المياه العربية .. هل من أمل؟
بقلم د. إسماعيل عبد الجليلفى طريقى لحضور المنتدى العربى الخامس للمياه بدبى،،اشتبه امين الشرطه بمطار القاهره فى محتويات حقيبتى اثناء مرورها على الفحص الالكترونى، فاستوقفنى طالبا فتحها.
حينما فوجئ الأمين بما لم يتوقع من كتب ومطبوعات خاصه بالمنتدى، وكان يظنها منشورات سياسيه لربيع عربى آخر، بددت تعجبه عن المحتوى غير المعتاد لحقيبتى بعبارات موجزه عن "أزمة المياه"، ففوجئت بتساؤل مواطن غيور مهتم بمشاكل المياه وخطورتها على التنمية "هو لسه فيه أمل"؟.
تساؤل امين الشرطه صاحبنى طوال رحله الطائره الى دبى، وكان سببا فى تغيير موضوع محاضرتى المعده مسبقا، إلى اه رى تجيب على تساؤله الذى يستحق الاجابه عليه بصدق وامانه .. هل لازال هناك امل والامه العربيه تتعرض لاغتصاب غير مسبوق فى تاريخها لحقوقها المائيه من تركيا وايران واسرائيل واثيوبيا وقائمه المغتصبين سوف تزداد وتطول امام الموقف العربى الحافل بالكلام والاستنكار والشجب، إلى آخره من قاموس السياسات العربية!
المياه صارت سلعه سياسيه واداه لتغيير اوضاع الجغرافيا السياسيه بين دول المنبع والمصب، و60% من موارد امتنا العربيه تأتى من خارج حدودها الجغرافيه ..اى اننا فقدنا بالفعل 60% من ارادتنا ومستقبل اولادنا واحفادنا بالفعل فى البقاء والتنمية.
نهاية: أنا مدين لأمين الشرطه بمحتوى محاضرتى التى حازت قبول القاعه، وكانت اجابه على تساؤله "هو لسه فيه أمل؟"
وهو ما سوف استعرضه لاحقا فى مقال آخر .
وزير الري السوري
فى المنتدى ذاته، أبكانا وزير الرى السوري رعد تمام على حالة الجفاف التى يعانيها المزارع السورى بعد خفض تركيا وايران حصتى سوريا والعراق من المياه الى النصف، وسرقه اسرائيل المياه الجوفيه فى الجولان دون رادع، امام الصمت العربي، وفى غياب اراده سياسيه عربيه موحدة.
متى ننتقل من حالة الشجب والاستنكار الى اجراءات جماعيه فاعله بمقاطعه عربيه اقتصاديه لمنتجات تلك الدول وحاصلاتها الزراعية؟
هل نحصل على فتوى شرعية من المفتى بكون صادراتهم ناتج مياه حرام مسروقة؟
* رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق
* مدير الأكاديمية العربية للمياه