تأجيل الرسوم الجمركية يشعل أسعار القمح عالميا

في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر إضافي، مما أدى إلى اضطرابات في الأسواق المالية وارتفاع أسعار القمح عالميًا. وجاء هذا القرار بعد مفاوضات مطولة بشأن اتفاقية التجارة الأمريكية المكسيكية الكندية (USMCA)، بينما أرجأت كندا فرض رسوم انتقامية على سلع أمريكية بقيمة 125 مليار دولار حتى 2 أبريل.

اضطرابات الأسواق وتأثيرها على القمح
شهدت الأسواق المالية تقلبات حادة عقب هذا القرار، حيث فقد سوق الأسهم الأمريكي نحو 3.6 تريليون دولار من قيمته خلال الأسابيع الأخيرة. وعلى الرغم من التراجع الذي شهدته العقود الآجلة للقمح خلال الشهر، فإن الأسعار بدأت في التعافي خلال الجلستين الماضيتين، وسط توقعات بتسوية النزاعات التجارية.
تحركات الأسعار في أسواق القمح
ارتفعت العقود الآجلة للقمح لشهر مارس في الأسواق الرئيسية:
3.6% إلى 197.3 دولارًا/طن للقمح الشتوي اللين (SRW) في شيكاغو.
3.3% إلى 202.6 دولارًا/طن للقمح الشتوي الصلب (HRW) في كانساس سيتي.
2.6% إلى 212.8 دولارًا/طن للقمح الربيعي الصلب (HRS) في مينيابوليس.
2% إلى 228.1 دولارًا/طن للقمح في بورصة يورونكست بباريس.
وتشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع الأسعار خلال شهر مايو، مدعومة بحالة عدم اليقين بشأن المحاصيل في أوكرانيا وروسيا، إلى جانب الآمال بحلحلة النزاعات التجارية.
التحديات المناخية وتباطؤ الصادرات
تعاني أوكرانيا وجنوب غرب روسيا من طقس جاف يهدد إنتاج المحاصيل الشتوية، مما يؤثر سلبًا على المعروض العالمي. كما أدت الأسعار المرتفعة في يناير وفبراير إلى تباطؤ صادرات القمح من أوكرانيا وروسيا، حيث صدّرت أوكرانيا 1.08 مليون طن فقط في فبراير، مقارنة بـ 2.28 مليون طن في نفس الشهر من العام الماضي. أما روسيا، فقد سجلت 1.95 مليون طن في فبراير، وهو أدنى مستوى منذ خمس سنوات، مع خفض توقعات الصادرات الروسية إلى 40.5 مليون طن للموسم الزراعي 2024/2025.
الولايات المتحدة وأوروبا تواجهان انخفاضًا في الصادرات
سجلت الولايات المتحدة أدنى معدل شهري لصادرات القمح منذ 1972، حيث بلغت 1.313 مليون طن في يناير، بانخفاض 9.4% عن ديسمبر. أما الاتحاد الأوروبي، فقد خفض صادراته من القمح بنسبة 36% مقارنة بالموسم السابق، ليصل الإجمالي إلى 14.697 مليون طن حتى 4 مارس. وكانت رومانيا وليتوانيا أكبر المصدّرين، بينما تصدّرت نيجيريا والمغرب والمملكة المتحدة والجزائر ومصر قائمة المشترين الرئيسيين.
التوقعات المستقبلية
مع استمرار التوترات التجارية وتغيرات الطقس التي تهدد المحاصيل، من المتوقع أن تشهد أسعار القمح مزيدًا من التقلبات خلال الأشهر المقبلة، في ظل ترقب الأسواق لأي تطورات قد تؤثر على الإنتاج العالمي والتجارة الدولية.