الإفطار على التدخين ..يتسبب في مشاكل خطيرة للصحة
الدكتورة آمال صبري الأرضاثبتت الدراسات أن أضرار التدخين المعروفة تزداد إلى ٥ أضعاف إذا تمت ممارسته على معدة فارغة بعد ساعات صيام طويلة، حتى وإن كان ذلك في الأيام العادية، وهو ما يؤكد خطورة الإفطار على التدخين، وتبعاً للإحصائيات، فإن نسبة الوفيات بسبب الذبحات الصدرية والجلطات القلبية في المدخنين تزداد في شهر رمضان عنها في الأيام العادية، وخاصة إذا تم الإفطار على التدخين.
ويرجع ذلك لتأثير النيكوتين المباشر على جدار الأوعية الدموية، مسبباً تقلص مفاجئ في الشرايين التاجية، فضلاً عن زيادة فرص الإصابة بالجلطات القلبية بسبب لزوجة الدم نتيجةً لنقص السوائل في الجسد الصائم.
كما يسبب النيكوتين على معدة فارغة ارتفاعاً شديدً في مستوى الأدرينالين في الدم، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم، زيادة ضربات القلب، وأحياناً عدم انتظامٍ فيها يؤدي إلى توقف القلب.
وكل ما سبق يفسر إصابة بعض المدخنين عند الإفطار بألم حاد في الصدر، تعرق شديد، رعشة في الأطراف ونهجان، وكلها علامات منذرة بالخطر.
وقال العلماء أن النيكوتين على معدة فارغة يسبب نقصاً شديداً في الأكسجين في الجهاز التنفسي مقابل ارتفاعاً شديداً في نسبة غاز أول أكسيد الكربون السام، الأمر الذي يسبب ضيقاً في التنفس والخمول والنهجان، ومع مرور الوقت يزداد خطر الإصابة بالالتهابات الشعبية المزمنة، فشل التنفس والانسداد الرئوي الخطير وسرطان الرئة.
ومن ناحية أخرى، يسبب النيكوتين على المعدة الفارغة، ارتخاءً في العضلة العاصرة الموجودة بين المعدة والمرئ، والتي تمنع ارتداد الحمض المعدي إلى المرئ، فيسبب ذلك الشعور بالألم والحرقان في الصدر نتيجةً لارتجاع الحمض المعدي في الامرئ، الأمر الذي يسبب التهابات المرئ، ضيقه، وتقرحاته النزيفية وزيادة خطر الإصابة بسرطان المرئ أيضاً.
كما أثبتت الدراسات أن التدخين المكثف بعد الإفطار، رغبةً من المدخنين في التعويض عن الامتناع عن التدخين أثناء ساعات الصيام، يزيد أيضاً من مخاطر التدخين أكثر من التدخين على فترات متباعدة.
كما يُعَد تدخين الشيشة أو" النرجيلة" من أخطر أنواع التدخين، حيث كشفت الأبحاث أن تدخين الشيشة لمدة ساعة، يعادل تدخين 100 سيجارة.
ولذلك يحذر العلماء من الإفطار على التدخين والتدخين عند السحور.
ومن واقع تجارب العديد من المقلعين عن التدخين، يُعَتبر شهر رمضان، فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين.
وهذا ما أكده العلم، أن الجسم يستطيع أن يتخلص من تأثير النيكوتين عليه خلال عدة أيام، لو تمكن المدخن من مقاومة أعراض الانسحاب واستبدال التدخين بتناول المكسرات والفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن وخاصة فيتامين سي، مما يسهم في تقليل آثار التدخين على الجسم ويساعد على تهدئة الأعصاب الثائرة بسبب النيكوتين.
كما يلجأ بعض الراغبين في الإقلاع عن التدخين لاستخدام لصقة النيكوتين أو علكة النيكوتين أثناء فترة انسحاب النيكوتين من الجسم .
كما تساعد ممارسة الرياضة على التخلص من أثار النيكوتين علي الجسم والوقاية من أضراره.