ماذا يحدث داخل النبات في المناخ البارد الرطب؟.. خبير زراعي يجيب
كتبت ـ جميلة حسن الأرضأوضح الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، أنه في ظل المناخ البارد الرطب تتوقف تقريبًا حركة السيتوبلازم في خلايا النبات كما فى الشعيرات الجذرية فى حرارة تربة أقل من 10-12 مئوية، ومن أعراضه إصفرار وضعف وتقزم شديد فى النمو، وأحيانًا تظهر البلازما الكاذبة في بعض الخلايا بسبب الزيادة المفاجئة فى نفاذية الأغشية وتسرب المواد المذابة من الخلايا، مع ضعف ونقص في معدلات الصب والتحجيم فى المحاصيل الأرضية وتحديدًا في البطاطس والبصل والثوم والبنجر.
وأضاف أنه يحدث أيضًا داخل النبات مجاعة داخلية، وذلك بسبب زيادة معدل التنفس على حساب معدل البناء الضوئي مما يؤدي إلى حدوث نقص التغذية، ويبدأ النبات في سحب العناصر من المجموع الخضري وتظهر معظم أعراض نقص العناصر وخاصة البوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم، ومن أعراضه احتراق حواف الأوراق وتبقع الأوراق وعفن الطرف الزهري في معظم المحاصيل الثمرية والدرنية.
وأشار إلى أنه يحدث نقص فى معدل البناء الضوئي بسبب تضرر أغشية البلاستيدات الخضراء بسبب درجة الحرارة المنخفضة للنباتات التي لا تتحمل الحرارة الباردة والمنزرعة فى الشتاء، وهي مشكلة كبيرة للقرعيات، إلى جانب تثبيط النقل، حيث يتوقف النقل للماء والعناصر تمامًا فى درجات الحرارة المنخفضة، مثل قصب السكر ومعظم أشجار الفاكهة والزيتون.
ولفت إلى أنه يحدث اختلال تنفس وتراكم المواد السامة مثل تراكم نواتج التنفس الهوائي مثل مركب اسيتلادهيد والايثانول بسبب توقف التنفس الهوائي، والتي تدفع النباتات للنضج المبكر على حساب بناء المواد الجافة.
للتغلب على تلك المشكلة، نصح "فهيم" بنقع البذور والتقاوي فى محلول نترات البوتاسيوم وفوسفات احادى البوتاسيوم بنسبة 1.8% لكل منهما، فذلك يؤدي إلى تحسين الامتصاص فى الأجواء الباردة، مع إضافة الكربون النشط إلى بيئة الانبات، ونمو الجذور يؤدي إلى زيادة فى معدلات الامتصاص فى درجة حرارة التربة الباردة.
وأوصى بحقن البطاطس والبنجر بحوالى 8-10 لتر حمض فسفوريك (للري بالغمر ونصفهم للتنقيط) بعد انتهاء تساقط الأمطار يليها رش كالسيوم، ويفضل أن يكون على أحماض كربوكسيلية، مع مراعاة أن يكون مصدر الكالسيوم أوكسيد كالسيوم وليس نترات كالسيوم، بالإضافة إلى دفعه سلفات بوتاسيوم ١٠ كيلو للفدان حقنًا.
وبالنسبة لمحصول البطاطس الشتوية وخاصة المنزرعة فى نوفمبر، تساعد هذه الظروف فى بداية انتشار حشرة المن على البطاطس، بالتالي مراقبة الخطوط القريبة من الجسور والطرق، حيث تبدأ الإصابة منها، وفى حالة وجود 3 افراد من على الوريقة يبدأ الرش بالمبيدات الحشرية.
ورغم مناسبة الرطوبة النسبية العالية والرطوبة الحرة على سطح النباتات لانتشار مرض اللفحة المتأخرة، إلا ان استمرار زيادة الحرارة نهارا سوف يمنع تماما قيام دورات مرضية للفحة المتأخرة على البطاطس خلال العروة الحالية، حيث يلائم هذا المرض الجو البارد الرطب وتزداد شدة الإصابة بعد فترات من الجو البارد المصحوب بالأمطار والندى الغزير أو الضباب.