هل نجحت زراعة البُن في مصر ؟ تعرف على الإجابة
أسامه أحمد عطاقال خبراء فى الزراعة، إن البُن من المحاصيل الإستوائية التي تحتاج ظروف بيئية تناسب زراعتها من حيث التربة ،درجة الحرارة ،أشعة الشمس والأمطار ويزرع البن بشكل أساسي في سبع دول حول العالم وهم البرازيل، فيتنام، كولومبيا، إندونيسيا، إثيوبيا، هندوراس والهند، وتنتج هذه البلدان ما يزيد على ثمانية ملايين طن من القهوة، 80% من الإنتاج العالمي، لكن ليست هذه البلدان وحدها التي تزرع البن، حيث توجد زوايا أخرى من الكوكب يتم فيها إنتاج أنواع عالية القيمة من القهوة، منها كوستاريكا وحديثاً أجريت تجارب لزراعة البن في مصر.
هل نجحت زراعة البٌن في مصر
ذكرت تقارير صحفية، أن تجارب زراعة البن في مصر حتى الأن تمت بشكل موسع في أربعة أماكن من محافظات متفرقة على مستوى الجمهورية وهم قرية الضبعية مركز فايد في محافظة الإسماعيلية وقرية بردين مركز الزقازيق في محافظة الشرقية ومركز إدكو في محافظة البحيرة ومحطة بحوث القناطر الخيرية بالقليوبية التابعة لقسم بحوث الفاكهة الإستوائية بمعد بحوث البساتين.
زراعات الإسماعيلية
وقال المهندس "أحمد على"، إنه استطاع توفير بيئة مناسبة لإنتاج البن في مصر من خلال جلب نوعين من بذور البن أحدهما إندونيسي والثاني يمني ويعد الأخير من أجود الأنواع في العالم. ثم بدأ في إنتاج شتلات وتوزيعها على المزارعين لتكبير المساحات المزروعة.
اقرأ أيضاً
- «المحاصيل السكرية» تتوسع في زراعة صنف جديد من القصب لزيادة الإنتاجية
- تعرف على سعر طن الذرة البيضاء خلال تعاملات اليوم الأحد
- «الجزار»: 2 تريليون جنيه إجمالي الإستثمارات بمشروعات الإسكان والمدن الجديدة منذ 2014
- «بحوث القطن» يفتتح الدورة الرابعة لتطوير الإنتاج والصبغات والأسمدة صديقة البيئة
- تورتة الصرصور تثير الجدل على مواقع التواصل
- مصدر يفجر مفاجأة عن السبب الحقيقي وراء ارتفاع أسعار السكر
- ”المستوردين”: مبادلة العملة بين المركزي المصري ومصرف الإمارات يقلل هيمنة الدولار
- الزراعة: حريصون على رفع العبء عن كاهل المواطنين وتقديم دعم حقيقي لهم
- متحدث الري: اهتمام رئاسي كبير بقضايا المياه وتغيرات المناخ
- وزير الري يتفقد مشروعات حماية الشواطئ بالإسكندرية لمواجهة آثار تغير المناخ
- «مركز المعلومات» يحصد 3 جوائز من «جلوبي» الأمريكية حول أنشطته البحثية والابتكارية
- الحكومة ترد على تداول صور لتصميم عملة بلاستيكية جديدة فئة الـ50 جنيها
وأضاف "علي"، أنه للحرص على توفير مناخ استوائي في مزرعته فمن ناحية الضوء قام بزراعة البن تحت ظلال الأشجار بشكل يجعله لا يتعرض للشمس بشكل مباشر، وكذلك لا يتعرض أيضا لظل دائم، وإنما شمس غير مباشرة، فمثلا يكون تحت ظلال الأشجار مثل المانجو أو النخيل بحيث تتخلل أشعة الشمس من الأشجار. أما من ناحية التربة الحامضية تم توفيرها من خلال إضافة أحماض مثل ملح الليمون أو بعض الأسمدة إلى التربة مما يجعلها مناسبة لزراعة البن.
زراعات الشرقية
قال المهندس "محمد عطية"صاحب مشتل إنتاج فواكه استوائية، أن مصر الآن تستطيع زراعة البن بعد تغير أحوال المناخ، مشيرا إلى أن تجربته في زراعة شتلات البن في المشتل العلمي الخاص به ، بتهيئة المناخ الاستوائي في الصوب الزراعية منذ 5 سنوات.
وأوضح أن البن يزدهر في مناخ مطري، كما يجب زراعتها في تربة منزرعة بأشجار المحلية الطويلة وكثيفة الأوراق لكي تستظل بها، فهي تصحّ في الظل وتتلف في الشمس، لافتًا إلى أنه يمكن زراعة البن مستظل بأشجار الزينة مثل البونسيانا نظرًا لأنها خيمية توفر الظل وبالتالي زراعتها والإكثار منها.
وأكد "عطية" ، إمكانية الاستفادة من الشركات التجارية الخاصة، التي تستخدم الري المطري في زراعة المحاصيل الأساسية والاستراتيجية، باستغلال هذه التقنية الحديثة للري، وزراعة القهوة في نفس التربة
وأردف "عطية" أن أسعار شتلات القهوة تتراوح من 35 و2000 جنيه، وتكون أعمارها من سنة وحتى 5 سنوات، وتثمر الشتلة في عمر 3 سنوات، ويمكن علاج انخفاض جودة مذاق ورائحة البن المصري بإضافة بعض البن المستورد كاليمني والبرازيلي وغيرهما، وكذلك إضافة المواد المحوجة وتحميل البن بطريقة أفضل لتفادي البن بدون طبقة الوِش.
زراعات القليوبية
وقال الدكتور عادل أبوالسعود، وكيل معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، إن المعهد نفذ تجارب زراعة البن في إحدى المحطات البحثية على أكثر من 20 عاما، وتحديدا في محطة بحوث القناطر الخيرية، ويجرى تقييم هذه التجارب على النطاق البحثى وإعداد الشتلات اللازمة لطرحها.
وشدد "أبوالسعود" على أن زراعة البن في مصر يمكن نجاحها وفقا للتوصيات الفنية المعتمدة وهى: زراعتها بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة، من خلال تحميلها على محاصيل أخرى، توفر لها الظروف المناخية المناسبة من ناحية الرطوبة والظل كما يحدث عند تحميل شتلات البن في بساتين المانجو، مشيرا إلى أن العام الماضى شهد ازدهارا في إنتاجية البن للشجرة الواحدة وبلغ الضِعف.
وأشار "أبوالسعود" إلى أن زراعة البن في مصر لا تعني أن جودة المنتج النهائي من البن سوف تقل عن نظيرتها من البن المنتج في المناطق الاستوائية مثل البرازيل وإثيوبيا واليمن وغيرها من مناطق الزراعة، لافتا إلى أن نكهة القهوة ترتبط بطريقة التصنيع والتحميص، والإضافات الأخرى للبن للحصول على النكهة المميزة من القهوة.
وفي سياق متصل قالت الدكتورة "نهاد مصطفى" أستاذ البن في معهد البساتين، أنه بالإضافة لمنطق الزراعات المذكورة فإنه جار تقييم تجارب زراعتها في عدد من المناطق بمحافظات بنى سويف وأسوان للوقوف على أفضل الممارسات خلال الزراعة للحصول على أعلى إنتاجية من المحصول، مشيرة إلى أن أحد المزارعين طلب الاستعانة بعدد 300 شتلة من شتلات البنل زراعتها في محافظة أسوان.
معدل الإنتاج تحت الظروف المصرية
من جانبه قال "حسين أبو صدام "، نقيب عام الفلاحين، إن شجرة البن تنتج في العام الأول نحو 5 : 8 كيلوجرامات على مرتين في العام مرة في الشتاء ومرة في الصيف، وتعطي ذروة إنتاجها بعد 5 سنوات ويستوعب الفدان الواحد نحو 170 شجيرة بُن، ويمكننا زراعة شجيرات البن في أي مكان بمصر بعد تأقلمها مع المناخ المصري بالطرق العلمية الحديثة.
موقف مصر من محصول البن
جدير بالذكر أن مصر تستورد عشرات الأطنان من البن سنويا، في الوقت الذي ازداد استهلاكه بشكل قياسي خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعل أسعاره تتأثر بسبب عوامل داخلية وخارجية، وتستهلك مصر سنويا قرابة 70 ألـف طـن لتحتل المركز ال 138 حول العالم والمركز الثالث عربيا في استهلاك القهوة ليكون نصيب الفرد من البن خلال العام نحو 1. كجم
وقد صرح " حسن فوزي "رئيس شعبة البن في غرفة القاهرة التجارية، إن استهلاك المصريين من القهوة يزيد بنسبة تصل إلى 30 في المئة خلال فصل الشتاء مقارنة بفصل الصيف، نتيجة تراجع درجات الحرارة وزيادة الإقبال على المشروبات الساخنة، خصوصاً الشاي والقهوة.
وأرجع"فوزي" ارتفاع أسعار البن في الفترات طويلة إلى الأزمات العالمية التي صاحبت التغييرات المناخية في بعض الدول الرئيسة المنتجة للبن، مثل البرازيل والهند، مشيراً إلى أن تلك التغيرات تسببت في تدمير كميات كبيرة من محصول البن، ومع زيادة الطلب وقلة المعروض، ارتفعت الأسعار.