أوروبا تواجه تحديات نقص الغذاء
محمود راشد الأرضيزيد استمرار ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجافة من احتمالات ندرة الغذاء في أوروبا، وتؤثر الظروف الجوية على المنتجين الرئيسيين للقمح والذرة وزيت الزيتون والفواكه.
وأصبحت صقلية نقطة اشتعال لهذه الأزمة، حيث أصبح جزء كبير من إنتاج القمح مهددا، وتأثرت علف الحيوانات بشدة، وتراجعت إمدادات المياه إلى مستوى حرج. وقال المزارعون الصقليون إنه إذا استمرت هذه الظروف، فسيتعين عليهم بيع حيواناتهم. وتلعب الجزيرة، وهي أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، دورًا كبيرًا في إنتاج نوع القمح المستخدم في المعكرونة الإيطالية، حيث يُزرع هناك 20% من القمح الصلب الإيطالي.
كما تضرر بشدة، في صقلية وأماكن أخرى، إنتاج الفاكهة، حيث يعكس ارتفاع الأسعار الواقع الجديد. ويحذر الخبراء من أنه إذا استمرت الظروف الجوية، فإن خطر تحول الجزيرة من سلة خبز إلى مستورد صافي للمواد الغذائية أمر حقيقي للغاية.
لكن الظروف الحارة والجافة تؤثر على منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها وخارجها. لا يعاني منتجو زيت الزيتون التقليديون فقط، مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا، من تهديد إنتاجهم، ولكن أيضًا مزارعي الزيتون الآخرين، مثل رومانيا. ويواجه إنتاج الذرة وعباد الشمس في هذا البلد أيضًا تهديدات خطيرة، حيث تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية. وحذرت الحكومة الرومانية من أنه في هذه الحالة، ستواجه البلاد أيضًا انقطاع التيار الكهربائي.
كما أثرت ظروف الحرارة الشديدة على أوكرانيا المجاورة، التي تعاني أيضاً من ويلات الحرب. وتأثر إنتاج وصادرات القمح، التي تأثرت بالفعل بالحرب، بشكل أكبر بدرجات الحرارة التي وصلت إلى 38 درجة مئوية؛ ويقال إن إنتاج القمح قد انخفض بنسبة 20 في المائة على الأقل وبنسبة تصل إلى 30 في المائة.
لا شك أن ويلات أزمة المناخ تمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا، فتؤثر على المزيد من المنتجات الأساسية، مثل القهوة.
ولكن هناك أيضًا فائزون عالميون بسبب الظروف الجوية السائدة. وأهمها الهند، حيث من المتوقع أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى زيادة إنتاج الأرز وفول الصويا.