بعد انتشار ظاهرة تداول شكائر وعبوات بلاستيكية مزيفة
المهندس محمد الخشن: الندرة تؤدي إلى انتشار الأسمدة المغشوشة
محمود البرغوثيكشف المهندس محمد الخشن رئيس مجلس إدارة شركة إيفر جرو للأسمدة المتخصصة، سر تنامي ظاهرة انتشار الأسمدة المغشوشة، حيث أكد أن السبب الرئيسي يعود إلى الندرة، وارتفاع أسعار الخامات الأساسية التي تدخل في صناعة الأسمدة.
وقال الخشن في حوار خاص مع موقع "الأرض"، إن الأزمة العالمية التي تسببت فيها جائحة كورونا، واستمرت نحو عامين، خلقت فجوة كبيرة في السوق، نتيجة نقص خامات تصنيع الأغذية أو الأسمدة وكافة الصناعات المرتبطة بالاحتياجات البشرية، "وبالتالي تضخم الطلب أمام العرض، ليقفز السعر قفزات غير مسبوقة".
اقرأ أيضاً
- محمد الخشن: مصر الأقل تأثرا بأزمات الحرب الروسية الأوكرانية وكورونا
- إيفرجرو: داي كالسيوم فوسفات خال من الفلورين..قريبا| فيديو
- كيف تواجه الآثار السلبية لاستمرار البرودة الشديدة بعد يناير على أشجار الزيتون؟
- في ظل ارتفاع أسعارها..تحذير من تداول شكائر يوريا مغشوشة في السوق..فيديو
- بعد ارتفاع أسعار ها عالمياً.. جمعية منتجي الأسمدة تتقدم بمذكرة لمجلس الوزراء لحل الأزمة
- رئيس شعبة الأسمدة لـ ”الأرض”: لدينا فائض والحل في التحرير .. ودعم الإنتاج وليس مدخلاته
- الخشن لموقع ”الأرض”: 12.5 مليون طن فائض الأسمدة الآزوتية في مصر .. والصراخ مستمر
- قلعة عملاقة للأسمدة الآزوتية في السويس باستثمار 25 مليار جنيه
- بالفيديو.. المهندس محمد الخشن: ”سلفات البوتاسيوم المحبب” تتفوق عالميا
- المهندس محمد الخشن في حوار لـ ”الأرض: 3 مهمات قومية أمام وزير الزراعة لـ ”تحيا مصر”
- بحضور وزير الزراعة 650 شركة بمعرض صحارى 2017.. و ”ايفرجرو” تحتفل بـ10 سنوات من العطاء
- ”البنا” يفتتح معرض صحارى بمشاركة شركة ”ايفرجرو”
وأوضح الخشن أن الغش لم يشمل الأسمدة فقط، "لكن من المؤكد أنه طال الكثير من المنتجات المتعلقة باحتياجات البشر، وهي فرصة واسعة لمعدومي الضمير الذين يستغلون الأزمات في تحقيق الثراء السريع الحرام".
طرق غش الأسمدة
ووفقا للمهندس محمد الخشن، تتعدد طرق غش الأسمدة، "وكل سماد له أدواته التي يستخدمها معدومو الضمير في الخلط".
وأوضح الخشن في حواره مع موقع الأرض، أن الأنواع السمادية مرتفعة الثمن هي الأكثر عرضة للغش حاليا، مثل: مونو أمونيوم فوسفات "ماب"، واليوريا، حيث ارتفع سعر الأول من 14500 جنيه للطن قبل عام تقريبا، إلى نحو 30 ألف جنيه، كما قفز سعر اليوريا من 5000 جنيه إلى 10500 جنيه في السوق المحلية، فيما يتم تصديره حاليا بنحو 1000 دولار، أي ما يعادل نحو 15500 جنيه.
غش الأسمدة الأزوتية
وأشار الخشن إلى أن غش اليوريا يحدث حاليا بإضافة ملح الطعام، أو سلفات النشادر، "والفريق الأول مجرم، والثاني منعدم الضمير"، لافتا إلى أن سماد مونو أمونيوم فوسفات "ماب"، يتعرض للغش أيضا بملح الطعام "وتلك كارثة"، وبسماد سلفات النشادر كونه لا يصل إلى ربع سعر الماب.
غش سماد سوبر فوسفات
وواصل المهندس محمد الخشن سرد طرق الغش في الأسمدة، محذرا من أن أكثر الأصناف تعرضا للغش حاليا، هو سماد سوبر فوسفات الكالسيوم، نظرا لاحتياجها الشديد حاليا في عمليات الخدمة الأرضية، وإضافته للزراعات الشتوية مثل البرسيم والقمح، وذلك كتعويض لنقص الأسمدة الفوسفاتية وارتفاع أسعارها.
وأوضح الخشن أن غش السوبر فوسفات يحدث بعدة طرق، منها: خلط الطن الأصلي بثلاثة أطنان جبس زراعي "كبريتات الكالسيوم"، كما يلجأ معدومو الضمير حاليا لطحن صخر الفوسفات الخام وبيعه على أنه "سوبر فوسفات"، شارحا أن عنصر الفوسفور في الصخر الخام ليس ميسرا لامتصاص النبات، "لكنه يحتاج إلى معاملات كيميائية بالأحماض، أو حيوية بعائلات بكتيرية مخصصة لهذا الغرض".
غش الأسمدة البوتاسية (البوتاسيوم)
ومن الأسمدة المعرضة للغش أيضا، سماد سلفات البوتاسيوم، الذي تُنتج "إيفر جرو" منه نحو 400 ألف طن سنويا، حيث يمكن خلط المركب الأصلي منه بمسحوق كربونات الكالسيوم "بودرة البلاط"، لكنه أكد عدم مقدرة المزورين على غش "بوتاس إيفر جرو"، وذلك لصعوبة تزوير الشيكارة الخاصة به، "ولذلك، يمكن معرفة سلفات البوتاسيوم المغشوشة بتعبئتها في عبوات غير أصلية".
وأعلن الخشن عن تفاخره بسماد سلفات البوتاسيوم الخاص بشركة إيفر جرو، مؤكدا أنه الأفضل عالميا، "بفضل التكنولوجيا المستخدمة في تصنيعه، ومعايير الجودة التي تراكمت عبر سنوات طويلة من الخبرة".
الأسمدة السائلة
ولفت المهندس محمد الخشن في حواره مع "الأرض"، إلى أن هناك نحو خمس شركات كبرى في مصر تحافظ على سمعتها، ولذلك لا تقبل الغش، وتحافظ على سلامة تعاملاتها في السوق، "ومنها من يُنتِج أسمدة سائلة بمعايير جودة عالية، تخفيفا على المزارعين من حيث الغلاء، حيث تختصر مرحلة التجفيف المكلفة نتيجة استهلاك الطاقة".
وأوضح الخشن أن الأسمدة السائلة مفيدة في ظل ارتفاع الأسعار الحالية وندرة الخامات، حيث يحدث تخفيض رقم الحموضة (ph) أثناء تصنيعها، وذلك بإضافة بعض الأحماض الكربوكسيلية ذات الفائدة العالية للتربة والزراعات بكافة أنواعها.
وقال الخشن في هذه النقطة، إن استخدام الأسمدة السائلة يتطلب امتلاك لوجستيات جيدة في النقل والتخزين، حتى لا تتعرض للهدر، مكررا ضرورة الحصول عليها من التجار أو المصنّعين الموثوق فيهم.
غش الأسمدة السائلة
وعودة إلى طرق الغش، قال المهندس محمد الخشن إن الأسمدة السائلة سهلة الغش بالتخفيف بالماء، أو بتعبئة العبوات البلاستيكية بأي سوائل عكرة، أو إضافة الهيوميك أسيد إليها لإكسابها اللون المظلم، لافتا إلى أن معظم المزارعين لا يملكون آليات التحليل أو اختبار طبيعة محتوى هذه العبوات، "على العكس من المزارع الكبرى التي تعمد التحليل والاختبار لكل ما يرد إليها من مدخلات إنتاج أو مستلزمات زراعة".
وعدد المهندس محمد الخشن مخاطر غش الأسمدة، "لكن أهمها، إضافة مواد ضارة للتربة الزراعية، تتطلب نفقات أخرى لمعالجة آثارها السلبية".
تثمين شرطة المسطحات
وأهاب الخشن في حواره مع موقع الأرض، بشرطة المسطحات ضرورة تكثيف الحملات الرقابية على منافذ بيع الأسمدة، التي تستقبل "الغث والسمين" في هذه الأيام، نتيجة الندرة والغلاء، مثمنا دور رجالها في ضبط الكثير من "مخابئ" غش الأسمدة والمبيدات، وغيرها من مستلزمات المعيشة في كافة المجالات.
أسعار الأسمدة ومبررات الغلاء
وبرر المهندس محمد الخشن رئيس مجموعة إيفر جرو للأسمدة المتخصصة، الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة، بارتفاع أسعار الخامات في بلاد منشأها، إضافة إلى تضاعف أسعار الشحن عالميا، مع ندرة المعروض بسبب قرار الصين وقف التصدير خارج حدودها، حيث اضطرت إلى تخفيض الإنتاج بسبب أزمة الفحم المستخدم كطاقة أساسية لديها في التصنيع.
ودلل الخشن على مشروعية ارتفاع أسعار الأسمدة، ببلوغ سعر خام كلوريد البوتاسيوم سعر 530 دولارا للطن حاليا، بعد أن كان سعره قبل نحو ستة أشهر نحو 240 دولارا، متوقعا أن يرتفع سعره إلى سقف 650 دولارا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأوضح الخشن أن فاتورة كلوريد البوتاسيوم تمثل 85٪ من سماد سلفات البوتاسيوم، "يُضاف إليها حمض الكبريتيك، وتكلفة الطاقة، والأيدي العاملة، والعائد على الاستثمار الموجه إلى هذه الصناعة".
معضلة الأسمدة الأزوتية
وبخصوص أزمة الأسمدة الأزوتية في السوق المصرية، رد المهندس محمد الخشن على سؤال "الأرض" بسؤال: ماذا تفعل لو أن سعر اليوريا في الخارج حاليا بلغ 1000 دولار، أي 15600 جنيه للطن الذي يُباع للتعاونيات حاليا بسعر 4500 جنيه فقط، بعد أن رفعت وزارة الزراعة سعره بمبلغ 1500 جنيه قبل نحو أسبوعين فقط؟
استطرد الخشن بجوابه الذي فرض نفسه: الشركات تستند إلى قرار مجلس الوزراء بتصدير 45٪ من إنتاجها، "لكن التعاونيات بقدراتها المالية لا تستطيع شراء 55٪ الباقية، كما أن تجارة الأسمدة غير مغرية لها، بسبب محدودية أرباحها المسموح بها".
حل أزمة الأسمدة الأزوتية
وحدد الخشن في نهاية الحوار مع موقع "الأرض"، حلا مباشرا لأزمة إتاحة الأسمدة الأزوتية للمزارعين، حيث اشترط إدخال القطاع الخاص بأخذ حصة 15٪ من التعاونيات بسعر 5000 جنيه للطن، والسماح له ببيعها بسعر 5500 جنيه للمزارع، "وحينها، ستكون بسعر يقل بنحو 70٪ عن السعر العالمي، أي سعر التصدير.