حول بوفيه الكلية لحديقة نباتية ..عم علي عباس ملك ”الهيدروبونيك” في جامعة الأزهر
سارة أسامة الأرض
يقول المثل الشعبي الدارج " متبيعش المياه في حارة السقايين" كناية عن الإنسحاب أمام أهل العلم والتخصص في مضمارهم حفاظا على ماء الوجه، لكن هذا العم على عباس العامل بقسم البساتين بكلية الزراعة جامعة الأزهر كسر تلك القاعدة وتمكن بالملاحظة والاهتمام وجينات الفلاح التي يحملها داخله أن يخلق تجربة غير تقليدية في العناية بالنباتات بدون تربه أو ما يعرف بأسلوب الزراعة المائية "هيدروبونيك" .
يمتلك علي عباس في مملكته الخاصة ببوفيه قسم البساتين مشهد نادر يلفت نظر كل من يمر عليه، عبوات معدنية كانت معبأة بمياه غازية وسكريات ومواد حافظة تهدد البشر بلين العظام والسكري والسمنة، ليحولها علي بمهارة وصبر إلى مصدر للبهجة والحياه، إنها إعادة التدوير بمنطق جديد
الفكرة بدأت بمهمة إنقاذ قرر علي عباس أن يخوضها قبل فوات الأون، نباتات الزينة التي تعتلي مكاتب أساتذة القسم، تعاني أحيانا من إهمال غير مقصود يهدد حيويتها ويميل بأورقاها إلى الأصفرار، فقرر علي أن يخترع الحل البديل بعبوات المياه الغازية وقدر محدود من المياه تغطس داخله الجذور وتستنشق الماء لتؤهل النبات إلى إلتهام ثاني أكسيد الكربون عدو البشرية الأول، لينتج الأكسجين الذي يمنح سكان الأرض الأمل في استمرار حضارتهم، هي دائرة حياة رغم بساطة سردها لكنها معقدة وتستحق أن تروى ويروى معها ما فعله عامل البوفيه البسيط بجامعة الأزهر ليضيف إلى الحياة املاً جديدا.
يشبه علي عباس فكرته التي بدأ تطبيقها قبل 8 أشهر بحضانة الأطفال التي يدخل فيها الجنين مبتسراً ويخرج منها بعد فترة صحيحاً معافى، فالبداية كانت بـ4 عبوات معدنية انقذ داخلها عباس أعواد نبات البوتاس وبعد نموها ونجاح الفكرة زادت العبوات إلى 30 عبوة، زرع داخلها مختلف النباتات التي استفادت من الدفء داخل بوفيه كلية الزراعة في فترات الشتاء القارص.
يهوي علي تربية النباتات ويشحنه اللون الأخضر بالطاقة الإيجابية، وتتنوع النباتات التي يعتني بها بين البوتاس , سنجنيوم , القشطة والانتريو ويستعد لنقلها من عبوات المياه الغازية حين نموها ويضعها في أُصُص لتزين الطرقات بالقسم والمكاتب.
زادت سعادة علي بعد الإشادة والتشجيع التي وجدها من كافة الأساتذة بقسم البساتين، وهو ما حفزه لاستغلال الفكرة اقتصاديا وإنشاء مشتل على مساحة أرض مساحتها 50 مترا يمكنه من خلالها إنتاج أكبر عدد من شتلات النباتات المحببه لقلبه،وهي الأمنية التي تسكن عقله وقلبه الآن ويتمنى تحقيقها.