بلا حيوي بلا بطيخ
بقلم ـ محمد البرغوثى* الأرضلا تنخدع في الحاصلات الزراعية أو البستانية التي توضع على أرفف خاصة في بعض المتاجر "السوبر"، سواء في مصر أو السعودية أو الكويت، ومعظم الدول العربية، ومكتوب عليها "أورجانيك" أي "حيوي".
ـ وعلى مسؤليتي، ليس هناك في منطقتنا العربية من يعرف كلمة "حيوي" إلا القليلين جدا، وحتى نزرع زراعة حيوية، فإن كيلو الطماطم مثلا، يتكلف في المرزعة أكثر من 20 جنيها، لزوم العزل الحيوي، والمعاملة الحيوية الفعلية للنبات، وهو ما لم يتوافر أبدا لمعظم من يدعون أنهم ينتجون "حيوي".
صادفتُ مهندسين زراعيين عملوا في مزارع من تلك التي تدعي أنها تنتج "حيوي" أو عضوي، وقالوا إنها أمور "بكش"، حيث إن لديهم فعلا صوبا معينة، يتم التعامل عليها بطريقة "نصف حيوي"، فإذا لم تف بالكمية المطلوب توريدها للسوبر ماركت، وفقا للعقود المسبقة، اضطرت المرزعة لشراء محصول مزارع عادية مجاورة، للوفاء بالطلبية كاملة.
اقرأ أيضاً
- لزيادة الإنتاجية.. إجراءات مكافحة التفحم السوطى فى قصب السكر
- «الري»: مصر تستهدف توفير مياه الشرب ومحاصرة مخاطر الفيضانات بجنوب السودان
- الرئيس السيسي يستقبل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية
- وزير الري يصل لجمهورية جنوب السودان في زيارة رسمية لمدة 3 أيام
- صعود جديد لأسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 23 - 1- 2023
- سعر طن القمح المصري 8000 جنيه والأوكراني 12000
- الموالح والبطاطس المصرية مقابل الصوامع الروسية
- لمربي التسمين.. أفضل عمر للحيوان عند بدء المشاريع لسرعة التحويل
- مصر تستقبل شحنة عملاقة من القمح الروسي
- روسيا تدرس تصدير الغذاء لمصر بالروبل.. تفاصيل
- على خطى روسيا.. عضو «الغرف التجارية» يدعو الصين إلى اعتماد الجنيه للتبادل التجاري
- مصر والسودان.. تفاصيل لقاء وزير الري و«البرهان» لدعم التعاون
وللأسف فإن هناك مستهلكين من فئات معينة، يبحثون عن هذه الكلمة، وينجذبون نحوها، لا لشيء إلا للشعور بأنهم "متميزون".
لا فرق بين كيلو الطماطم الذي يباع في سلاسل السوبر ماركت الكبرى بجنيه واحد، وزميله الذي يباع بـ 15 جنيها بدعوى أنه "حيوي"، والفرق الوحيد يكون في التغليف الجيد.
وحتى تصدقني القول، اشتر كيلو طماطم، أو بطاطس، أو خيار، أو فلفل، أو برتقال، أو موز، من رف "الحيوي"، واذهب به إلى معامل محترمة، طالبا التحليل، وهو أمر غير مكلف، حتى تصل إلى الحقيقة على الأقل.
مؤكد أنك ستحصل على النتائج المروعة، حيث الأثر الباقي للمبيدات الحشرية، والأسمدة الكيماوية، وربما الهرمونات، وغيرها من المخالفات، التي تسربت إلى حقل الزراعة، بسبب غياب الرقابة الحقيقية، وإعدام معامل المقاومة الحيوية التي أنشأها الدكتور يوسف والي، الرجل المفترى عليه، والذي تعرض لحملة تشويه، صدقها معظم المصريين، وسموه "الرجل المسرطن".
تمنياتي للجميع بصحة وعافية