”اتحاد النحالين ”: أطلقنا مهرجان العسل المصري لعدة أهداف.. ونسعى لضم النحالين لنقابة الزراعيين
كتبت شيماء عبدالرحمن الأرض"بحيري": العسل المصرى أجود أنواع العسل فى العالم.. ونحتاج لـ"كارت النحال" لدخول أسواق أوروبا
بحيرى : خطة دعائية قوية لمهرجان العسل المصرى.. ونخطط لمهرجان آخر فى سوريا
"اتحاد النحالين": هناك إعاقة كاملة لمعامل تحليل العسل .. والتحليل بها يتم بالأهواء
بحيرى: المواصفات القياسية للعسل المصرى تحتاج لمرجعة .. وندعو "سلامة الغذاء" لوضع شروط تتناسب مع قدرة النحالين
بحيرى: "عسل المائدة" لا وجود له فى ثقافة المستهلك المصرى.. ويجب رفع ثقافته وتوعيته بالإعلام والمهرجان
يشهد شهر أكتوبر المقبل وتحديدًا خلال الفترة من 16 إلى 18 إقامة مهرجان العسل المصري بحديقة الميريلاند بمصر الجديدة، وذلك بمشاركة العديد من الدول العربية، حيث يعد أول مهرجان ينظمه اتحاد النحالين العرب في مصر حول العسل ومنتجات النحل، ولاستعراض تفاصيل المهرجان وأوضاع النحالة في مصر وأبرز المشاكل التي تواجههم، وما يخطط له اتحاد النحالين العرب خلال الفترة المقبلة، كان لموقع "الأرض" حوار مع فتحي بحيرى، رئيس اتحاد النحالين العرب، وإلى نص الحوار..
ينطلق مهرجان العسل المصري في أكتوبر المقبل.. فما هي الأهداف التي يسعى الاتحاد لتحقيقها من هذا المهرجان؟
نسعى من خلال هذا المهرجان لتحقيق عدة أهداف، أولها رفع ثقافة المستهلك المصري لعسل النحل وخاصة العسل المحبب أو ما يسمى بـ "الكريمى أوالمرمل"، وبجانب ذلك نهدف إلى التعريف بأنواع العسل ومنتجات النحل الأخرى، وأيضا تعريف الشباب وجذبهم لمهنة تربية النحل، وحتى الآن هناك 100 شركة ونحال من مصر والدول العربية أكدوا مشاركتهم في المهرجان مثل لبنان والعراق وليبيا وعمان والسعودية، ومن المتوقع زيادة عدد المشاركين عن هذا العدد خلال الأيام القادمة، ونحن نحث المنتجين والنحالين المشاركين في المهرجان على إقامة تخفيضات كبيرة لجذب المواطنين.
في ظل عدم انتشار ثقافة تناول العسل بين المواطنين .. كيف ستجذبون الجمهور لهذا المهرجان خصوصًا أنه يقام لأول مرة في مصر؟
لدينا خطة دعائية قوية حاليا نقوم بتنفيذها لإعلام المواطنين بالمهرجان، كما أخذنا الرعاية من وزارة الزراعة ومجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، وسنستعين بالراديو والقنوات الفضائية للاعلان عن المهرجان بجانب الإعلان على لافتات بالمترو والأماكن العامة، وكل ذلك من أجل إبرز المهرجان بشكل أكبر خصوصا أنه يقام لأول مرة، والمهرجان سيتضمن عروض فنية وبرامج ترفيهية لترغيب الجمهور في زيارته كما سيتضمن ندوات علمية ودورات تدريبية وبرنامج "النحال الصغير"؛ لتعريف الشباب بأساسيات تربية نحل العسل، وهذه البرامج والدورات تتم بشكل مجاني.
تنظم دول عربية كالسعودية مثلا مهرجان سنوي للعسل.. فما الذي سيميز مهرجان العسل المصري عن باقي المهرجانات التي تقام؟
جميع الدول العربية تنتج عسل لكن بكميات صغيرة، وهناك دول فعلا سبقتنا في إقامة مهرجانات العسل كالسعودية وسلوفينيا التى خصصت يوم النحل العالمي من أجل دق ناقوس الخطر حول تضائل النحل على مستوى العالم، واقتداءً بهذه الدول عزمنا على إقامة هذا المهرجان ، خاصة أن سمعتنا فس إنتاج العسل معروفة لدى بعض الدول بأنها أقل جودة من دول العالم الآخر، لذلك قررنا إقامة هذا المهرجان لكي نصحح هذا التصور الخاطئ حول العسل المصري، ونأكد لهم أن لدينا أجود أنواع العسل في العالم، ونعرفهم بإمكانياتنا في الإنتاج والتصدير، وهذا سيصب في مصلحة قطاع النحل في مصر، أما بالنسبة لما سيميزنا عن بقية المهرجانات، فالمهرجان المصرى سيكون مميز من حيث التنظيم، فهو سيحتوي على عروض فنية وترفيهية للأطفال، كما أن به برنامج النحال الصغير الذى يستهدف التعريف بأساسيات تربية النحل، كما أن التنوع الموجود في المنتج المصري سيجعله قادرعلى المنافسة العالمية.
في رأيك.. ما سبب هذه التصورات السلبية التي نشئت حول جودة العسل المصري؟
لأننا لم نبرز قيمته من قبل، فكثير من الناس لا يمتلكون الثقافة، كما أن التهميش الإعلامي لقطاع النحل وعدم إبراز دوره وجودته كل ذلك جعل الآخرين في الدول الأخرى يعتقدون خطئًا أن العسل المصر جودته ضعيفة مع أنه من أجود أنواع العسل الموجودة في العالم.
الاتحاد مقام منذ سنوات .. فلماذا تأخر إطلاقه لهذا مهرجان؟
لأن الدولة لم تكن مهتمة بقطاع النحل وإنتاج العسل، وخلال السنوات الماضية كان هناك تهميش كبير لقطاع النحل، لذلك لم ننظم مهرجانات من قبل، وعندما بدأت الدولة تتخذ خطوات جادة في قطاع انتاج العسل قررنا عمل المهرجان.
وما هي أبرز ما اتخذته الدولة مؤخرًا لقطاع النحل؟
من أبرز هذه الخطوات رخصة تشغيل المناحل، وهناك وعود بإطلاق "كارت النحال".
وما الفائدة المتوقعة من إطلاق كارت النحال؟
كارت النحال سيوفر إحصائية تمكننا من معرفة عدد النحالين وعدد الخلايا الموجودة في مصر، ومن خلال ذلك سنتمكن من دخول الاتحاد الأوروبي كتصدير، فهذا الكارت سيوفر لنا قاعدة بيانات يمكن أن نستعين بها في أي وقت.
أيعنى هذا أننا نواجه مشكلة في التصدير لدول أوروبا؟
الاتحاد الأروبي يشترط لدخول العسل توافر قاعدة بيانات كاملة تضم كميات الإنتاج وبيانات المنتجين وكافة البيانات المرجعية بما فيها ما يتعلق بالأمراض، وكل ذلك لا يوجد حاليا في مصر لذلك لا يقبل الاتحاد الأوروبي على منتجات مصر من العسل.
وهل هناك دول أخرى تشترط وجود قاعدة بيانات لدخول العسل المصرى إليها؟
لا.. دول أوروبا فقط هي التي تشترط وجود هذه القاعدة أما باقى دول العالم فنحن نصدر إليها العسل المصري بآلاف الأطنان، وجميع الدول العربية مقبلة على العسل المصرى، وكذلك بعض الدول الأسيوية على رأسها ماليزيا واندونيسيا، وهناك مليون و150 ألف طرد خرج من مصر للتصدير.
هل هناك مشاكل أخرى تواجه تصدير العسل بخلاف غياب قاعدة البيانات؟
المواصفات القياسية لعسل النحل المصرى تحتاج لمرجعات شاملة، فالتغير المناخى أثر على مواصفات العسل المصرى، والمواصفات الموجودة حاليا مؤخوذة من المواصفة القياسية العالمية وليست مؤخوذة بشكل كامل، بل أخذوا جزء منها وتركوا الجزء الأخر مع أنه موجود فى مصر، فمثلا عسل الندوة العسلية موجود فى مصر، وعندما يتم تحليله فى المعامل يسقط هذا العسل بحجة أنه عسل برسيمى وليس ندوة عسل، فهناك إعاقة كاملة فى المعامل المركزية ومعامل وزارة الصحة فى تحليل العسل، فلا يوجد تدريب على مستوى جيد، وهذا جعلهم غير قادرين على تحليل منتج عسل النحل بالطريقة المثلى، وأصبح كل شخص يحلل بحسب أهوائه.
هذا يعنى أن المشكلة فى من يقوم بتحليل العسل وليس فى جودة العسل نفسه؟
جودة العسل المصرى مميزة لكن المشكلة فى من يقوم بعملية التحليل، فمراجعة المواصفة تحليلًا تتم بطريقة خاطئة فى 90% من الحالات.
وكيف نعالج هذه المشكلة ؟
يجب تدريب الجهات ذات الصلة بعملية التحليل سواء من خلال تعليمهم أو بإعطاء دورات تدريبية لهم .
بخلاف مشكلة معامل التحاليل .. هل هناك مشاكل أخرى تعوق التصدير؟
لا توجد مشاكل أخرى بخلاف مشاكل العمليات التحليلية والأوراق الروتينية .
وماذا تعني بالأوراق الروتينية ؟
هيئة سلامة الغذاء الجديدة وضعت قرارات وأسس ومبادئ تفوق قدرة النحالين على تنفيذها، فالنحال فلاح بسيط ، ومعظم العاملين فى قطاع النحالة ومعظم انتاجها يأتي من صغار النحالين الذين يمتلكون 100 أو 200 خلية فأقل، وهؤلاء لا يمتلكون مصانع للتعبيئة والتغليف، ولا توجد جهة إرشادية تتابعهم، وهيئة سلامة الغذاء تشترط على النحال المصدر أن يكون لديه مصنع بمواصفات معينة وأن يمتلك شهادة جودة، وكل ذلك يفوق قدرة النحالين، حتى كبار النحالين والذين يمتلكون أكثر ممن 1000 خلية لا يمتلكون المقومات التى تمكنهم من تنفيذ اشتراطات الهيئة لأن قطاع النحالة عانى منذ سنوات من التهميش ومن الصعب أن تأتى مرة واحدة وتطالبهم بكل هذه الاشتراطات، والأجدر بالهيئة قبل أن تقوم بوضع قرارتها وشروطها أن تدرس قطاع النحل وقدرة النحالين وبالتالى تضع شروط تناسب النحالين حتى يتمكنوا من التصدير، فالهيئة جهة حكومية ويجب عليها أن تقوم بالتوجيه، بمعنى أن توجه النحالين بكيفية النهوض بجودة المنتج وكيفية الوصول لمواصفات التصدير.
بخلاف مشاكل التصدير .. هل هناك مشاكل تعوق تواجه النحالين؟
برغم وجود أكبر عدد من النحالين العرب فى مصر لا يوجد دعم لهم ولا حتى دعم معنوى، كما لا يوجد توجيه من قبل الدولة فيما يتعلق بعمليات التربية الحديثة للنحل، وبرغم وجود قسم بحوث النحل إلا أنه لا يوفر الإرشادات الكاملة للنحالين، فلا يوجد إرشاد متعلق بالأمراض برغم أن لدينا أبحاث علمية كثيرة بشأنها إلا أنها حبيسة الأدراج، لذلك يجب أن يساعد قسم النحل والإرشاد الزراعى النحال، إلا أن ذلك لا يتم واذا تم يتم بشكل بسيط.
هل الأمراض تؤثر على النحال المصرى بشكل كبير؟
الأمراض مؤثرة ألا أن النحال المصرى شاطر ويجتهد من أجل تفاديها، ألا أن كثرة الاجتهادات تجعل الأمراض تكتسب مناعة، وفى إحدى السنوات فقدت مصر أعداد كبيرة من النحل بسبب مرض الفاروة، وهناك أمراض أخرى تصيب النحل، والنحال يبذل كل ما فى وسعه لمقاومتها، ألا أن المرض يتفوق أحيانا لهذا نشدد على ضرورة توافر الإرشاد للنحالين.
وهل مرض الفاروة مرض مستوطن فى مصر؟
لا توجد أمراض مستوطنة للنحل، فاغلب الامراض التى تظهر أمراض عالمية، مثل الفاروة وأمراض الحضانة، وفى اتحاد النحالين العرب وجمعية مربى النحل بالغربية نقدم دورات تدريبية لتوعية النحال بالأمراض وأعراضها وكيفية مواجهتها.
شدد الاتحاد على ضرورة توفير الدعم اللازم للشباب الراغبين في العمل بقطاع النحل من خلال توفير الدورات التدريبية وبرامج تمويل ميسرة من البنوك .. فما أبرز خطواتكم المتخذة بهذا الشأن؟
جمعية مربى النحل بالغربية واتحاد النحالين العرب ينظم بين الحين والأخر مثل هذه الدورات وتكون متاحة أمام الجميع وبشكل مجانى، أما بالنسبة لتوفير برامج تمويل ميسرة من البنوك، فسبق لنا أن اجتماعنا مع الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، حول هذا الأمر، والدكتورة منى خاطبت بعض البنوك حول ذلك، وحاليا ننتظر الرد من البنوك.
هل يحتاج الشباب لتمويل كبيرحتى يستطيعوا الخوض فى مشروعات تربية النحل؟
لا.. فمشروعات تربية النحل ليست من المشروعات المعقدة ماليا، ويمكن البدء بها برأسمال 50 ألف جنيه، وبنهاية السنة الاولى سيسترد صاحب المشروع ما صرفه عليه، وبعدها سيجنى أرباح جيدة.
بخلاف توفير التمويل .. ما الذى يحتاجه مشروع تربية النحل فى مصر؟
يجب على من يعتزم الخوض فى المشروع أن يهتم بالتدريب، ونحن من خلال الاتحاد وجمعية مربى النحل بالغربية نهتم بتوفير هذه الدورات وبشكل مجانى، كما أن الاتحاد ينظم كل عام مؤتمر دولى فى دول مختلفة، كما أن مهرجان العسل المصرى سيقدم مواد علمية تقدم كل ما هو حديث حول قطاع تربية النحل، وبجانب ذلك أن الجمعية تنظم فى أول خميس من كل شهر، ندوة يدعى إليها استاذ باحث أو دكتور فى علم النحل للحديث عما هو جديد فى تربية النحل والأمراض وكيفية عالجها.
هل يمكن لمشروعات النحالة أن تقضى على قدر من البطالة؟
تربية نحل العسل صناعة يقوم عليها صناعات كثير جدًا ومنها ورش الخشب، كما أن الصناعات المكملة لتربية النحل كبيرة جدًا ويمكنها أن تستوعب الكثير من الأيدى العاملة.
لتغيير ثقافة المواطنين بالنسبة لاستهلاك العسل.. ما الذى نحتاجه بالضبط حيالها؟
هناك مصانع تقوم حاليا بعمل عبوات ومعالق عسل لترغيب الناس على شراءها، ومع ذلك يجب رفع ثقافة المستهلك بالنسبة للعسل، فـ"عسل المائدة" لا وجود له فى ثقافة المستهلك المصرى، ويجب توعيته بأهميته حتى يقبل على شرائه، ودور الإعلام والمهرجانات ضرورية فى هذا الشأن، وتكرار المهرجان والدعاية له كل عام سيخلق معرفة أكبر به وطفرة كبيرة جدًا فى تسويق المنتجات وتغيير ثقافة المواطنين بشأن استهلاك العسل.
أعلنت فى تصريحات سابقة بأن الاتحاد يسير فى اجراءات تأسيس أول نقابة للنحالين فى مصر.. فما آخر ما تم فى هذا الخصوص؟
هناك صعوبة فى إنشاء النقابة فى ظل القانون الموجود حاليا، اذا انه يشترط شهادات معينة لا يمتلكها جميع النحالين، لذلك تواصلنا مع نقابة الزراعيين من أجل إصدار قسم للنحالين، وحاليا النقابة تبحث هذا الأمر.
إذا تعذر انضمام النحالين لنقابة الزراعيين.. ما الخطوات التى ستتخذوها بعد ذلك؟
سيكون أمامنا أن نتواصل مع نائب وزير الزراعة، منى محرز، من أجل إصدار قانون نقابة النحالين، إلا أن ذلك سيستغرق وقت.
هل هناك مؤتمرات مرتقبة سينظمها الاتحاد خلال الفترة القادمة؟
سننظم المؤتمر الثانى عشر لاتحاد النحالين العرب فى العراق خلال الفترة من 6 إلى 8 أكتوبر المقبل، وفى العام المقبل سننظم المؤتمر فى مصر، والاتحاد سينظم مهرجان العسل المصرى فى العام المقبل أيضا، وبجانب مصر، سنقيم مهرجان العسل فى الدول العربية الأخرى، وسنبدأ من سوريا حيث سننظم فى العام المقبل مهرجان العسل السوري.