ما ترغب في معرفته عن إصابة المحاصيل الزراعية بالأمراض الفيروسية
كتبت ـ جميلة حسن الأرضبمجرد أن يسمع أي مزارع كلمة "فيروس" يصيبه القلق، فإصابة المحصول بالفيروس تعني إنهاء مبكر للموسم وخسارة كبيرة للمزارع، كما تمثل فرصة لبعض الشركات والأفراد للترويج لبعض المركبات لعلاج الفيروس، ويظل هناك تساؤل حول حقيقة وجود مركبات يمكنها علاج الفيروسات في النباتات.
مسببات مرضية من جهته، أكد الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، أنه لا توجد مواد كيماوية حتى الآن يمكن استخدامها كمبيدات فيروسية viricides لمقاومة أمراض النبات الفيروسية، موضحًا أن الفيروسات عبارة عن أجسام حية ودقيقة لا تُرى إلا بالميكروسكوب الإلكترونى وتعد من المسببات المرضية الإجبارية لكثير من النباتات، ويصعب الشفاء من الأمراض الفيروسية التي تصيب النبات خاصة إذا انتشر الفيروس في أنسجته مسببًا إصابة عامة.
وأضاف أن الفيروسات تتضاعف ذاتيًا داخل الخلايا النباتية وتسبب خلل انزيمى وبروتينى فى الخلية؛ كل ذلك يؤثر فى العمليات الحيوية داخل النبات، وبدلا من أن تتكون البروتينات الخلوية السليمة والتى تدخل فى تكوين النبات، تتكون بروتينات شاذة ومرضية، وهى ما يطلق عليها بــ (الفيروسات)، فتتكون الفيروسات ومجاميعها وتتكاثر داخل الخلية مسببة الأمراض الفيرسية داخل النسيج النباتى، ومن ثم ظهور أعراضها على النبات، ثم تنطلق إلى نبات آخر .
وأشار إلى أن الفيروسات تنتقل من النباتات المصابة إلى النباتات السليمة من خلال عدة طرق منها، الانتقال الميكانيكى والحشرات والفطريات والبكتريا والنيماتودا، وكذلك أيضًا من خلال التربة ومياه الري والحشائش وحركة الجذور وتشابكها والتطعيم والتكاثر الخضرى فى النباتات (الشتلات). أعراض الفيروس ولفت إلى أن أعراض الفيروس لا تظهر إلا إذا وصل تعداد جزئيات الفيروس داخل الخلايا إلى حد معين، وهناك أعراض داخلية وخارجية. بالنسبة للأعراض الداخلية، تنشأ داخل الأنسجة النباتية وتغير لونها تقريبًا إلى اللون البنى أو الأسود وتكوين أورام تظهر فى اللحاء وتدمر البلاستيدات وموت الخلايا، وهى أعراض متقدمة؛ حيث تظهر هذه الأعراض بعد "تحضير وتحضين" الفيروس داخل النسيج النباتي، فعلى سبيل المثال تصل فترة التحضين إلى 40 يوم فى الخضار تقريبا؛ وقد تصل إلى أكثر من 4- 8 سنوات دون أن يتعرف على هذه الأعراض أحد فى الموالح؛ ثم تظهر الأعراض الخارجية، حيث يحدث ضعف عام وتشوه فى الأوراق بالإصفرار والتجعيد والالتفاف وتكوين أوراق ابرية والتبرقش وظهور نقاط بنية واصفرار عام وتورم العروق الوسطى وضعف التزهير وتشوه بالثمار وقلتها، مع تقزم عام بالنباتات أو الاشجار المصابة تموت بعدها .
وذكر مجموعة من الأمراض الفيروسية البارزة وهي: *فيروس التجعد الأصفر فى الطماطم. *فيروسات البطاطس *فيروس إصفرار الخوخ *فيروس تبرقش التبغ *فيروس تجعد قمة بنجر السكر *فيروس تبرقش الفول والبسلة والفاصوليا *فيروس تريستيزا الحمضيات *فيروس تورد القمة فى الموز نوع الإصابة وأفاد أنه ينشأ عن دخول الفيروسات إلى الأنسجة النباتية وتضاعفها داخل هذه الأنسجة نوعان من الإصابات: -الإصابة المحلية أو الموضعية: يصيب الفيروس مجموعة محدودة من الخلايا وتظهر الإصابة في مساحات محدودة ولا ينتشر الفيروس في النبات ويبقى انتشاره محدودا في موضع الإصابة. -
الإصابة العامة أو الجهازية أو الكيانية: في هذا النوع من الإصابة ينتشر الفيروس في أنسجة وأعضاء النبات المختلفة وتظهر الأعراض المرضية منتشرة على أجزاء مختلفة من النبات.
كيفية حدوث الإصابة ونوه إلى أنه لا تحدث إصابة النبات بالفيروسات إلا عند حدوث الجروح في النبات، فيمكن للفيروس أن يصل إلى المادة الحية للخلية ثم يبدأ نشاطه بالتضاعف، ولا تمتلك الفيروسات القدرة على اختراق الجدر السيليلوزية للخلايا.
وتحدث الجروح نتيجة لأضرار ميكانيكية متعددة أو نتيجة لتغذية الحشرات أو الإصابة بالنباتات المتطفلة باستثناء انتقال الفيروسات النباتية عن طريق البذور لبعض المحاصيل أو عن طريق الحبوب اللقاح، فإن الجروح تعتبر بالضرورة أساسًا لحدوث إصابة النبات بالفيروسات، وعند دخول الفيروس إلى خلايا العائل واستقراره داخلها تنشأ الأعراض الفيروسية نتيجة لتفاعل الفيروس مع خلايا العائل.
وأكد أن هناك عدة عوامل تساعد على ظهور أو اختفاء أعراض الفيروسن ومنها: الظروف البيئية التي تنمو تحتها النباتات حيث تؤثر على مظاهر الإصابة الخارجية، فمثلاً تؤثر الحرارة تأثيرًا واضحًا على المظاهر الخارجية للإصابة، فنجد أن أعراض التبرقش (الموزيك) تشتد خصوصًا في أشهر الشتاء عنها في أشهر الصيف، كما في حالة الإصابة بفيروس TMV.
كما أن أعراض إصابة نباتات البطاطس بفيروس X الذي يسبب تبرقشًا خفيفًا على الأوراق تختفي تمامًا عندما ترتفع درجات الحرارة إلى 27°م بينما تظهر بوضوح عند 16°م. بالاضافة إلى معاملات معروفة تسبب خفض الإصابة الأولية مثل المعاملات الحرارية أو الكهروحيوية، وأيضًا استخدام مزارع الأنسجة المرستيمية الطرفية.
وتظهر أعراض الإصابة الفيروسية نتيجة علاقات عدة عوامل مع بعضها، منها على سبيل المثال علاقة التسميد بالظروف البيئية وعلاقتهما معا أو بإنفراد بالعمليات الحيوية فى وقت ما؛ حيث قد تكون الظروف البيئية غير مناسبة من ارتفاع او انخفاض لدرجة الحرارة أثناء إجراء عملية التسميد والتغذية للنبات.
وقد يصاب النبات بالفيروس وتظهر بعض الأعراض وبسبب زيادة أو تسريع فى نمو النبات (لأي سبب) يحدث أن النمو يكون اسرع من انتقال الفيروس بين الخلايا والأنسجة أو أسرع من أن الفيروس يتضاعف ويزيد عدده، فيهرب النبات من ظهور الاعراض أو يتجاوزها، لكن فى الحقيقة ما زال الفيروس موجود داخل النبات ولم يختفى أو يموت، وهذا ما تفعله بعض المركبات (سريعة المفعول) حيث تساعد النبات على تجاوز سريع لحدوث الأعراض والتي يطلق عليها مجازًا مركبات "علاج الفيروس" وهي فى الأصل ليس لها علاقة بجزئيات الفيروس، لذلك تعتبر التغذية المتوازنة ونوعية العناصر والمركبات التي تجعل النمو مستقر وسريع عامل مهم جدًا.