العلاقة بين النوم وزيادة الوزن
الدكتورة امال صبري
ما زالت العلاقة بين النوم وزيادة الوزن محل الدراسة والبحث من قبل العلماء لما وجدوه من ارتباط ارتفاع مؤشرات السمنة وزيادة الوزن بقلة النوم وعدم جودته.
وأشارت الأبحاث إلى حدوث خلل واضطراب في التمثيل الغذائي في الأجساد الجائعة للنوم المريح.
ويُعَبر عن العمليات الكيميائية التي يتم فيها تحويل الطعام والشراب إلى طاقة تعين الجسم على أداء وظائفه بالتمثيل الغذائي، الذي يقل معدله مع قلة النوم مما يؤدي إلى قلة الطاقة اللازمة للنشاط البدني والشعور بالتعب والإجهاد مع أقل مجهود.
كما يسبب الخلود إلى النوم في وقت متأخر حرمان الجسم من النوم المريح حتى وإن حصل على ساعات كافية من النوم، وذلك لقلة إفراز هرمون الميلاتونين والذي يفرز أثناء النوم المبكر في ساعات الليل، وكلها عوامل تؤدي إلى قلة النشاط البدنى والقدرة على ممارسة الرياضة، وهي من أسباب زيادة الوزن أيضا.
وما سبق يفسر تحسن الأداء والسرعة في عدد من لاعبي كرة السلة خضعوا لدراسة طلب منهم فيها النوم مبكرا لمدة 10 ساعات يومية لمدة 5 أسابيع.
كما أظهرت عدة دراسات أن قلة النوم تؤثر على مستويات هرمونات الجوع والشبع في الجسم، فيرتفع مستوي هرمون الجريلين المسبب للشعور بالجوع، بينما ينخفض مستوى هرمون اللبتين المسبب للشعور بالشبع، كما يرتفع مستوى هرمون التوتر، الكورتيزول الذي يزيد الشهية أيضا، مما يؤدي إلى زيادة تناول الطعام وبالتالى زيادة الوزن.
وأظهرت أبحاث أخرى أن قلة النوم تعوق قدرة الدماغ على اتخاذ القرارت الصائبة وضبط النفس، كما تُحَفز فيه مراكز المكافأة التي تحصل عليها من الطعام، والذي غالبا ما يكون طعاما غنيا بالنشويات والدهون والسعرات الحرارية.
ومن التفسيرات الهامة لزيادة الوزن بسبب قلة النوم، هو إصابة المحرومين من النوم بما يسمى ب "مقاومة الإنسولين"، وفيها تقل حساسية الخلايا لهرمون الإنسولين المسؤول عن ضبط مستوى سكر الدم بإدخاله في الخلايا لتحصل منه على الطاقة، فلا تفتح الخلايا أبوابها للإنسولين فيظل سكر الدم مرتفعا ويرتفع معه أيضا مستوى الإنسولين الذي يعجز عن التعامل مع سكر الدم المرتفع فيحوله إلى دهون.
وتُعَد مقاومة الأنسولين هي السبب الرئيسي الآن للسمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والشرايين.
و الخلاصة أن النوم الكافى المبكر في ظلام الليل، والذي يجب أن لا يقل عن 7-8 ساعات يوميا، تصح به الأبدان والعقول.
استشارية طب الأطفال والتغذية العلاجية.