”خبير” مياه: بلاها أشجار وأكسجين
بقلم: محمود البرغوثى الأرضهالني تعليق أحد المصنفين مصريا وعربيا بدرجة "خبير مياه"، ضمن مؤتمر للمجلس العربي للمياه، حول البرنامج الأمثل لإدارة منظومة مياه الصرف الزراعي والصحي، استثمارا لما تضخه الدولة من أموال في إنشاء محطات معالجة ورفع لهذا الغرض.
التعليق الذي جاء في صورة خبر بوجهين، يتعلق بدراسة لأحد منظمات المجتمع المدني الدولية، توصلت إلى أن إعدام الأشجار العملاقة في 4 مدن مصرية كبرى فقط، وفرت نحو 700 مليون متر مكعب مياه سنويا.
وتعليق المصنّف "خبيرا" يرضي أعداء مصر، ويعزف على أوتار الخراب الممنهج، الذي يديره فيلق عالمي، دبر لتعطيش مصر منذ قرون، وجسد عددا من الخطط منذ عقود، كان آخرها "محبس النهضة" العملاق.
إذاعة "الخبير" هذه المعلومة، تمثل وثيقة إثبات لوقوع جناية اغتيال تاريخ الخضار الصحي لمصر، بالاجتثاث، بمبرر توفير المياه، ظنا منه أنه يقدم للعالم نتائج إيجابية لمصر في مجال الترشيد.
- خبر توفير نحو 700 مليون متر مكعب مياه، باجتثاث الأشجار الظليلة في مصر، قد يمر بسلام على معظم المصريين - عوام أو متعلمين أو مثقفين، من المتابعين للحرب الدائرة على مصر بسلاح "سد النهضة".
- وربما أثلج "الخبير" صدور أبناء كتيبة كبيرة من المصريين، بتوفير كمية مياه لا تكفي إطفاء حرائق غابة من تلك التي تتعرض للاحتراق في أوروبا، وأستراليا، والولايات المتحدة، سنويا، لكنه في الحقيقة يسجل أعلى درجات الرضا والارتياح النفسي على مؤشر "خطة التعطيش" الكبرى، التي تستهدف تبوير نحو 5 ملايين فدان أرض خصبة في دلتا مصر، لا تضارعها أرض في العالم.
- ومع أهمية محور "التبوير بالتعطيش"، ربما يتناسى "الخبير" القيمة العظمى للأشجار، خاصة العملاقة، التي تمتص الواحدة منها عوادم نحو 20 سيارة، بمعنى أنها رسول رباني مجند لمكافحة الاحتباس الحراري، وذلك بامتصاص الغازات الدفيئة، وأهمها ثاني أكسيد الكربون.
- مؤكد أن هذا "الخبير" يعرف أن أشجار الأحياء الكبرى، في القاهرة والجيزة وشبرا وحلوان، تضرب جذورها في أرضها عشرات الأمتار في العمق، بمعنى أنها تعيش على ما تستطيع التأقلم عليه من المياه السطحية تحت التربة، وبذلك فإنها تعيش على نشع الصرف الصحي في أرضها، كما أن نسبة كبيرة من المياه التي تصل إلى أوراقها، تصّاعد بالنتح مرة أخرى، لتتكاثف في طبقات الجو، ثم تعود إلى الأرض أمطارا تجري بها الأنهر، وتُحقَن بها الخزانات الجوفية.
- مؤكد أن "الخبير" يعرف أن مذابح الأشجار العملاقة، طالت الطرق في الريف المصري، ومنها الأشجار التي عاشت أكثر من 100 سنة، تمت زراعتها لأغراض تتعلق بصحة الإنسان والبيئة، ولعلمي فإن الإنجليز زرعوا أشجار الكافور على الترع والمصارف وشبكات الري العملاقة التي أنشئت في عصر محمد علي باشا، لوقاية جسور الممرات المائية، ولعلمهم أيضا بأن زيت الكافور الطيار كان علاجا للسل الرئوي الذي انتشر بين جنود الاحتلال آنذاك.
- نهاية: ما توصلتْ إليه دراسة منظمة المجتمع المدني الدولية، التي ينتمي إليها "الخبير" المصري، تدعم تعرية رأس مصر من جدائلها الخضراء، لترشيد المياه، لتذكرنا بالطبيب الزاهد الذي يوصى بجز جدائل النساء توفيرا لبند الشامبو والبلسم والكريم، وأيضا فاتورة الكوافير.