برتقال إيران وبصل الهند
بقلم: م. أشرف عدلى*أصبحت إيران منتجة للبرتقال بعد أن كانت من أكبر المستوردين للبرتقال المصري، وكم حقق المصدرون المصريون أرباحا طائلة من تصدير برتقالنا إلى السوق الإيرانية.
لكن للأسف، لم نأخذ في اعتبارنا سنوات منع التصدير إلى إيران أن نفتح أسواقا جديدة، ونضع سياسة تصديرية معتدلة بدءا من رفع جودة المنتَج، واتباع الأسلوب الصحيح في ملف المبيدات، ووضع سياسة معتدلة في الأسعار ووضع حل لمبيعات العمولة.
اقرأ أيضاً
- التقرير النهائي لصادرات مصر الزراعية خلال عام 2022
- أهم العمليات الفنية لمحصول البصل خلال شهر يناير
- «الزراعة»: تصدير 890 ألف شتلة فواكه خلال 2022
- رئيس زراعة الشيوخ يثمن ارتفاع حجم الصادرات الزراعية ويدعو لتشجيع الاستثمار
- صادرات مصر الزراعية تحقق رقما قياسيا وتتجاوز 6,3 مليون طن هذا العام
- روسيا: مخزون القمح يتجاوز 25 مليون طن خلال الموسم الحالي
- باكستان ترفع الحظر عن تصدير السكر و تسمح بتصدير ما يصل إلى 100 ألف طن
- تعرف على ذبابة البصل الصغيرة و الكبيرة و طرق التخلص منها
- البيع بأقل من التكلفة .. مزارعو البرتقال يتهمون السمسارة بالتلاعب بالأسعار والخسائر 40%
- رغم التحديات والأزمات.. تعرف على أسباب ارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية
- الذرة تتربع علي عرش صادرات الحبوب الأوكرانية خلال 2022-2023
- أهم التوصيات الفنية لمزارعى محصول البصل خلال ديسمبر
كل ذلك يلزمه اتحاد لرؤى المصدرين علي سياسة متوافقة للعمل، كما يتطلب الأمر تعاون تعاون الدولة باعتبار منتجاتنا كلها سلع استراتيجية هامة، تساهم في تقوية عصب الاقتصاد، ورفع معيشة المزارع والمصدِّر.
يجب أن تساهم أجهزة الدولة فعلا في تنشيط الصادرات، بدءا من إعادة النظر في الأساليب غير اللائقة في تعامل صندوق الدعم مع المصدرين، وتعاون مصلحة الضرائب معهم، واهتمام وزارتي التجارة والخارجية، من خلال سفرائنا والممثلين التجاريين في مساندة المصدرين لرد أموالهم المنهوبة بالخارج، واعتبار الجميع جنودا لتحقيق أهداف الدولة والعمل على قلب واحد.
يجب أن نتخلى جميعا عن الطمع والجشع، واعتبار المصدرين جميعا أسرة واحدة متكاتفة تحارب من أجل النجاح والتخلي عن "الذاتية"، لأن ما سيحدث لي سيحدث معك.
يجب علينا نتعاون في توقيع عقوبات جماعية على أي شركة خارجية تسبب ضررا لأي مُصدِّر، وذلك بأن تحذف نهائيا ويحظر التعامل معها لحين رد حقوق أي فرد من الأسرة التصديرية، وليس الركض خلفها والتعامل معها أو خطفها بمبرر أن السوق مفتوحة، لأنه "لن يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم".
يسعى المصدر لاجتذاب عملاء وبمجهود شاق، وللأسف نجد زملاء العمل بدلا من الاجتهاد لجذب عملاء جدد للسلع المصرية يحاولون بكل الطرق الاستحواذ علي عميل زميله، وأعتقد أن الامثلة كثيرة وأنا أتحدث عن ما حدث بتجارب شخصية مع زملاء، فكيف تستقيم المنظومة و بداخلنا خلل.
موضوع البصل ومناقشاته، ألم يفكر أي زميل كيف للهند - كدولة متفوقة في إنتاج البصل بكميات تفوق إنتاج مصر بنحو عشرة أضعاف، ولم يشكُ أي مُصَدِّر هندي من تدهور أسعاره رغم الانتاج الرهيب؟
أعتقد أن سياستها التصديرية متوازنة وانتاجها ذو جودة رائعة و النوعية مختلفة تماما سواء من طبيعة تكوين الثمرة الداخلية التي تخضع للمواصفات بدءا من زراعته لحين المنتج النهائي (ارجو مراجعة المواصفات العالمية لجودة كل صنف لأن التجارة والزراعة الآن بمعايير ومواصفات) ورائحته وجودته في الطهي.
الأسباب كثيرة وراء شكاوى المصدرين المصريين، وتراجع أدائهم، فبدلا من أن نتحدث عن تحويل المُنتِج إلى مُصَدِّر، بلا خبرة، ودون امتلاكه أدوات مهنة التصدير، يجب أن نبحث عن الخلل بدقة ونعالجه بالمواجهة مع النفس، وليس بالأساليب المغايرة لأساليب التجارة المعاصرة.
سأذكر مثالا بسيطا صادفته في بلاد الخليج، حيث أن أغلب الطهاة في الفنادق أو المطاعم المشهورة أو شركات الكترينج، هنود، وهم يدعمون المنتَج الهندي (البصل)، وذلك لترويجه وفرضه بالحسنى على مسؤولي المشتروات، ومعه الخضروات والفواكه والتوابل الهندية.
وبذلك، يصبح طهاة الهند جنودا وسفراء لبلدهم، وهو مثال حي طبيعي لإثبات ولائهم لبلدهم، ولذلك أتمني أن نحتذي حذوهم، والأمثلة كثيرة.
وللحديث بقية.
………..
* رئيس شركة جوتكس لتصدير الحاصلات الزراعية