د محمد نصر الدين علام يكتب: المرحلة القادمة والأخيرة فى صراع السد الأثيوبي
بقلم د. محمد نصر الدين علام*
الصراع فى هذه الأزمة فى رأيى هو حتى تاريخه صراعا سلميا بجميع أبعاده ووسائله، ولكننا خلال الايام القليلة القادمة سنكون على وشك استزاف كل بدائله لحل هذه الأزمة والخروج منها بسلام. لقد أصبحت الحاجة الأن ملحة وضرورية بل حتمية لتغيير الاطار السلمى الذى فشلنا معه فى الوصول الى مايجنبنا المخاطر الهائلة لمحاولات أثيوبيا لتقليل ايراد النيل الأزرق وبالتالى حصتنا المائية. الخط الفصل فى هذه القضية، فى رأيى هو تعلية السد والملء الثالث، بعده يصبح هذا الصراع السلمى عبثا، ويكون هدم السد هو الحل، علما بزيادة مخاطر هدمه كلما زاد ارتفاعه. واذا بدأت أثيوبيا بناء وتعلية السد للملء الثال، فأرى أن تقوم مصر بسحب السفير واعلان الحرب رسميا، حفاظا على مصر ومقدراتها ومستقبلها وحياة شعبها.
ولكن هناك عدة اسابيع متبقية قد تسمح بالتوصل الى اطار مقبول للمفاوضات، وبنزع فتيل النزاعات العسكرية والتى من المستحيل تجنبها اذا تم تعلية السد وبما يضيع أى فرص حقيقية لدولتى المصب للتفاوض. والحل السلمى الأخير والمتاح حاليا يتكون من:
1. بدء مفاوضات ثلاثية فى اطار زمنى متفق عليه (٣ أشهر مثلا) للتوصل لاتفاق قانونى ملزم لقواعد ملء وتشغيل السد، مع احترام الحصص المائية السارية
2. تشكيل او اعادة تشكيل مكتب لحوض النيل الشرقي يشمل مصر والسودان وأثيوبيا وجنوب السودان، للاتفاق على تنفيذ مشاريع استقطاب الفواقد المائية لصالح الدول الأربعة، وحل أزمة النقص المائي في أثيوبيا في سنوات الجفاف. بل وانشاءات مشروعات استثمار زراعي يساعد فى حل مشاكل الفجوة الغذائية فى مصر والمنطقة.
3. الاتفاق أيضا من خلال مكتب النيل الشرقي حول مخطط لدعم تصدير الكهرباء الاثيوبية الى السودان وجنوب السودان، وقيام مصر بمساعدة اثيوبيا فى تصدير الكهرباء للدول العربية وأوروبا
هذا ما أراه شخصيا من فرص العيش بسلام وتقدم وتنمية وتحقيق نفس الاهداف التنموية لجميع الأطراف، والا الحرب والدمار. نسأل الله، الحكمة والقرار المناسب والسليم، فى ظل الغيوم التى تسيطر على المنطقة.
* وزير الري الأسبق