جنون الصويا يغلق المزيد من عنابر الإنتاج الداجني

أحرز تجار الصويا اليوم هدفا قاتلا في شباك منتجي بيض المائدة، ومربي دواجن التسمين، حيث سجل سعر الطن رقما يتراوح بين 27 و28 ألف جنيه، ليُتَرجم إلى ارتفاع جنوني في أسعار الأعلاف، وخسائر تقدر بنحو 24 جنيها في طبق البيض، و8 جنيهات في كيلو الدجاج اللاحم.

وقال منتجون لبيض المائدة في تصريح لموقع "الأرض"، إن جنون سعر الصويا تسبب في ارتفاع تكلفة طبق البيض لما يتراوح بين 85 و87 جنيها، فيما لم يبرح سعر البيع من العنبر عتبة ال 62 جنيها، ما يعني خسارة تتراوح بين 23 و25 جنيها للطبق.

تصفية المزيد من قطعان أمهات البياض

وأكد المهندس إيهاب الشربيني عضو شعبة بيض المائدة في اتحاد منتجي الدواجن، إن الضربة القاصمة التي تلقاها قطاع بيص المائدة اليوم، تسبب في خلق قائمة انتظار طويلة لمن عرضوا قطعانهم البياضة للبيع كدجاج لاحم، ما يعني اتساع الفجوة لتصل إلى نحو 60٪ بين الإنتاج والاكتفاء الذاتي للاستهلاك المحلي.

وحذر الشربيني من مخاطر الاستمرار في هبوط مؤشر صناعة الدواجن بشكل عام، لافتا النظر إلى استحالة تعويض خسائرها على المدى القصير، "حيث تتبخر رؤوس الأموال، وتتسرب العمالة المدربة، وتُباع القطعان الثمينة بثمن بخس، كما تُباع العنابر كحديد خردة".

وتعاني صناعة الدواجن من سيطرة 10 منتجين على نحو 25٪ من حجم تربية دواجن التسمين وإنتاج بيض التفريخ وبيض المائدة، وتتوزع النسبة الكبرى (75٪) على صغار المنتجين وتربية المنازل الريفية، ما يؤكد أهمية الحفاظ على صغار المنتجين لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي من بروتين الفقراء.

شعبك بيض المائدة

من جهته، قال المهندس أحمد نبيل في تصريح خاص بموقع "الأرض"، إن اتحاد منتجي الدواجن خاطب رئيس مجلس الوزراء، ورمحافظ البنك المركزي ووزير الصناعة والتجارة الخارجية، ووزير الزراعة، بطلب منح إفراجات الذرة والصويا أولوية في تدبير العملة الصعبة، وإلغاء شرط الحد الأقصى للتدبير البالغ 500 ألف دولار فقط.

وأوضح نبيل أن المخاطبات الموجهة للمسؤولين في الحكومة المصرية وعلى رأسهم الدكتور مصطفى مدبولي، تضمنت المطالبة برفع سقف تدبير عملات الذرة والصويا إلى 750 ألف دولار، وذلك لضمان توفيرها للصناعة الأكثر أهمية للأمن الغذائي، "ولضمان وصول التكلفة إلى الحد الآمن".

ضرب السوق السوداء للذرة والصويا

وعاد المهندس إيهاب الشربيني الذي يدير أيضا شركة صحاري لتعبئة بيض المائدة، للتأكيد على ضرورة ضرب السوق السوداء لتجارة الذرة والصويا، لافتا النظر إلى أن السعر العادل المربح لوصول الذرة إلى المزارع ومصانع الأعلاف لا يزيد على 8000 جنيه، مقابل 19000 جنيه لطن الصويا.

البنك الزراعي المصري

ويرى الشربيني ضرورة تدخل جهات حكومية، ومنها البنك الزراعي المصري لتولي مسؤولية استيراد الذرة، وتوزيعها كحصص للمصانع والمزارع المرخصة فقط، ومنع التجار الذين لا عمل لهم سوى الاستيراد، بعد ثبوت مغالاتهم في تسعير الذرة والصويا.

شركة أكما

ويدلل الشربيني على سلامة اقتراحه، بتجربة شركة أكما التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والتي اعتمدت نظاما يحظر بموجبه تسليم الذرة أو الصويا إلا للمزارع المرخصة مباشرة.