9 حواريين جدد لاتحاد «كبار منتجي الدواجن»
بقلم - محمود البرغوثي: القاهرة الأرضليس كل الحواريين مؤمنون، وبعضهم لم يكفر، لكن جميعهم - من آمن ومن لم يستقر إيمانه، كانوا أنصارا للمسيح، كما كان لكل نبي حواريون، عيسى، وموسى، ومحمد، عليهم جميعا السلام.
- والحواريون التسعة الذين يعينهم وزير الزراعة لعضوية مجلس اتحاد "كبار منتجي الدواجن"، ليسوا مختارين من الوزير نفسه، فمنهم ثلاثة مرؤسين لمعاليه تفرضهم اللائحة، والستة الباقين من الصحبة المصطفين، الذين لن يخرجوا عن الدائرة المرسومة لتحقيق مهمة بعينها، ولن يتجاوزوا الخط المحدد لهم، والذي ينتهي بإعادة تنصيب "ون مان شو" للاستمرار في قيادة سفينة بروتين الغلابة نحو الغرق، بعد أن يكون طاقمها قد دجَّن في بنوك العالم الخارجي أرصدة تكفي الأحفاد حتى الجيل السابع عشر، دون خوف من فرضية أنها ستُكوى بها جنوبهم يوم العرض على الله.
- انفض سيناريو انتخابات اتحاد "العصبة النفعية"، في 14/8/2024، وكما هو معلوم، فإنه ليس بالضرورة أن تنتِج الانتخابات والديموقراطيات أفضل ما في المشهد، بل يمكن بألاعيب الاتفاقيات وخيانة القطط وذعر الفئران، ووعود الكاذبين للطامعين، أن تأتي الانتخابات بالأشرار القادرين على إغراق ردهات اللجان بالولائم من سندويتشات وعصائر، وربما تأليف قلوب الناخبين بصندوقي كتاكيت أو عربية بيض "درجة ثالثة".
نجح 18 شخصا، فيهم الحكيم المترقب، وبينهم الثمين المتحفز بشدقين ملطخين بالدهن، وفيهم المهيض المستأنس، وفيهم الثعلب الماكر، لكن أغلبيتهم تشير إلى إعادة المشهد فوق ظهر المركب الجانح، برئيس يعشق الانفراد بالسلطة، وينطق الأنا بعمق ونعومة تؤكدان الإصرار على الإبحار في الاتجاه المخالف للصواب.
لم يبق بعد إعلان نتيجة الانتخابات التي أذيعت نتيجتها الحرفية قبل موعد انعقاد لجانها بثلاثة أيام، ما يعني التخطيط المحكم لإحراز النتيجة المأمولة، لم يبق أمامها سوى تعيين 9 أعضاء من عِنديات وزير الزراعة، الذي لم يكن يعرف، وحتى الآن لم يعرف، تاريخ صناعة الدواجن في مصر، وماذا تحمل مركب هذه الصناعة الجانحة من فرص لتوفير بروتين الفقراء، ذلك البروتين الشعبي الذي صنع منه "كبار المنتجين" ملياراتهم، وضياعهم، وقلاعهم المحصنة بالطمع والجشع، على حساب الصغار.
نعم، كانت تُخمة الكبار على حساب الصغار الذين ذاقوا مرارة الاقتراض، ثم الخسارة، وملاحقة مباحث تنفيذ الأحكام.
وأخيرا، وبعد انتظار نتيجة التسعة المكملة لمجلس إدارة اتحاد "كبار منتجي الدواجن"، فاجأنا الوزير - فرس الرهان، بتسعة أشخاص، بتوليفة تضم ثلاثة حكوميين تفرضهم اللائحة ولا اعتراض على ذلك، وستة آخرين فرضتهم مجاملات وترضيات سياسية محسوبة، حتى أن اثنين منهم لا يعرفون الفرق بين مجزآت البط والفراخ البيضاء على السفرة، كما لا يعرفان إن كانت عنابر الدواجن مفروشة بنشارة الخشب، أم بسرر عليها مراتب طبية وثيرة.
الحواريون التسعة، سيجدفون حتما لقيادة سفينة مجلس الإدارة المنتظر في الخامس من نوفمبر المقبل، نحو الغرض الذي يضمره "كبار منتجي الدواجن"، لتظل الصناعة بيتا خاويا لخيولهم التي ستسحب عربتهم نحو الهاوية.
* تنويه: كنتُ قد استبقتُ الخيرات وتقدمتُ للوزير علاء فاروق بطلب الانضمام إلى قائمة التسعة، بصفتي مهندسا زراعيا، وخبيرا بهذه الصناعة ومشاكلها، ومدافعا عنها منذ نحو 20 عاما، وبصفتي حاصلا على ماجستير مهني في "الاتجاهات الحديثة في الإنتاج الداجني"، وكنتُ آنذاك على يقين بأن تغييرا ما سوف يطرأ على منظومة العمل داخل ديوان عام وزارة الزراعة في ظل الوزير الجديد الحالي، لكن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي سفن الإغاثة.
تنويه ثان: ننوه أيضا بأن عضوية مجلس إدارة اتحاد منتجي الدواجن، مجانية، لا يتقاضى بموجبها العضو أي مخصصات مالية.