من خلال تجاربه ولكن الغالبية من الابحاث لم تؤيد ذلك.
٣-تعتمد فكرة مغنطة الماء على جعله اكسر يسرا مثل اضافة الكيماويات لزيادة التأين واكساب جزيئات الماء حرية اكبر في الحركة وتحريره من الملوحة الزائدة، ولكن يظل الملح كما هو دون نقص.
٤- غالبًا ما يستخدم بائعو أجهزة معالجة المياه المغناطيسية الصور والشهادات لدعم مزاعمهم، لكنهم يتجاهلون التفاصيل الكمية والدراسات التي يتم التحكم فيها جيدًا. كما تتجاهل الإعلانات والعروض الترويجية بشكل عام متغيرات النظام، مثل التآكل أو تحليلات توازن كتلة النظام، بالإضافة إلى قياسات المياه بعد المعالجة مثل تركيز أيونات العسر أو توزيع الجسيمات العالقة وهيكلها وتشكلها.
٥- لا يزال مبدأ علاج الماء بالمغنطة غامضًا، فقد تم إجراء العديد من المناقشات في محاولة لفهمه وتم اقتراح فرضية أن الروابط الهيدروجينية بين جزيئات الماء قد تأثرت على الأرجح بواسطة المغنطة، ومع ذلك، لم يتم الاعلان عن أي آليات واضحة لهذا التأثير في الأدبيات.
٦- في احدث البحوث على التغير في الخصائص الفيزيائية للماء نتيجة المغنطة ثبت ان هذه المعاملة، غيرت الحرارة النوعية وكمية التبخر ونقطة غليان الماء، واصبح الماء الممغنط يتبخر بسرعة تقدر ب ٣٠٪ اسرع من الماء العادي وهذه مشكلة في استخدامه في الزراعة، بينما هي ميزة عند استخدامه في الصناعة لتحسين التبريد وكفاءة توليد الطاقة في الصناعة وتم تحديد حالة المغنطة المثلى على أنها MFS من 300mT.
الخلاصة هي ان عملية مغنطة الماء لاستخدامه في الزراعة هلامية وليس لها ما يؤكدها في المجالات العلمية ومازالت غامضة وقد يكون الضرر منها اكثر من النفع خاصة اذا كان الماء الممغنط يتبخر بسرعة من التربة ويصبح ما تكتسبه اقل بكثير مما تخسره في ماء الري.
ومع ذلك من حقك ان تصدق ما يروجون للفكرة من واقع خبرتهم وابحاثهم، وتجرّب بنفسك وتتحمل النتائج.
_____________________
* أستاذ علم أمراض النبات
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية