اليوم .. مصدرو البصل يضعون عربة الإنتاج في وجه ”سلامة الغذاء”
كفر الشيخ تشهد مأتما جماعيا لمحصول البصل المصري
”الأرض”- خاص الأرضتشهد قرية "عزبة جودة" - مركز قلين - محافظة كفر الشيخ، اليوم، مأتما شعبيا لمحصول البصل المصري، الذي حكمت عليه بالإعدام هيئة سلامة الغذاء المصرية، وذلك بتجميد قرار في صالح تصديره إلى السعودية.
وقال عدد من صغار المصدرين في تصريح لموقع "الأرض"، إن الهيئة التي طال انتظار إنشاءها بقرار جمهوري لصالح صحة غذاء المواطن المصري، تتعنت في تطبيق قرارات ليست من اختصاصها، وتضع العراقيل أمام تصدير الحاصلات البستانية المصرية.
وكانت السعودية قد حظرت مؤقتا إدخال البصل المصري إلى أسواقها، في مارس 2019، بمبرر وجود متبقيات مبيدات تفوق الحد المسموح، في عينات تم سحبها من السوق، وليس من منافذ الدخول، كالمعتاد.
وبعد جهود جبارة للمجلس التصديري للحاصلات البستانية، والحجر الزراعي المصري، أفرجت المملكة السعودية مؤقتا عن البصل المصري، لتسمح بدخوله، وفقا لشروط، يراها المصدرون المصريون "ليست مجحفة"، لكن هيئة سلامة الغذاء تصر على العمل بقاعدة "ملكيون أكثر من الملك"، حتى أعدمت جهود المزارعين في تحقيق قيمة مضافة بالتصدير لمحاصيلهم.
وبسبب تعنت "سلامة الغذاء"، ومحاولتها استخدام صلاحيات ليست من اختصاصها، تجمدت أسعار البصل عند سعر يقل عن تكلفة إنتاجه (180 قرشا للكيلو)، في عز موسم تصديره المعتاد.
وقال عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات البستانية، إن فرحة صدور قرار إنشاء هيئة سلامة الغذاء، جعلت أعضاء لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي في البرلمان، تتساهل مع بنود قرار إنشائها، ما تسبب في عدم تدقيق بنود اختصاصاتها بدقة، "حتى نسرع إجراءات إنشائها"، لنفاجأ بتعنت رئيسها في اشتراطات لا يمكن تطبيقها على الحاصلات البستانية، كونها ليست "أغذية مصنعة"، وليست لحوما جاهزة للاستهلاك.
من جهته، قال حسين مصطفى صاحب شركة استيراد وتصدير حاصلات بستانية في الدقهلية، إن المصدرين قرروا اليوم إقامة جنازة شعبية فلاحية اقتصادية مصرية، لتشييع محصول استراتيجي مثل البصل، وهذه الجنازة من شأنها وضع "عربة الإنتاج" في وجه الحصان الأرعن الخاص بهيئة سلامة الغذاء.
فهمي جليلة رئيس مجلس إدارة شركة جليلة للتصدير، أكد أن هيئة سلامة الأغذية تعمل حاليا بمبدأ "ملكيون أكثر من الملك"، في إشارة إلى أن أبصال مصر التي غزت العالم، تتعرض لأزمة، يراها سياسية، وليست فنية، "كونها من أجود أبصال العالم".
وأوضح جليلة أن اشتراطات "سلامة الغذاء" لا تنطبق على الحاصلات البستانية غير المصنعة، حيث تكفي إجراءات الحجر الزراعي المصري، والمعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة قي الأغذية، مفيدا أن المصدرين أصبحوا الأكثر حرصا على التسلح بالإجراءات المحجرية النظامية، حقنا للخسائر.
محمود منصور ومحمود فرحات وحسين الملك، مزارعون ومصدرون، إن جميع مزارعي البصل، حتى صغار الفلاحين، أصبحوا على وعي تام بأساليب الزراعة النظيفة، حتى لا يخسرون ميزة تصدير حاصلاتهم.