الدكتور أسامة سلام يكتب: مفاهيم رمادية للمياه
قد يبدو عنوانا غريبا، ولكنه ليس كذلك فهذه المقالة سوف تلقي الضوء على مفهومين حديثيين هما مفهوم المياه الرمادية ومفهوم البصمة المائية الرمادية وهذان المفهومان من حيث المبدأ ليس بينهما علاقة سوى كلمة “رمادية” فهما مختلفان تماما.
ورغم ذلك فهناك عدد كبير من العامة وعدد لا بأس به من المتخصصين لديهم لبس في فهمهم وكأنهما مفاهيم رمادية. وسوف أوجز الفرق بينهما باختصار وبتبسيط أرجو ألا يُحدث خللا بالمعنى أو يُسطحه لدى بعض المتخصصين ولنبدأ بتعريف عام للبصمة المائية بأنواعها ومنها بالطبع البصمة المائية الرمادية التي هي موضوع مقالتنا.
يمكن القول بأن البصمة المائية للسلعة هي حجم المياه العذبة المستخدمة في إنتاج السلع والمحاصيل، والذي تقاس على مدى كامل عمليات ومراحل التجهيز والإعداد والإنتاج، وهو مؤشر متعدد الأبعاد، يشمل حجم استهلاك المياه، وحجم ونوع التلوث الناتج عن عمليات الإنتاج أو الزراعة.
اقرأ أيضاً
- وزير الصحة: الدولة حريصة علي تقديم كافة الخدمات الصحية للمواطنين
- «الزراعة»: «المبيدات» يعمل طوال إجازة العيد.. ونتائج العينات خلال 24 ساعة
- رئيس البنك الزراعي: نجوب المحافظات لدعم الأكثر احتياجاً بمناسبة «الأضحى» لتوفير «حياة كريمة»
- «الزراعة» تواصل ضخ المنتجات والسلع الغذائية بمنافذها بأسعار مخفضة
- تعرف على منافذ «الزراعة» لبيع اللحوم الحمراء بأسعار مخفضة
- «المحاصيل الحقلية» يكشف أهم ممارسات حصاد وتخزين البذور
- «الفاو» تدرب 40 ميسرًا لمدارس المزارعين الحقلية لمكافحة دودة الحشد الخريفية
- برنامج لحماية أشجار الموالح والمانجو والزيتون خلال العيد.. (خاص الأرض)
- «السيسي» والأمير محمد بن سلمان في لقاء ودي بباريس
- وزير الزراعة: حريصون على التعاون مع شركات الإنتاج الحربي في التكنولوجيا الزراعية
- «اقتصادية القناة» تطلق مشروع بلاتينيوم الهندية خلال أغسطس المقبل
- «الإسكان»: تنفيذ 448 مشروعاً بـ7 مراكز بأسيوط ضمن «حياة كريمة»
البصمة المائية تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:
البصمة المائية الزرقاء والبصمة المائية الخضراء والبصمة المائية الرمادية حيث تشير البصمة المائية الزرقاء إلى حجم المياه المستهلكة فعليا في كامل مراحل الإنتاج أو الزراعة والتي يكون مصدرها مياه الجوفية أو سطحية.
أما إذا كان مصدر هذه المياه (الأمطار) فتسمى البصمة المائية الخضراء والتي تشير إلى استهلاك مياه الأمطار، مباشرة لإنتاج محاصيل أو تنمية الثروة الحيوانية من خلال المراعي الطبيعية.
أما النوع الثالث وهو البصمة المائية الرمادية والتي نحن بصددها في هذه المقالة فهي تُعرف بأنها حجم المياه العذبة المطلوبة لاستيعاب حمولة الملوثات الناتجة عن عملية الإنتاج سواء لسلعة أو محصول.
وللتوضيح بصورة أكبر: نفترض أن هناك محصولا ما يتم تسميده بــــ 10 وحدات من نوع معين من الأسمدة حيث يمتص المحصول جزء من السماد وفي نفس الوقت يتسرب جزء من السماد أيضا لباطن الأرض, هذا الجزء المتسرب يسبب تلوث للتربة ويحتاج لكمية من المياه العذبة لإزالة أثر هذا التلوث، هذه الكمية هي ما تعرف بالبصمة المائية الرمادية وهي جزء من البصمة المائية الكلية لأي منتج او محصول.
أما المياه الرمادية:
هي المياه التي تأخذ اسمها من لونها يمكن تعريفها طبقا للمعايير الأوربية على أنها مياه منزلية منخفضة التلوث خالية من الغائط أو الروث، كما هو الحال بالمياه الناتجة أثناء الاستحمام ،الاغتسال، غسل اليدين، أو الناتجة أيضا من الغسالة و يتم إقصاء مياه المطبخ من التعريف، بسبب تعرضها للتلوث العضوي من مخلفات الشحوم ونفايات الطعام. ويمكن إعادة تدوير المياه الرمادية من خلال استخدام نظم تدوير المياه لتصبح صالحة لإعادة الاستعمال.
وخلاصة القول فان البصمة المائية الرمادية هي كمية المياه العذبة المطلوبة لإزالة آثار التلوث لأي منتج أو محصول وهي جزء من البصمة المائية الكلية أما المياه الرمادية فهي مياه منزلية منخفضة التلوث ولونها بالفعل رمادي. وإلى لقاء آخر لإلقاء الضوء على عدد آخر من المفاهيم الرمادية في مجال المياه.