مدير الفاو: تحسين الأمن الغذائي يبني السلام المستدام ويمنع النزاعات
نيويورك الفاو الأرض
التقى جوزيه جرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، رئيس مجلس الأمن الدولي السفير البوليفي لدى الأمم المتحدة ساشا سيرجيو لورنتي سوليز، وقدّم له نسخة محدّثة من التقرير المشترك للفاو وبرنامج الأغذية العالمي حول مراقبة انعدام الأمن الغذائي في المناطق المتضررة من النزاعات.
ووصف السفير لورنتي سوليز التقرير بأنه "أداة قيّمة" لإبقاء مجلس الأمن الدولي على اطلاع دائم، حول وضع الأمن الغذائي في البلاد التي تعاني من النزاعات. وقال إن "المعلومات الواردة في التقرير موثوقة جداً، ونتطلع إلى تسلّم نسخاً محدّثة أخرى من هذا التقرير في المستقبل".
وخلال اللقاء الذي عُقد الخميس الماضي، أكد جرازيانو دا سيلفا على أن أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في الدول التي تشهد نزاعات في الوقت الحالي، مرتفعة بشكل كبير.
وأشار المدير العام للفاو إلى أن تحسين الأمن الغذائي يمكن أن يساعد على بناء السلام المستدام والحيلولة دون وقوع نزاعات وشيكة، كما أن التحركات لدعم الأمن الغذائي يمكن أن تساعد في منع الأزمات وتخفيف تأثيراتها وتحسين فرص الانتعاش والتعافي من الأزمات.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 108 ملايين شخص في 48 بلداً يعانون من مستويات عالية وغير مقبولة من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويزيد هذا العدد بنسبة 35 في المائة عن العدد الوارد في تقرير العام الماضي الذي قال إن عدد الأشخاص الذين يعانون من هذا الوضع هو 80 مليون.
وطبقا لتقرير الفاو وبرنامج الأغذية العالمي بعنوان "مراقبة الأمن الغذائي في البلاد التي تشهد نزاعات" الذي تم تقديمه لمجلس الأمن الدولي فإن أزمات الغذاء الكبيرة هي نتيجة للنزاعات والارتفاع القياسي في أسعار الأغذية على المستوى المحلي، وأنماط الطقس غير العادية التي تسببت بها ظاهرة النينيو.
وقال غرازيانو دا سيلفا وديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في مقدمة التقرير أن "النزاعات المدنية هي العامل الرئيسي في 10 من بين 13 من أسوأ الأزمات، وهو ما يؤكد على العلاقة القوية بين السلام والأمن الغذائي. وأشارا إلى أن النزاعات تسببت في انعدام الأمن الغذائي لعدد كبير من الأشخاص الذين أصبحوا يحتاجون إلى مساعدة عاجلة.
وأضافا أن "الطلب على الأنشطة الإنسانية لإنقاذ حياة الناس وسبل عيشهم ومساعدتهم على الصمود يتزايد بشكل كبير نتيجة لذلك".
وأوضح التقرير كيف أن عدداً من المناطق الأكثر تأثراً بأزمات الجوع تعاني كذلك من النزاعات والعنف، وخاصة جنوب السودان حيث تم إعلان حالة المجاعة، وشمال شرق نيجيريا والصومال واليمن المهددتان بالمجاعة.
واشار التقرير كذلك إلى أن تداعيات النزاعات أثرت على الدول المجاورة للدول المتضررة بهذه النزاعات، ومثال على ذلك تأثير أزمة اللاجئين السوريين على لبنان، وتأثير الأزمة في حوض بحيرة تشاد على أجزاء من الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا.
وكتب غرازيانو دا سيلفا وديفيد بيزلي في مقدمة التقرير أن "الاستثمار في الزراعة والتطوير الريفي وفي الوقت ذاته توفير المساعدات الغذائية المنقذة للحياة هو أمر أساسي في الحد من التأثيرات السلبية للنزاعات ومعالجة أسبابها الجذرية"، وأشارا إلى أنه في معظم الدول التي يغطيها التقرير فإن ثمانية من كل عشرة أشخاص متضررين يعيشون في المناطق الريفية.
كما أشارا إلى ضرورة توفير الاستثمارات الكافية لمنع الأزمات والتعافي منها، ودعيا إلى فهم الوضع بشكل أكبر وإلى بذل الجهود المشتركة للاستجابة للأزمات.
وفيما يتعلق بأجندة التنمية المستدامة 2030 فقد أشار التقرير إلى أنه نظراً إلى أن النزاعات تحد من التنمية المستدامة، فإن الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة يسعى إلى خفض جميع أشكال العنف بشكل كبير وإيجاد حلول دائمة للنزاعات وانعدام الأمن. كما أن القضاء على الفقر المدقع والجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحقيق الزراعة المستدامة هي عوامل مهمة للغاية في تحقيق هدف الوصول إلى مجتمعات سلمية وشاملة.