محمصة القهوة يلجأون للغش بالذرة والأرز والفول السوداني

سجلت أسعار حبوب البن، رقماً قياسياً، جعله أكثر المنتجات ارتفاعاً سعرياً، بنحو أكثر من 93% خلال عام 2024 الماضي، كما كشفت بيانات رسمية وجود انخفاض ملحوظ في نسب الطلب بمعظم الأسواق الرئيسية، حيث وصل - حتى يناير 2025، إلى أدنى نسب استهلاك في أغلب البلدان.

و باتت صناعة القهوة، تعتمد بشكل متزايد على المستهلكين في بلدان العالم النامي والاقتصادات الناشئة، ولكن - منذ مطلع العام الجاري، بدأ يتلاحظ ان الإستهلاك في هذه الأسواق يشهد تذبذب واضح وانخفاض ملحوظ، تزامناً مع ضعف نمو الطلب في الولايات المتحدة ودول أوروبا، ذات الدخل النقدي المرتفع.

من جانبها، كشفت وزارة الزراعة الأمريكية، إن آخر بيانات قطاع القهوة، أكدت ان الأسعار المرتفعة جعلت بعض الأسواق، لا تعتمد على جودة حبوب البن، بل تحولت المحامص - خاصة في الدول النامية، إلى استخدام حبوب البن الأقل جودة، كذلك انخفض الطلب على إستيراد البن البرازيلي، أكبر منتج للقهوة عالمياً، وهبط حجم الطلب عليه من جانب الصين ودول شرق آسيا، خاصة فيتنام وإندونيسيا، بإعتبارهما الأكثر إستهلاكاً في المنطقة.

خسائر ضخمة مرتقبة لمصنعي القهوة

من جانبه، أكد مركز أبحاث وتحليل القهوة في شركة سوكريس إيه دينريس إس إيه للتجارة، ان الدول ذات الدخل الأقل، ستنكمش في حجم الطلب على حبوب البن، في ظل أسعار التجزئة المرتفعة، مما يتسبب في خسارة كبيرة لمصنعي القهوة.

يأتي هذا التحول بعد أن قفزت أسعار الحبوب من صنف أرابيكا، المستخدم في الخلطات الفاخرة، بنسبة 94% في الأشهر الـ 12 الماضية، ليصل إلى مستوى قياسي جديد هذا الأسبوع، كما ارتفعت العقود الآجلة لصنف بن الروبوستا، بعد أن أدى الطقس السيئ في البرازيل، وفيتنام، ثاني أكبر مورد للقهوة، إلى خفض محصول البن، وإثارة المخاوف بشأن العجز العالمي.

وشوهد زيادة في استهلاك القهوة للدول المنتجة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ بلغ الاستهلاك المحلي نحو كيس واحد من كل 3 أكياس قهوة منتجة في هذه البلدان، وفقاً لبيانات منظمة القهوة الدولية.

وأفادت جمعية صناعة القهوة البرازيلية (أبيك)، إن المستهلكين من المرجح أن يصبحوا "أكثر تحفظًا"، كذلك الحال في فيتنام، الذي تحتوي على أكبر مزارع في العالم، وثاني أكبر سوق للطلب على حبوب البن.

اللجوء للذرة والأرز والفول لخفض تكاليف البن

وقالت جمعية مصدري وصناعات القهوة الإندونيسية، إن محمصي القهوة المحليين يتحولون الآن إلى استخدام حبوب منخفضة الجودة للسيطرة على التكاليف، وأضافت أن مكونات - مثل الذرة المحمصة والأرز والفول السوداني، يتم إضافتها لتحل محل حبوب البن في المنتجات المستهدفة للمقاهي الصغيرة منخفضة التكلفة.

أما جمعية "بون ما ثوت" للقهوة في مقاطعة داك لاك الواقعة في المرتفعات الوسطى بأندونسيا، وهي أكبر منطقة لزراعة القهوة في أكبر بلدان العالم الإسلامية، فقالت إن أسعار القهوة المرتفعة جعلت بعض المشترين في أسواق فيتنام، مترددين في تقديم طلبات كبيرة.

أما الصين، باعتبارها مشتريًا رئيسيًا للعديد من السلع الزراعية، لا تزال مبتدئة في مجال القهوة، ويظل الشاي المشروب الأكثر شعبية بها، ومع ذلك، أصبح شرب القهوة في المناطق الحضرية الصينية ملحوظًا، حيث قدرت وزارة الزراعة الأمريكية مؤخرًا أن الاستهلاك زاد بأكثر من الضعف في العقد الماضي.

ولكن في عام 2024، تراجعت شحنات القهوة من البرازيل إلى الصين، وفقًا لمجموعة سيكاف، وهي مجموعة مصدرين في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وذلك بعد طفرة في عام 2023.