تعرف على برنامج زراعة وخدمة ”الكينوا”
جميلة حسن الأرضيوضح المهندس محمد إبراهيم صالح، أخصائي الإرشاد البستاني بمديرية الزراعة بالمنوفية، برنامج زراعة وخدمة الكينوا، وهو كالتالي:
1-مواعيد الزراعة:
يعتبر شهر نوفمبر أفضل وقت لبدء زراعة الكينوا، وتزرع بكثافة نباتية قدرها 100 – 120ألف نبات /فدان، ويعيش فى الأرض من 90 – 120 يوما، ويتم الحصاد فى منتصف إبريل حتى مايو
2-الاحتياجات المائية:
يحتاج النبات من 300 الى 1000 مم من مياه المطر في السنة لنمو المحصول ولتكوين الحبوب وفي المناطق الجبلية المرتفعة لا يحتاج النبات إلى كميات كبيرة من المياه للري ويكفي رطوبة الندى الصباحي وفى الأراضى المروية يحتاج المحصول إلى 33% كميات مياه الرى اللازمة لمحصول القمح أى حوالى 1000م3 فقط،
وهناك سلالات مختلفة من الكينوا فبعضها يحتاج إلى نهار طويل والأخرى تحتاج إلى نهار قصير، ولهذه السلالات احتياجات حرارية مختلفة ونسبة من الرطوبة وينمو في مختلف أنواع الأراضي إلا انه يجود في الأراضي الخفيفة جيدة الصرف.
3-انتاج الفدان:
يتراوح انتاج الفدان من 2 إلى 2.5 طن من الحبوب فى الأراضى الجيدة فيما يصل إلى حوالى 1- 1.5 طن تحت ظروف الأراضي الملحية والأراضى الفقيرة.
ويتم الحصاد بقطع القناديل يدويا وفرك الحبوب وغسلها لإزالة مادة السابونين ثم تجفيفها.
4-استخدامات المحصول:
-الحبوب :
تستخدم حبوب الكينوا بعد طحنها لدقيق في صناعة الخبز نظرا لقيمتها الغذائية، فيمكن خلطها بنسبة 30% مع دقيق القمح والذرة لعمل الخبز إذ يعمل على تحسين مذاقه ورفع قيمته الغذائية، ويدخل الدقيق أيضًا في عمل الكيك والرقائق والبسكويت والحلويات الأخرى، ويفضل تحميص الحبوب قبل الطحن.
كما تحمص الحبوب وتؤكل كالفشار وتستخدم الحبوب في الإفطار مثل البليلة وقد تضاف إلى الشوربة لإعطائها مذاق مميز، مع مراعاة غسيل الحبوب قبل الاستخدام فى الغذاء الآدمى للتخلص من مادة السابونين التي تستخدم فى العديد من الصناعات وتدخل فى كثير من الأدوية.
-الأوراق:
الأوراق ذات طعم جيد وتستخدم كغذاء خضر ورقى مثل السبانخ مع ملاحظة أنه يتفوق على السبانخ من حيث محتوى الكربوهيدرات والبروتين والأملاح المعدنية، وتشير الدراسات إلى وجود تأثير طبي مفيد لبعض الأمراض (أمراض المعدة والحمى) ولكنها تحتاج لدراسة طبية مستفيضة.
كما تستخدم كمحصول علف أخضر ومركزات أوراق للماشية والأغنام والدواجن إذ تتميز أوراقه بتواجد الاكسالات والنترات بكميات قليلة ويستخدم كنبات علف جديد فى مصر، وعند مقارنته بالبرسيم نجد أن المادة الجافة فى الكينوا مماثلة وربما تزيد عن البرسيم، ونسبة البروتين فى الكينوا من 16 : 20 مقابل 13 فى البرسيم.
-الزيت:
تصل نسبة الزيت من 8.5 – 9%. فى حبوب الكينوا، ويستخدم في الغذاء الآدمى وهو يقارب فى قيمته الغذائية زيت الذرة ويتفوق عليه فى قدرته على البقاء دون تزنخ فترة أطول، كما تتمتع الكينوا بعدم تواجد النسبة المتعاكسة بين كمية محصولها ونسبة الزيت به كما فى الحبوب الزيتية الأخرى.
5-المناطق المزروعة كينوا في مصر:
-تمت زراعة الكينوا فى مساحات تجريبية فى مصر فى منطقة نويبع وفى منطقة سهل الطينة وهى أحد مناطق الاستصلاح المتأثرة بالملوحة، وفى الإسماعيلية وبعض المناطق الأخرى حيث زرعت 13 سلالة من صنفين مختلفين أحدهما مبكر النضج والآخر متأخر النضج، وقد نجحت زراعة كل من الصنفين ونضج المحصول فى الصنف المبكر من منتصف ابريل والآخر فى أول مايو وذلك نظرا لتميز الكينوا بالقدرة على التكيف مع مختلف المناخات وجميع حالات التربة لذا تنجح زراعتها فى المناطق الهامشية المالحة نظرا لتحملها مستويات الملوحة العالية والإجهاد البيئى، كما أن استهلاكها قليل من الماء لذا لا تحتاج كميات كبيرة من المياه حيث تنمو بكفاءة حتى فى البيئات الجافة ذات معدلات الأمطار التي تقل عن 200 ملم فقط.
6-أهمية الكينوا:
-تتسم الكينوا بكونها النبات الوحيد الذي يملك جميع الأحماض الأمينية الضرورية، والفيتامينات، والعناصر الغذائية الدقيقة وكذلك بقابليتها التكيّف مع مختلف المناطق البيئية والمناخية وذلك بفضل خواصها المقاومة للجفاف، وقدرة النمو في أراض فقيرة عالية الملوحة كما انه في الإمكان زراعتها على مستويات مختلفة من منسوب سطح البحر إلى ارتفاعات من أربعة آلاف متر فضلاً عن تحملها درجات الحرارة بين ثمانية تحت الصفر و 38 درجة مئوية.
7-علاقة الكينوا بتغيّر المناخ:
-في ظل تغير المناخ وتأثيره على انتاجية محاصيل الحبوب الرئيسية مثل الأرز والقمح والذرة، وتعتبر الكينوا بديلاً مناسباً للدول التي تعاني من نقص الانتاج الغذائى الجيد نظرا لتنوعها الوراثي وقابليتها الكبيرة للتكيف مع الظروف الزراعية البيئية المختلفة، حيث تتمتع الكينوا بالإمكانات اللازمة لتقليص الاعتماد على الأغذية الأساسية الأخرى كالقمح والأرز بالإضافة إلى منافعها الثقافية والاجتماعية الاقتصادية للبيئة المحلية بالاضافة الى خصائصها الغذائية ومميزاتها كطعام ذو نوعية جيدة تكفي لإطعام سكان العالم في ظل التغيرات المناخية التى يشهدها العالم.
كما تتحمل الكينوا النسب العالية من الملوحة وكذلك الجفاف ما يجعلها ملائماً للصحراء المصرية والكثير من الدول العربية.