أفضل طريقة لإنقاص الوزن بواسطة الكيتو دايت ”Keto Diet” وأبرز اضراره
د. آمال صبري الأرض صمم نظام الكيتو الغذائي لأول مرة بواسطة راسل وايلدر في عام 1921، لعلاج حالات الصرع في الأطفال، والتي كانت لا تستجيب بشكل جيد للأدوية، وقد قلت عندهم نوبات الصرع باتباع نظام الكيتو.
ولكن الآن، ذاع صيت الكيتو في علاج حالات السمنة والوزن الزائد، مما دفع الكثيرين لتطبيقه دون الرجوع لأطباء التغذية المتخصصين، مما عرض البعض لمضاعفات صحية خطيرة لعدم صلاحيته لحالتهم و لعدم خضوعهم للإشراف الطبي.
والجدير بالذكر، أن نظام الكيتو قد ساعد في تحسن الحالة الصحية لكثير من المرضى، مثل مرضى النوع الثاني من داء السكري، حيث أنه أدى إلى انخفاض نسبة الهيموجلوبين السكري، وبالتالي تخفيض جرعات الأدوية المخفضة للسكر، كما ساهم في تقليل نسبة الدهون الثلاثية الضارة في الدم، هذا فضلاً عن قدرته في نزول الوزن بشكلٍ سريع.
وترجع فوائده إلى خفض سكر الدم وبالتالي مستوى هرمون الإنسولين بالدم والذي يسبب ارتفاعه المستمر نتيجة تناول النشويات والسكريات إلى تراكم الدهون، خاصة في منطقة البطن، ومن ثم يتعرض الجسم لخطر الإصابة بالسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين.
وتوجد عدة أنواع لحمية الكيتو، تشترك جميعها في تقليل نسبة النشويات، بحيث تتراوح بين 20-50 جرام في اليوم، أي ما يعادل 5-10% في نظام غذائي 2000 سعرة حرارية بدلاً من 250- 325 جرام، وفي المقابل ترتفع نسبة الدهون إلى 70-80% والبروتين إلى 20-25%
اقرأ أيضاً
وقد أكد خبراء التغذية على خطورة اتباع حمية الكيتو بدون استشارة الأطباء المختصين، وخاصة في مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الأول والثاني، لتجنب ما يسمى "بالحماض الكيتوني" والذي ممكن أن يؤدي إلى الوفاة بسبب تلف الدماغ والكبد والكلى، نتيجةً لزيادة حموضة الدم، الناتجة عن إطلاق الأحماض الكيتونية من حرق الدهون وتخزينها في الجسم.
ومن أعراض الحماض الكيتوني؛ الغثيان، جفاف الفم، رائحة الفم الكريهة، البول المتكرر وصعوبة التنفس.
كما يمكن أن يسبب اضطراباً وخللاً في كهربة القلب وقصوراً في الكلى لكثرة إدرار البول في المتبعين للحمية مما يتسبب في فقدان الكثير من السوائل والمعادن الهامة، مثل الصوديوم، المغنسيوم والبوتاسيوم، كما تجعلهم يتعرضون لخطر الإصابة بالجفاف الخطير، ويسبب النزول السريع في الوزن الإصابة بحصوات المرارة والكبد الدهني.
كما يتعرض المتبعون لحمية الكيتو لنقصٍ شديدٍ في الفيتامينات والمعادن الهامة ومضادات الأكسدة والألياف، وذلك لقلة تناول الفواكه والخضروات والبقول مما يضعف مناعتهم ويعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة والإمساك.
وكذلك تقل عندهم الكتلة العضلية لانخفاض محتوى الحمية من البروتين والنشويات بالمقارنة لمحتواها من الدهون، مما يجعلهم لا يتحملون التمارين الرياضية ويعانون من التعب والإرهاق.
هذا بالإضافة إلى إصابتهم بما يسمى ب "انفلونزا الكيتو"، لتشابه أعراضهم مع أعراض الانفلونزا، مثل؛
الصداع، الدوار، ألم في العضلات، الغثيان والقيء، وخاصة في البداية.
ويؤكد خبراء التغذية على إمكانية استعدادة الوزن المفقود مباشرة عند العودة لتناول الكربوهيدرات، مما يجعل نظام الكيتو الغذائي، غير صالحاً لأن يصبح أسلوب حياة، حيث لا يفضل الاستمرار عليه إلا لبضعة أسابيع فقط، على أن يكون تحت إشراف طبي، لمتابعة الحالات المناسبة لتطبيقه بناءاً على الفحوصات الطبية، وتدارك أي مضاعفات في بدايتها.
وبناءً على ماسبق، فإن اتباع النظام الغذائي المتوازن، مع زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة، يُعَد النظام الأنسب كأسلوب حياة.
لذلك يوصي العلماء بعدم اتباع الحميات الغذائية بدون استشارة الطبيب المختص، لتجنب التعرض لمضاعفاتها الخطيرة.
د. آمال صبري
استشارية أمراض الأطفال والتغذية العلاجية.