د. محمد فتحي سالم: خلو مقعد وزراة الزراعة من وزير فني وراء التطاول على تخصصات الزراعة في مصر
علماء زراعة: القمح المبرد ”كفتة” جديدة لـ ”عبد العاطي 2”
خاص "الأرض" الأرضقال علماء في مجال وراثية وتربية النبات في مركز البحوث الزراعية، وكليات الزراعة في الجامعات المصرية، إن التجربة التي أشاعتها وزارة الموارد المائية والري، حول ما يعرف بالـ "قمح المبرد"، إنه حديث نظري لا يستند إلى نظريات علمية، بل يهدم أسس علمية يعرفها حتى الطالب الذي يدرس حاليا أساسيات النبات في كليات الزراعة.
ووصف علماء ـ طلبوا عدم ذكر أسمائهم ـ هذه التجارب بأنها "كفتة" جديدة تصدر من وزارة الري المصرية في عهد الدكتور محمد عبد العاطي، متندرين بأن كل "عبد العاطي" في مصر، يتبنى تجارب تنتشر إعلاميا، فتضع مصر وعلماءها في دائرة لا تليق بالبحث العلمي المصري أبدا.
من جهته، قال الدكتور محمد فتحي سالم الأستاذ المساعد في معهد الهندسة الوراثية ـ جامعة المنوفية ـ فرع السادات، إن الإعلان عن هذه التجربة، يمثل ضربة جديدة لوزارة الزراعة، في ظل عدم وجود وزير فني لديه دراية بعلوم وراثة وتربية وفيسيولجيا النبات، "التي من المؤكد أن كل خريج زراعة يدرسها وهو طالب في كلية الزراعة".
وأوضح سالم أن الأقماح المصرية ـ التي تصنف على أنها من أجود أصناف القمح في العالم، تعرف بأنها "أقماح ربيعية" لا تمتلك وراثيا ما تعرف بـ "جينات الارتباع" vernalization genes، بأطوارها الثلاثة VRN1,2,3، وهي المسؤولة عن تقصير فترة النمو الخضري عن التعرض للبرودة أثناء الإنبات، مفيدا أن هذه الجينات تتوافر في الأقماح الشتوية التي تزرع في أوروبا.
وأضاف سالم أن وزارة الموارد المائية والري التي أقحمت ذاتها في تجارب لا علاقة لها بمجال عملها، لا تملك من العلماء أو الخبراء المتخصصين في الزراعة، متهما إياها بهدر المال والوقت والسمعة في تجارب غير مفيدة، مؤكدا أنها زار حقل الزنكلون في محافظة الشرقية، التابع لمعهد بحوث المياه في وزارة الري، لتقييم التجربة، وفوجئ بما يندى له الجبين، حيث انتشار الحشائش في الحقل التجريبي، إضافة إلى امتلاك المعهد إمكانيات هائلة من ثلاجات التبريد، التي يمكن توظيفها في بحوث زراعية مفيدة، لكن لدى معاهد بحوث زراعية متخصصة.
من جهته، قال الدكتور محمد عبد الحميد الباحث في مجال وراثة وتربية النباتات، في مقال له نشر في أحد المواقع الإلكترونية، إن أي باحث يخوض مجال الزراعة والإنتاج النباتي والتركيب المحصولي، يجب أن يدرس مقررات علمية متخصصة تمثل الخلفية العلمية له في كليات الزراعة والعلوم، تعنى بأساسيات علوم النبات وأساسيات علوم المحاصيل وإنتاج المحاصيل الاقتصادية وتربية المحاصيل الرئيسية ووراثة النبات وفسيولوجيا النبات وتصميم الدورة الزراعية وتصميم وتحليل التجارب الزراعية، حتى يكون ملما تماما بطبيعة المحصول الذي سينفذ تجاربه عليه، وبالتالي نوفر كثيرا من الوقت والجهد الضائع هباءاً في تجارب على محصول استراتيجي تزرعه مصر منذ آلاف السنين، والفلاح المصري أبا عن جد يعرف كل شيء عنه قبل الباحث.
وعاد محمد فتحي سالم إلى التعليق على المشروع الذي وصفه بـ "الفنكوش"، إن التجارب على أي صنف جديد من القمح، يستلزم فترات طويلة من الدراسة على كل الأطوار، بداية من إخضاع الحبوب إلى درجات برودة ورطوبة محددة، لتجربة كل المراحل، "الإنبات، النمو الخضري، ثم التزهير، العقد، ثم الطور اللبني للحبوب، الطور العجيني، الطور الصلب، طور النضج، ثم طور النضج التام"، والأخير هو طور الحبوب النهائي القابل للطحن.
ولفت سالم وعبد الحميد وغيرهم من علماء الزراعة، النظر إلى الأخطاء التي تقع فيها وزارة الري وباحثوها، عند الحديث عن القمح، حيث لا يفرقون بين "البذور" و"الحبوب"، عند الحديث عن القمح، حيث تعتبر ثمرة القمح "حبة"، وليست "بذرة"، مفسرين أن الفرق يعود لالتصاق غلاف الثمرة بطبقة الإندوسبيرم مباشرة في "الحبة" حول الجنين، لكن في "البذرة" يحدث الانفصال لتكون طبقة القشرة، ثم الإندوسبيرم، ثم الجنين، سواء كان ذو الفلقة الواحدة أو الفلقتين.