هل ستشكل اتفاقية المرحلة الانتقالية بالسودان نقلة إيجابية في ملف سد النهضة؟
جميلة حسن الأرضرغم إجراء عدة مباحثات ومفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، إلا أن أزمة سد النهضة لا تزال قائمة، وتبحث عن حل جذري منذ سنوات، فلا تزال مصر تسعى للوصول لاتفاق مع الجانب الإثيوبي لحل تلك المشكلة خاصة الجزء المتعلق بفترة ملء خزان السد بالشكل الذي تستطيع معه تحمل الأضرار.
اجتماع سداسي
كان آخر ما توصلت إليه المباحثات، هو الاتفاق على عقد اجتماع سداسي يضم وزراء الري والخارجية في مصر وإثيوبيا والسودان، وهو الاجتماع الذي سعت لتأجيله إثيوبيا بدعوى عدم استعداد السودان للمشاركة نظرًا للظروف السياسية التي تمر بها، على الرغم من زيارة نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان للقاهرة وحصول مصر على موافقة كتابية من الخرطوم لعقد الاجتماع واستعدادها للمفاوضات، وهو ما أكدته نتائج لقاء وزير الري المصري بنظيره السوداني في بداية الشهر الجاري، حيث تم الاتفاق على مواصلة واستكمال التشاور بخصوص مفاوضات سد النهضة.
كما سلم وزير الري وجهة النظر والرؤية المصرية بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة لوزير المياه الاثيوبي خلال جلسة مباحثات بينهما.
مرحلة انتقالية
بالتأكيد سيكون للتطورات والأوضاع في السودان تأثير على ملف سد النهضة، حيث وقعت قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الحاكم في السودان بشكل نهائي وثائق المرحلة الانتقالية خلال الأيام الماضية، وهذا يثير تساؤل حول تأثير اتفاق المرحلة الانتقالية في السودان ورحيل عمر البشير بسياساته المتخبطة على ملف سد النهضة ومفاوضاته، وهل سيكون لتلك الاتفاقية تأثير ايجابي على المباحثات والاجتماع السداسي المنتظر، وما هو الموقف المتوقع أن تتخذه السودان خلال المرحلة المقبلة حيال المفاوضات، وهل سيكون لمصر خيار بديل لحفظ أمنها المائي في حال تعنت الطرف الاثيوبي وتمسك بشروطه الخاصة فيما يتعلق بفترة ملء الخزان.
تغير جذري
من جهته، يرى اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب، أن الأوضاع تتحسن في السوادان، وأن الإدارة السودانية تغيرت للأفضل، حيث كان يلعب المتطرفين دورًا سلبيًا في تلك الأزمة، واليوم لن يكون في صالح الحكومة السودانية لعب أي دور سوى لمصلحة السودان التي تسير في ذات الاتجاه مع المصالح المصرية.
ويتوقع "بخيت"، أن الموقف السوداني سيتغير بشكل جذري بعد توقيع اتفاقية المرحلة الانتقالية وسيسير في الاتجاه الصحيح بعد أن كان يتخذ موقف غير صحيح لصالح الجانب الإثيوبي، وسيراعي الشأن السوداني والمصري وكل أطراف القضية.
ويشير "بخيت"، إلى أن عقد الاجتماع السداسي مرتبط باستعداد كافة الأطراف لهذا اللقاء، وأن تكون الحالة والتطورات في السودان وصلت لمرحلة التعامل مع واقع الأزمات الدولية بفعالية أكبر من المرحلة السابقة بعيدًا عن المماطلة، وتوقع أن يتم خلال هذه الفترة عقد اجتماعات يتم فيها تبادل الرؤى واجراء المحادثات بدلًا من ركودها وتوقفها بهذا الشكل، خاصة أن السودان تتعجل الاستقرار وتسعى لاتخاذ اجراءات ايجابية تجاه تلك القضية.
ويضيف أن الحديث عن الخيارات البديلة لحفظ أمن مصر المائي في حال تعنت الطرف الاثيوبي وتمسك بشروطه الخاصة هو أمر مبكر للغاية، فمصر قادرة على اقناع كافة الأطراف دبلوماسيًا.
تأثير ايجابي
ويؤيده اللواء أحمد مدين، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، مؤكدًا أن رحيل عمر البشير وتغير النظام في السودان سيكون له تأثير ايجابي خلال الفترة القادمة.
ويضيف أن الأمن القومي المصري امتداد للسودان، ومصر والسودان هما الأكثر تضررًا من تخفيض كمية المياه في ظل زيادة عدد السكان، لافتًا إلى أن عودة مصر لافريقيا ومدها يد العون والمساعدات للدول الافريقية سيكون له تأثير ايجابي على ملف سد النهضة للوصول لحل وسط يرضي جميع الأطراف.
ويؤكد اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي، أن بروز نظام جديد في السودان غير نظام البشير سيكون في صالح مصر كما سيكون له تأثير ايجابي على ملف سد النهضة، خاصة أن البشير كان منحازًا للجانب الاثيوبي، وباعتبار مصر والسودان من دول المصب ومن مصلحتهما التعاون واتخاذ موقف إزاء إثيوبيا.
ويتوقع "سويلم"، أن يتخذ النظام الجديد في السودان مؤقف مؤيد للجانب المصري خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن مصر لها دور مؤثر في المصالحة في السودان وترسيخ قواعد النظام الجديد بها.