علاج الشراهة للطعام”Binge eating syndrome” عند الأطفال والمراهقين
بقلم-د-امال صبريكنا قد تحدثنا في المقال السابق عن أسباب الأكل بنهم عند الأطفال والمراهقين، والذي يحدث في نوباتٍ متكررة بدون تحكم وفي غياب الشعور بالجوع.
وقد أشرنا إلى تصدر العوامل النفسية قائمة أسباب هذا الاضطراب.
وأكد الخبراء على أهمية التدخل العلاجي المبكر حتى لا تتفاقم المشكلة ويصعب علاجها فيما بعد، مشيرين إلى أن العلاج قد يحتاج إلى مزيج بين العلاج النفسي، والسلوكي والغذائي وأحيانا يحتاج الأمر إلى العلاج الدوائي أيضاً.
اقرأ أيضاً
- أسباب الشراهة للطعام عند الأطفال والمراهقين” Binge Eating Syndrome”
- ”الصحة النفسية ورعاية المراهقين” ندوة بـ”إعلام النيل” في الإسكندرية.. غدًا
- دراسة: قلة النوم تسبب البدانة وفرط النشاط لدى المراهقين
- الحمل والتحرش والزواج العرفى.. أشهر مصايب المراهقين فى الدراما
- دراسة: بطء نبضات قلب المراهقين مؤشر لأن يصبحوا مجرمين
- دراسة: تناول فيتامين "د" يسبب مشكلات صحية بين المراهقين البدناء
- دراسة: مواقع التواصل الإجتماعي تؤثر على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين
والاكتشاف المبكر يكون بالمتابعات الطبية الدورية، وملاحظة الآباء لأي زيادة مفاجأة في الوزن أو أي سلوكيات غذائية جديدة، أو وجود أكياس مخبأة للمقرمشات والحلويات.
وتلعب التوعية للأسر دوراً هاماً في العلاج، حيث تشتمل على معرفتهم بعلامات وأعراض اضطراب الأكل للتمكن من الاكتشاف المبكر للأمر، كما تتضمن التوعية درايتهم بكيفية التعامل مع المصاب واحتوائه وتعديل سلوكياتهم الغذائية وعاداتهم اليومية لتصبح أكثر صحةً، ليقدموا النموذج والقدوة له.
وحذر الخبراء من لوم الآباء لنجلهم المصاب أو توبيخه أو لفت نظره بشكل متكرر إلى وزنه الزائد بسبب مشكلته،
وأن يكون التوجيه له بأساليب لطيفة غير مباشرة كأن يبدأوا في بناء عادات غذائية صحية جديدة، وكذلك اجتماعية مثل ممارسة أنشطة عائلية لا تعتمد على الطعام، مثل الألعاب والهوايات.
ومن خلال العلاج السلوكي، يستطيع المصاب أن يتعلم كيف يتعامل مع مشاعره المزعجة التي تقوده للإفراط في تناول الطعام، وأن يستبدلها بمشاعر وعادات إيجابية، وكذلك كيف له أن يمتلك الوعي والقدرة على فهم علاقاته الصعبة بكل ما ومن يحيطه حتى لا يصبح فريسةً للأفكار السلبية المؤرقة.
ويوصي خبراء التغذية باتباع عادات وسلوكيات غذائية صحية وخاصة في الحالات المصحوبة بزيادة الوزن أو السمنة كالآتي:
- تجنب الأنظمة الغذائية القاسية التي تتسم بالحرمان.
- اتباع نظام غذائي متوازن يناسب المرحلة العمرية والحالة الصحية.
- تنظيم مواعيد الوجبات وتناول 3 وجبات رئيسية، بينهم 2 وجبات خفيفة صحية.
- تناول الطعام ببطء وهدوء وممكن أن يساعد استخدام الشوكة والسكين في ذلك لتفادي تناول كميات كبيرة من الطعام.
-مضغ الأكل جيدا.
- تجنب النشويات البسيطة المسببة للجوع عن طريق رفعها لسكر الدم بسرعة مما يرفع مستوى الأنسولين في الدم، والذي يسبب الجوع وزيادة الوزن، كالنشويات الموجودة في الحلويات، والدقيق الأبيض والمخبوزات.
- استبدال النشويات البسيطة بتلك المعقدة الغنية بالألياف والتي تمنع ارتفاع سكر الدم بسرعة، كالشوفان، القمح كامل الحبة، البرغل، الفريك، الرز البني والمكرونة البني.
- استبدال الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر بسكريات الفاكهة الصحية على أن تقدم في أشكال متنوعة.
- تناول الدهون الصحية مثل المكسرات النية غير المملحة، زيت الزيتون وزيت جوز الهند وتجنب تلك المهدرجة والمتحولة الموجودة في الوجبات السريعة.
- تناول من ٨- ١٢ كوباً من الماء، تبعا للعمر والوزن، موزعين على مدار اليوم.
فكثيراً ما يسبب العطش الشعور بالجوع.
- البدء دائماً بالخضار والسلطة، ثم البروتين ثم النشويات للوصول إلى الشبع بأقل كمية ممكنة من النشويات.
- تجنب المقرمشات والشيبس واستبدالهم بالفشار والمكسرات.
ومما سبق، فإنه بإمكان الأسر الواعية الوقاية من وعلاج اضطراب الشراهة للطعام من بدايته لتجنب المضاعفات الصحية والأثر النفسي السلبي على أبنائهم وكذلك التدخل الدوائي، والذي يقترن بكثير من الأثار الجانبية الخطيرة.
استشاري طب الأطفال والتغذيةالعلاجية.