أرباح مافيا استيراد الدواجن .. وخسارة مصر
بقلم: محمود البرغوثي الأرضـ قطاع الدواجن الوطني في مصر ينتج نحو 1.2 مليار دجاجة سنويا، أي نحو 3.3 مليون دجاجة يوميا، والمصريون يستهلكون 1.32 مليار دجاجة سنويا، أي نحو 3.6 مليون دجاجة يوميا، أي أن الفجوة تبلغ نحو 10 % فقط، بمعدل 300 ألف دجاجة يوميا، مع جمارك قدرها 32 % على المستورد.
ـ مع رفع الجمارك عن الدواجن 200 يوم (من تاريخ 10/11/2016 حتى 31 مايو 2017) يتوقع أن ترتفع نسبة المستورد إلى نحو 40 %، بمعنى استيراد 1.3 مليون دجاجة يوميا، أي نحو 260 مليون دجاجة خلال 200 يوم، بما يقترب من 260 ألف طن خلال هذه الفترة.
ـ طن الدواجن المستورد (النوعية التي سيستوردها الحيتان) يبلغ نحو ألف دولار، ومعنى ذلك أن الصفقة الإجمالية خلال الشهور الـ 200 يوم، ستبلغ نحو 260 مليون دولار.
ـ قيمة الجمارك المستحقة على هذا المبلغ (32 %)، تساوي 83.2 مليون دولار، سوف تدخل جيوب المستورين الذين لا عمل لهم سوى إدارة ملفات الاستيراد والسمسرة، فلا هم منتجون، ولا يتحملون مسؤوليات مجتمعية في توظيف العمالة.
...............................
تلك كانت مكاسب الحيتان، وإليكم خسائر مصر والمصريين
ـ مصر لديها قطاع وطني لهذه الصناعة يبلغ نحو 800 مجزر آلي، ونحو 25 ألف مزرعة دواجن، وترسانة صناعية تبلغ نحو 350 مصنع أعلاف، تنتج نحو 4 ملايين طن علف سنويا، وهذه الصناعة يعمل فيها نحو خمسة ملايين عامل (وظائف مباشرة وغير مباشرة)، يمثلون خمسة ملايين أسرة، بمتوسط خمس أفراد للأسرة، وهذا يعني أنها صناعة يعيش عليها، أكثر من 25 مليون مصري.
ـ مصر لديها أزمة في العملة الصعبة، ولديها مشكلة في البطالة، ولديها مشاكل اجتماعية نتيجة البطالة، فلماذا تفتح الحكومة المصرية الباب لاستيراد الدواجن بدون جمارك؟
ـ هل تعلم الحكومة المصرية أن توفير فرصة عمل في مصر، يكلف 100 ألف جنيه سنويا؟
ـ هل تعلم الحكومة المصرية أن تسريح 3 ملايين وظيفة مباشرة، يعني إضافة أعباء قدرها 3 مليارات جنيه سنويا على الدولة؟
ـ هل تعلم الحكومة المصرية أن هناك قروض تقدر بنحو 10 مليارات جنيه لدى رموز صناعة الدواجن والأعلاف في مصر، لصالح البنوك، وهي عبارة عن مدخرات للمصريين، سوف تعطل بفوائدها، مع تضرر الاستثمارات القائمة عليها.
ـ هل تعلم الحكومة المصرية أن هناك أكثر من 3 آلاف مربي صغار، أعضاء اتحاد منتجي الدواجن المصرية، مطاردون بأحكام حبس، بسبب خسائرهم المالية، ويتوقع أن يدخل دائرة الحبس 3 آلاف آخرين، بعد تدمير ما تبقى من هذه الصناعة؟
ـ هل تعلم الحكومة المصرية أن هناك تعاقدات على مستلزمات صناعة الدواجن، (أعلاف، وأدوية بيطرية) سوف تصل إلى الموانئ، ثم تدخل إلى المخازن، وسوف تتعرض للعطب، بسبب توقف المصانع عن العمل، كنتيجة لتوقف التربية، لضعف القوة الشرائية، وعدم القدرة على منافسة أسعار "الدجاج الفاسد المستورد"؟
*** قرار غريب، لا تفسير له، ولا يوجد مسؤول قادر على حل ألغازه.