إليك الطريقة الصحيحة لزراعة محصول بنجر السكر
كتبت ـ جميلة حسن الأرضبنجر السكر من المحاصيل الإقتصادية والإستراتيجية الضرورية لإنتاج السكر، كما أنه يتمتع بقيمة غذائية عالية وفوائد متعددة، وحتى نحصل على إنتاج وفير وذات جودة عالية من المحصول، يجب أن تتم الزراعة بطريقة صحيحة. وفي السطور التالية تستعرض "الأرض" الطريقة الحيحة لخدمة وزراعة محصول بنجر السكر، من حيث طريقة إعداد الأرض للزراعة، والميعاد الأمثل للزراعة، والتقاوي المناسبة، والطريقة الجيدة للزراعة، وفق ما ذكره قسم الإرشاد الزراعي بالإدارة الزراعية بالمنزلة، وهي كالتالي:
*إعداد الأرض للزراعة:
-بنجر السكر من المحاصيل الجذرية والتى تنمو الجذور داخل التربة بعمق يصل من 30 - 50 سم ولذلك يلزم أن تكون التربة جيدة التهوية ناعمة مستوية وذلك لحساسية بنجر السكر لمياه الرى.
- يفضل التسوية بالليزر ويلزم تهوية الأرض قبل الزراعة لمدة 10 - 15يوم على الأقل ويتم حرث الأرض 3حرثات متعامدة بين كل واحدة والأخرى من 1-2 يوم على الأقل ثم تتم تسوية الأرض ويفضل استخدام محراث تحت التربة فى الأراضى الثقيلة، ويتم التخطيط بعد ذلك بمعدل من 12 – 14 خط فى القصبتين وعادة يتم التخطيط بمعدل 12 – 14 خط فى القصبتين ثم تقسم الأرض بواسطة القنى والبتون بحيث لا يزيد طول الخط عن 9 - 10متر فى الأراضى الثقيلة حتى يمكن إحكام عملية الرى.
-عادة تفضل الزراعة على خطوط عن الزراعة على مصاطب (8 - 9) مصاطب على الريشتين وذلك لإحكام عمليات الخدمة وخاصة عمليات العزيق والتى يمكن القيام بها بكفاءة عالية فى حالة الزراعة على خطوط كذلك إحكام الرى مقارنة بالزراعة على مصاطب.
- تتم الزراعة على القنوات بمعدل جورتين على كل ناحية الأولى فى قمة حافة القناة والثانية تحتها بحوالى 20 سم وعادة ما تكون الجذور الناتجة على قمة قناة الرى كبيرة الحجم وقد تصل إلى 2-5 كجم ولذلك فإنه يجب أن تكون المسافة بين الجور 15سم حتى لا تزيد أحجام الجذور.
وعادة ما يكون نمو النباتات ومظهرها دليلاً واضحاً على درجة تسوية الأرض بحيث يكون نمو النباتات ضعيفاً ومتقزماً فى حالة البقع المنخفضة وعند إعطاء كميات زائدة من مياه الرى. *ميعاد الزراعة: ميعاد الزراعة أحد العوامل المحددة للإنتاجية فى محصول بنجر السكر من حيث كمية المحصول ونسبة السكر. ويفضل أن تكون الزراعة من منتصف سبتمبر حتى منتصف نوفمبر، كما يمكن التبكير فى الزراعة خلال شهر أغسطس مع مراعاة اليقظة الكاملة فى مقاومة دودة ورق القطن التى تهاجم بادرات بنجر السكر بضراوة فى تلك الفترة، وكذلك مقاومة الحفار والدودة القارضة. وبوجه عام تتطلب زراعة محصول بنجر السكر درجات حرارة تتراوح بين 20 - 30 ْم فى مراحل النمو الأولى وتكوين الجذور ثم 10 - 20 ْم فى نهاية موسم النمو لتخزين السكر وكلما تم التبكير فى الزراعة كلما أدى ذلك إلى سرعة وقوة الإنبات مع ارتفاع درجة الحرارة فى أغسطس وسبتمبر وتوافر مياه الرى، كما يتعرض المحصول لدرجات الحرارة المناسبة أثناء الحصاد حيث درجات الحرارة المنخفضة مما يزيد من نسبة السكر بدرجة كبيرة وعدم تدهور الجذور . ويجب مراعاة عمليات الرى خاصة فى شهر أغسطس وحتى نهاية النصف الأول من أكتوبر حيث ارتفاع درجات الحرارة مع زيادة كمية مياه الرى تؤدى إلى حدوث مرض ذبول البادرات ولذا يجب أن يكون الرى بالحوال وعلى الحامى. وتكون كمية المياه حسب نوع التربة ودرجة حرارة الجو.
وعادة ما تبدأ الزراعة فى منتصف شهر أغسطس ويتم الحصاد فى الأسبوع الأول من فبراير أى أن عمر المحصول لا يتجاوز 180يوم، لذا فإنه يجب زراعة الأصناف العالية فى السكر مع الاهتمام بالتسميد الآزوتي من حيث عدم الإفراط والتبكير فى إضافته وتوريد محصول البنجر خلال شهر فبراير ومارس فى تلك الفترة يعتبر مثالياً لعمليات التصنيع واستخلاص السكر.
والزراعة تبدأ فى شهر أغسطس لذلك فإن عمر المحصول فى تلك الحالة يصل بالكاد إلى 6 شهور بينما عند ارتفاع درجة الحرارة خاصة عندما تزيد عن 30 مئوية فإن ذلك يؤثر بدرجة كبيرة على عمليات التصنيع واستخلاص السكر، حيث يلاحظ فى ظل درجات الحرارة العالية أن تزيد نسبة المواد الغير سكرية (أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والألفا أمينو نتروجين) وتعيق وتمنع تبلور السكر أثناء عمليات التصنيع ويفقد فى المولاس. لذا يفضل فى تلك الحالة البدء فى زراعة الأصناف المبكرة والعالية فى السكر والتى تتميز بمحصول عالى من الجذور ونسبة عالية من السكر حتى يساعد ذلك على استخلاص كميات قياسية من السكر فى بداية الموسم وفى هذه الحالة فإن عند الحصاد على عمر 180 – 190 يوم فإنه يفضل إضافة الحد الأدنى من السماد الآزوتي الموصى به ولا يزيد عن 60-70وحدة للفدان حتى يساعد على دفع النباتات إلى تخزين السكر مبكرًا.
وتزداد نسبة السكر ودرجة استخلاص السكر كلما تم الحصاد فى ظروف الجو البارد أو المعتدل بينما تقل نسبة السكر ودرجة استخلاص السكر فى ظل درجات الحرارة المرتفعة (مايو – يونيو). *التقاوي: بذرة بنجر السكر عديدة الأجنة وهى عبارة عن ثمرة تحتوى على عدة أجنة أى أنه عند زراعة البذرة الواحدة ينتج عنها 2 – 6 بادرات أو نباتات وهذه البذور تختلف فى حجمها حيث تتراوح أقطارها بين أقل من 2 ملم إلى أكثر من 6 ملم، ويحتاج كل فدان 4 كيلو جرام من التقاوي أو كيلو ونصف إذا كانت الزراعة آلية.
*طريقة الزراعة:
يجب أن يكون التخطيط بمعدل 12 – 14 خط فى القصبتين وتتميز الزراعة على خطوط فى أنه يمكن إجراء عمليات الخدمة وخاصة العزيق وتكويم التراب حول الجذور والتى تزيد من معدل نمو الجذور كما أنها تفيد فى إمكانية إحكام الرى للحفاظ على معدل النمو. ويجب أن تتم الزراعة على خطوط حيث تتم فى الثلث العلوى من الريشة البحرية فى حالة الزراعة المبكرة جداً (يوليو وأغسطس) حتى لا تتعرض البادرات لأشعة الشمس القوية والمباشرة فى تلك الفترة . كما تتم الزراعة على الريشة القبلية فى حالة الزراعة فى شهر (سبتمبر ونوفمبر) حيث تكون حرارة الشمس أقل منها فى شهرى (يوليو وأغسطس) وكما هو معلوم فإن درجة الحرارة المثلى للإنبات والنمو هى 20 - 30 ْم. وبناء على ذلك فمن المتوقع أنه كلما كانت الزراعة مبكرة كلما زادت قوة وسرعة الإنبات ومعدلات النمو تكون أسرع فى ظل درجات الحرارة العالية.
والزراعة المتأخرة فى شهر نوفمبر تؤدي إلى تأخر الإنبات وانخفاض معدلات النمو بدرجة كبيرة وبذلك تتأخر إجراء عملية الخف وقد تصل إلى أكثر من شهرين. ويجب العناية بعملية الزراعة بحيث يوضع 3 - 4 بذور فى الجورة ويفضل وضع البذور بأصابع اليد حتى لا يزيد عمق البذرة عن 1 - 3 سم لأن زيادة العمق عن ذلك يؤدى إلى تأخير الإنبات بدرجة كبيرة ، ويجب ألا تقل المسافة بين الجور عن 15سم حتى لا يزداد التنافس بين النباتات ويقل حجم الجذور بدرجة كبيرة.
كما يجب الاهتمام بزراعة القنى والبتون لزيادة الكثافة النباتية وتحسين إنتاجية المحصول. فى حالة الزراعة الآلية فإنه يفضل تجهيز الأرض عن طريق الحرث والتسوية الجيدة وخاصة التسوية بالليزر وتتم الزراعة باستخدام آلات الزراعة المخصصة لزراعة تقاوى بنجر السكر أو المحاصيل المشابهة وتتم الزراعة بتقاوى متجانسة الأحجام تقريباً ويحتاج الفدان فى هذه الحالة إلى حوالى 1.5 كجم من التقاوى كما تتم زراعة القنى يدوياً عقب الانتهاء من الزراعة الآلية وتحتاج إلى حوالى ½ كجم من