دور المرأة الريفية في العمل الزراعي والمشروعات الصغيرة المدرة للدخل
الأرض
للمرأة الريفية إسهامات كثيرة ومتعددة في الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من خلال ممارستها الفعلية للعمل المزرعي أو من خلال مساهمتها بالراي في اتخاذ القرارات المزرعية بالإضافة إلى ذلك فهي تقوم بتربية الحيوانات الزراعية الصغيرة والدواجن، وتختلف مشاركة المرأة باختلاف العلميات الزراعية، حيث تنخفض مشاركتها في بعض العمليات الزراعية التي تتطلب مجهود عضلي كبير أو تدريب فني عالي.
واستهدفت هذه الدراسة كيفية تنمية المرأة الريفية وإكسابها مهارات علمية في إدارة المشروعات الصغيرة ودورها في العمل الزراعي، بالإضافة إلى معرفة مكانة المرأة في استراتيجية التنمية الزراعية في التسعينات، وبدراسة تطور مساهمة المرأة في العمالة الزراعية في جمهورية مصر العربية خلال الفترة (1927-1990) اتضح تزايد عدد الإناث العاملات في مجال الزراعة بالوجه البحري من حوالي 440 ألف عاملة (بتعداد 1927) إلى حوالي 1.215 مليون عاملة (تعداد 1990) وذلك بزيادة قدرها 775 ألف عاملة تعادل 176% من تعداد 1927.
كما تزايد عدد الإناث العاملات بالزراعة في الوجه القبلي من حوالي 82 ألف عاملة زراعية (بتعداد 1927) إلى حوالي 1.106 مليون عاملة بزيادة 1.024 مليون عاملة تعادل حوالي 1248% من تعداد 1927.
وأوضحت النتائج المتحصل عليها من الاستبيان الذي تم إجراؤه بمحافظتين بالوجه البحري هما محافظة الشرقية والدقهلية، ومحافظتي المنيا وبني سويف من الوجه القبلي لمعرفة مساهمة المرأة في العمل الزراعي، أن أهم العمليات التي تساهم فيها المرأة بالوجه البحري هي عمليات الزراعة الترقيع وتنقية الحشائش والدراس والتذرية حيث بلغت نسبة مساهمة النساء في عملية الزراعة والترقيع بمحافظة الشرقية نحو 32.2% كما بلغت نسبة مساهمتهن في عملية الدراس والتذرية نحو 45%، وفي عملية تنقية الحشائش نحو 6.60%، أما في محافظة الدقهلية فبلغت مساهمة النساء في عملية الزراعة والترقيع، والدراس والتذرية نحو 83%، 65.2%.
كما بينت نتائج الدراسة تدني نسبة مساهمة النساء في الوجه القبلي حيث اقتصرت مساهمة النساء في عملية تنقية الحشائش فقط وكانت مساهمتهن في محافظة المنيا في عملية تنقية الحشائش نحو 7.5% بينما بلغت مساهمتهن في محافظة بني سويف 9.90%.
وبدراسة مشاركة المرأة في المشروعات الصغيرة سواء المشروعات الخدمية أو التجارية أو المشروعات المختلفة اتضح أن مشاركة المرأة بلغت أقصاها في مشروعات السجاد والتريكو حيث بلغت حوالي 62.1% من إجمالي المشروعات في حين بلغت أدناها في مشروعات الأخشاب والأثاث بمقدار 12.8% من هذه المشروعات وتبين أنه على الرغم من اختلاف مشاركة المرأة في المشروعات الصغيرة من مجال لآخر إلا أنها لا زالت مشاركة متدنية بالمقارنة بمشاركة الرجال.
ثم تطرقت الدراسة لأهم المشروعات المنفذة من خلال وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي للنهوض بالمرأة الريفية خلال الخطة الخمسية الثالثة (92/1993-96/1997) وكذلك أظهرت الدراسة أهم المعوقات التي تحد من فعالية المرأة في التنمية الزراعية.
وتوصي الدراسة بما يلي:
- العمل على تنظي برامج تدريبية للنساء الريفيات على جميع المستويات بهدف إكسابهن مهارات وقدرات جديدة في العمل الزراعي.
- تشجيع المرأة على القيام بمشروعات صغيرة مثل مشروعات تسمين وتربية الماشية والدواجن والأرانب وكذلك المناحل ومشروعات الحياكة والسجاد والتريكو مما يزيد من دخلهن.
- الاهتمام بتسهيل حصول النساء على القروض والتخفيف من حدة الضمانات على القروض لهن لتشجيعهن على إقامة المشروعات الصغيرة.
- يراعى عند وضع خطط تنمية المرأة الريفية ضرورة الفصل بين المرأة الريفية بالوجه البحري وبالوجه القبلي لتباين العادات والتقاليد السائدة والتي ما زالت تقف حائلاً في سبيل خروج المرأة للعمل الزراعي بالوجه القبلي.
- تحديد احتياجات المرأة في كل محافظة من المشاريع المختلفة وذلك من خلال الخريطة المعلوماتية الخاصة بكل من الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع شروق.
- نظراً لتدني نسبة مساهمة المرأة في العمل الزراعي بالوجه القبلي إلى نحو 2.4% من العمالة الزراعية كما بينت الدراسة يجب العمل على زيادة عدد الرائدات الريفيات في الوجه القبلي لبث روح المشاركة النسائية في العمل الزراعي وكذلك يجب الاهتمام بدور الإرشاد الزراعي بالوجه القبلي.