السعر العادل يحقق الربحية للطرفين ويحفز على الزراعة والتصدير
بالفيديو.. مصدرون يتهمون المنتجين بالتسبب في أزمة تصدير الفراولة
كتب ـ محمود البرغوثى الأرض- انتهاء موسم السوق الأوروبية .. والأسواق العربية تستقبل الفراولة المصرية حتى آخر مارس
- مكاسب المصدرين لا تحمي من المخاطر المحتملة
- ارتفاع تكاليف الشحن الجوي يقضي على هامش ربح المصدرين
اتهم مصدرو حاصلات بستانية مصريين، منتجي الفراولة بالإضرار هذا العام بتصدير محصولهم، والتسبب في فشل جزئي لموسم تصدير 2019، الذي ينحصر ما بين 15 نوفمبر و31 ديسمبر من كل عام.
وقال حسام عبد الباقي مدير التصدير - قسم الطازج، في مجموعة "الدقهلية"، إن مزارعي الفراولة بالغوا في تسعير إنتاجهم هذا الموسم، حيث بلغ سعر الكرتونة (زنة 2.5 كجم) 170 جنيها، وهو سعر غير منافس بالنسبة لإنتاج الدول المنافسة في السوق الأوروبية، خاصة بعد 3 أسابيع من بدء الموسم.
وأضاف "حسام"، أن تكلفة شحن الكيلو القائم بالنقل الجوي، بلغت هذا العام 44 جنيها، تضاف إليها رسوم تخليص ونقل داخلي من المزارع حتى المطار.
ووفقا لمدير تصدير الطازج في "الدقهلية"، وصل إجمالي تكلفة كرتون الفراولة هذا الموسم إلى نحو 21 دولارا، في الوقت الذي لم يحقق سعرا في أوروبا أكثر من 22 دولارا، وبالتالي يصبح هامش الربح غير كاف لتحمل مخاطر التصدير، "والكل يعرف أن مخاطر الفراولة عالية".
خلاف القليوبية والبحيرة
وفي الوقت الذي اختلف فيه مزارعون من القليوبية مع نظرائهم في مديرية التحرير، حول تكاليف زراعة فدان الفراولة، أكد الفريقان أن المزارعين يححققون مكاسبا تصل إلى 100 ألف جنيه في الفدان كمتوسط هذا الموسم.
وذكر الفريق الأول أن تكلفة الفدان تتراوح بين 120 و150 ألف جنيه، فيما وصل تقدير الفريق الثاني إلى حد 60 ألف جنيه، واتفقا معا على متوسط إنتاجية يبلغ 20 طنا للفدان.
وقال المهندس حمدي عاصي وكيل وزارة الزراعة السابق، وصاحب مقترح تأسيس اتحاد عام لمنتجي الفراولة في مصر، إن مهلة تصدير الفراولة إلى أوروبا تحديدا لا تزيد على 6 أسابيع سنويا، تنتهي بنهاية الأسبوع الأخير من ديسمبر، ما يعني أن المزارع لا يمكنه تصدير أكثر من 4 أطنان فراولة مصرية إلى أوروبا سنويا، ما يدعم صحة إصراره على البيع بأعلى سعر (170 جنيها للكرتونة - 2.5 كجم).
وأفاد "عاصي"، بأن الفراولة المصرية تأخرت في الإنتاج هذا العام، كما أن إنتاجيتها خلال الأسبوعين الأخيرين من نوفمبر لا تتعدى 20 كرتونة للفدان في الأسبوعين الأول والثاني من الإنتاج.
مزارعو مركز بدر
أما أشرف زكي سلطان (مزارع فراولة في مركز بدر)، فأكد أن فدان الفراولة لا يتكلف أكثر من 60 ألف جنيه، معظمها يتم إنفاقه على الشتلات وتجهيز الأرض وبلاستيك التغطية "الملش"، والعمالة، وإيجار الأرض، مع إنتاجية لا تقل عن 30 طنا للفدان، ينم تصدير 10 أطنان منها، بنسبة 40٪ لأوروبا، و60٪ للدول العربية.
ودعم أشرف رأي المصدرين بضرورة التسعير العادل و"المعقول" لبيع الفراولة المصرية، وذلك لضمان توفير سعر تشجيعي منافس لها في أوروبا، ويحقق ربحية للمصدرين تحفزهم على مواصلة التصدير، دون مخاوف من المخاطر المحتملة.
السوبر ماركت الأوروبي
وعاد حسام عبد الباقي مدير تصدير الطازج في "الدقهلية"، للتأكيد على أن إدارات السوبر ماركت الأوروبية تحملت ارتفاع سعر الفراولة المصرية ثلاثة أسابيع أول الموسم، إلى أن رصدت إحجام المستهلكين وركود الأطباق على الأرفف، فحجمّت من الطلب، ثم توقفت تماما بالتزامن مع بدء دخول الفراولة الأسبانية، وهجمة منتجات منافسة أخرى، مثل: المغرب، السنغال، وإثيوبيا، وغيرها.
وكان مزارعو الفراولة بالقليوبية قد عبروا عن استيائهم من توقف المصدرين عن شراء محصولهم في الأسبوع الثاني من ديسمبر، بمبرر المبالغة في السعر، حيث طالبوا بالتخفيض بنسبة تصل إلى 50٪، ما دفعهم للاحتجاج أمام الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة السابق.
السوق العربية
من جهتها، أكدت عواطف عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة شركة "الهبة للتصدير"، إن تصدير الفراولة المصرية إلى الدول العربية يستمر حتى نهاية مارس من كل عام، شرط استمرار جودة الإنتاج، مع استمرار انخفاض درجات الحرارة.
ووصفت رئيسة شركة الهبة هذا الموسم، بأنه ناجح، خاصة مع تفهم المزارعين طبيعة السوق العربية، حيث لم يرتفع سعر الكرتون عن 45 جنيها، وبالتالي تجد الفرصة الجيدة للبيع في الخارج، مع عدالة الربحية للمنتجين والمصدرين.
تقنين أوضاع وتنظيم
ولتقنين أوضاع الإنتاج أيضا، اتجه مزارعو الفراولة في محافظة القليوبية، لتأسيس اتحاد عام لهم، وذلك لتنظيم آليات التخطيط للزراعة، وتوفير الشتلات، والإرشاد، والمتابعة، ثم التسويق.
وقال المهندس حمدي عاصي، رئيس الاتحاد تحت التأسيس، إنه عمل منذ تفرغه للخدمة العامة في مجال الزراعة، على تنظيم العمل داخل جمعية منتجي الفراولة بالقليوبية، مفيدا أنه يسعى لتأسيس فروع لها في الإسماعيلية، والبحيرة، ومديرية التحرير، لضمان الحفاظ على حقوق المنتجين.
ويعتزم عاصي تنظيم صفوف المنتجين وضمهم إلى مظلة الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، التابع لوزارة الزراعة، ليكون مظلة حماية لهم.
وأكد "عاصي"، أن الاتحاد المقترح تأسيسه، يستهدف أيضا تدريب كبار المزارعين على فنون التصدير وآلياته، كخطوة مهمة لتسجيلهم لدى المجلس التصديري للحاصلات البستانية، وتأسيس لجنة الفراولة بالمجلس.
ويدعم "عاصي" مبدأ عدالة تسعير الفراولة، لضمان تحقيق الربحية للمزارع والمصدّر، بما يوفر حافزا للطرفين يعينهم على الإنتاج الجيد والتصدير.