في عيد الفـــــــــــــلاح المصري.. دكتور أسامة سلام يكتب:
حتي لا ينقرض صاحب العيد
بقلم - دكتور أسامة سلامتعتبر الزراعة أحد أقدم الأنشطة البشرية التي عرفتها البشرية، ولطالما كانت محوراً حضارياً يمثل جزءًا لا يتجزأ من تراث الشعب المصري. على مدى القرون العديدة، شكل الفلاح المصري عماد الاقتصاد الوطني ومصدر الغذاء والثروة الزراعية.
عيد الفلاح المصري هو مناسبة تجسد تاريخاً وتقاليد وثقافة غنية. لكنها تذكير أيضاً بضرورة حماية هذا الإرث والتفكير بشكل جاد في مستقبل الزراعة في مصر، وكيف يمكننا الحفاظ على دور الفلاح المصري وضمان استمرارية هذه المهنة الحيوية وعدم انقراضها (الانقراض في علم الأحياء، هو نهاية وجود كائنٍ حيّ ما أو مجموعة من الكائنات الحية (الأنواع). وتُعتبر لحظة موت آخر أفراد النّوع هي لحظة الانقراض عمومًا )
والفلاحة تواجه هذه المهنة العريقة اليوم تحديات جسيمة تهدد استمراريتها وتضعها على حافة الانقراض. ويمكن تلخيص أهم الأسباب كما يلي:
اقرأ أيضاً
- وزير الزراعة يهنئ العاملين بالقطاع والفلاحين بشهر رمضان
- تفاصيل أزمة توقف صرف الأسمدة المدعمة لمزارعي البحيرة
- بشرى سارة.. وزير التموين يعلن زيادة سعر توريد أردب القمح من الفلاحين لموسم حصاد 2024
- «زراعة الدقهلية» تحسم آليات العمل على منع تعديات الأراضي
- الزراعة تناشد الفلاحين بتوخي الحذر وتوقف الري.. تفاصيل
- مزارعون وتجار ومصدرون: خزن البصل «استراتيجي» وليس احتكارًا .. وحملات «التموين والزراعة» تجبر الفلاحين على هجر زراعته
- برنامج «الأرض» يجيب عن سؤال الساعة.. لماذا يعزف الفلاح عن زراعة القمح؟ | فيديو
- الزراعة: الدولة تشترى القمح بالأسعار العالية وفقا لمصلحة الفلاح
- وزير الزراعة يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية ويدعو الفلاحين للمشاركة في اختيار رئيس مصر
- بشروط وفوائد ميسرة .. مبادرات البنك الزراعى للفلاح المصرى
- الريف المصري تطالب منتفعيها التقدم للحصول على كارت الفلاح لصرف الأسمدة المدعمة
- الزراعة تنتشر في المحافظات لمتابعة محصول القمح وتوعية الفلاحين
• نمو السكان والتحضر: مع تزايد عدد السكان في مصر، تتزايد الضغوط على الأراضي الزراعية التي تقلصت بشكل مستمر بسبب التحضر والتوسع العمراني.
• تفتت الملكية الزراعية ومن ثم انخفاض متوسط مساحة الأرض الزراعية لكل حائز وبالتالي انخفاض الإنتاجية، وزيادة تكاليف الإنتاج، وانخفاض دخل الفلاح.
• الهجرة من الريف إلى المدن : انخفاض دخل الفلاح، ونقص فرص العمل، وارتفاع تكاليف المعيشة في القرى دفع الشباب إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل.
• تكاليف الإنتاج: تكاليف إنتاج الفلاح المصري تزداد بسبب ارتفاع أسعار الوقود والأسمدة والمبيدات الزراعية.
• التمويل وضعف الدعم الحكومي: يعاني الفلاح المصري من صعوبة الحصول على التمويل اللازم لتطوير أنشطته الزراعية، وقد يفتقر إلى الدعم الحكومي الكافي.
• المنافسة الخارجية : يؤدي ارتفاع إنتاجية الأراضي الزراعية في الدول الأخرى، وانخفاض تكلفة الإنتاج لديهم بالاضافة الى التزامهم بالمواصفات القياسية للمنتجات إلى انخفاض الطلب على منتجات الفلاح المصري.
• الاستثمار الزراعي : دخول الكيانات الاستثمارية الزراعية الكبيرة أدى الى انخفاض قدرة الفلاح على المنافسة ومن ثم على البقاء في الريف.
• التغيرات المناخية : تؤدي التغيرات المناخية ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة حدة الجفاف، وقلة المتاح من المياه إلى تلف المحاصيل الزراعية، وانخفاض الإنتاج.
هذه التحديات تهدد مستقبل الفلاح المصري، وتجعل من الصعب استمراره في ممارسة الزراعة. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه التحديات، فقد يؤدي ذلك إلى انقراض الفلاح المصري، وتراجع الإنتاج الزراعي في مصر. ولمواجهة هذه التحديات يجب:
• تشجيع الفلاحين على البقاء في الريف: من خلال توفير فرص عمل وخدمات أفضل للفلاحين في القرى.
• تطوير الزراعة المستدامة: من خلال استخدام التقنيات الحديثة التي تساعد في مواجهة تغير المناخ.
• زيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي: من خلال دعم الفلاحين المصريين، وحماية انتاجهم.
• وضع تشريع لمواجهة تفتت الملكية الزراعية
• دعم الفلاحين أصحاب الحيازات الصغيرة: من خلال تقديم القروض الميسرة والحوافز الحكومية.
• يجب أن تعمل الحكومة والمجتمع المدني معًا على دعم وتمويل الفلاح المصري وتوفير البيئة الملائمة لاستمرارية الزراعة وصمودها أمام التحديات المستقبلية.
خبير الموارد المائية بهيئة البيئة في أبو ظبي**