الرمان.. صيدلية طبيعية تبدأ من قشرة الثمرة!


في مشهدٍ زراعي لا يخلو من التحديات، يفرض الرمان نفسه كواحد من أكثر المحاصيل قيمةً من حيث الفائدة الغذائية والاقتصادية، محققًا معادلة صعبة تجمع بين "الغذاء والدواء"، بل ويستحق أن يُطلق عليه لقب "صيدلية الطبيعة".
فمن القشرة الخارجية حتى أعماق حباته اللامعة، يحمل الرمان كنزًا صحيًا متنوعًا، غنيًا بفيتامين C، ومضادات الأكسدة، والألياف التي تعزز مناعة الجسم وتحسن وظائف الجهاز الهضمي. هكذا تحدثت الدكتورة زينب أحمد زكي، الأستاذ المساعد بقسم تداول الفاكهة في معهد بحوث البساتين، مؤكدة أن كل جزء في هذه الثمرة له دور فعال في دعم صحة الإنسان.
علامات النضج.. لا تترك الأمر للعين فقط!
اقرأ أيضاً
«البحوث الزراعية» ينجح في استنباط صنف جديد من الرمان عالي الانتاجية والجودة
6 خطوات هامة للحفاظ على محصول الرمان خلال شهر فبراير
التوصيات الفنية لمحصول الرمان خلال شهر فبراير
توقعات بزيادة صادرات الرمان في جنوب أفريقيا لعام 2025 بنسبة 18%
الطماطم والبطاطس والرمان الأبرز.. موعد تراجع أسعار الخضروات والفاكهة
NFSA تعزز سلامة الغذاء في مصر.. والبطاطا الحلوة والرمان يقودان الصادرات
بدء موسم حصاد الرمان التركي
بحوث البساتين يوضح تقنيات جمع ثمار الرمان
الرمان المصري متوفر حتى نوفمبر
فوائد قشور القهوة.. صيدلية طبيعية متحركة في بيتك
«البحوث الزراعية»: فرق إرشادية لأشجار الموالح الكلامنتين والزيتون والتين والرمان بشمال سيناء
فتح السوق المغربي أمام صادرات مصر من البطاطس
على عكس ما يظنه كثيرون، فإن المظهر الخارجي وحده لا يكفي لتحديد نضج الرمان. تؤكد الدكتورة زكي أن هناك دلائل أكثر دقة، منها تغير لون القشرة من الأخضر الداكن إلى لون الصنف المعروف، وتراجع صلابة الثمرة تدريجيًا، مع ظهور لون وردي داخل الحبة بدلًا من الأبيض. كل هذه مؤشرات حاسمة ينبغي للمزارع الانتباه لها لتحديد التوقيت الأمثل للحصاد.
قطف الرمان.. مهمة لا تحتمل العشوائية
القطف ليس مجرد فصل الثمرة عن الشجرة، بل عملية دقيقة تحتاج إلى عمالة مدربة وأدوات نظيفة كالمقصات الحادة. ويجب أن تتم من أسفل الشجرة إلى أعلاها، لتفادي سقوط الثمار وتعفيرها، ما يقلل من الخسائر الكمية ويحافظ على الجودة التسويقية.
الثمار المتشققة.. فرصة لا خسارة
ظاهرة تشقق الرمان، التي تنتج غالبًا عن خلل في عمليات الري أو ظروف مناخية غير مناسبة، تمثل تحديًا زراعيًا خطيرًا. لكن بدلًا من خسارة هذه الثمار، تؤكد زكي إمكانية استغلالها عبر التوجه إلى التصنيع الغذائي، خصوصًا في إنتاج الرمان المفصص، الذي له سوق مستقل وجمهور خاص.
التداول الآمن.. رحلة الجودة تبدأ بعد الحصاد
تبدأ خطوات الحفاظ على جودة الرمان من لحظة خروجه من المزرعة. تشير زكي إلى أهمية وجود منطقة مظللة لفرز الثمار السليمة عن المصابة، مع التخلص من الثمار الحشرية أو المصابة بالعفن فورًا بدفنها بعيدًا عن المخزون السليم.
كما تنبه إلى ضرورة عدم خلط الثمار التي سقطت على الأرض، حتى وإن بدت سليمة، لأنها تكون عرضة للإصابة غير الظاهرة. أما الثمار ذات الكدمات أو التشققات الطفيفة، فيتم توجيهها مباشرة إلى وحدات التصنيع.
الفرز والتعبئة.. عناية تبدأ من المزرعة
توضح زكي أهمية أن تتم عمليات التعبئة في عبوات بلاستيكية نظيفة، مع تعقيم السيارات التي تنقل الثمار، خصوصًا إذا كانت تُستخدم لأغراض أخرى. كما يجب ربط العبوات جيدًا لتفادي تحركها داخل السيارة أثناء التنقل، وهو ما قد يؤدي إلى إصابات غير مرئية تقلل من القيمة التسويقية للمنتج.
نصائح ذكية أثناء النقل
من النصائح الذهبية التي قدمتها زكي، ضرورة تخفيض ضغط إطارات سيارات النقل لتقليل الاهتزازات، خاصة في الطرق الزراعية الوعرة، ما يسهم في امتصاص الصدمات ويحمي الثمار من التلف أثناء الرحلة إلى الأسواق أو محطات الفرز والتعبئة.
خط الدفاع الأخير.. محطة التعبئة
في محطة التعبئة، تبدأ آخر مراحل الحفاظ على جودة الرمان، حيث تُغمر الثمار في أحواض غسيل مخصصة للتنظيف والتعقيم، يليها تجفيف دقيق باستخدام الهواء الساخن أو البخار، مع الاستعانة بفرش خاصة لضمان عدم بقاء أي رطوبة قد تؤدي إلى التلف أو نمو البكتيريا.
ثمرة بقيمة الذهب.. إذا حُسن التعامل معها
الرمان ليس مجرد محصول موسمي؛ بل هو استثمار حقيقي في الصحة والاقتصاد معًا. والسر كله يكمن في الاهتمام بكل تفصيلة منذ زراعته وحتى لحظة وصوله للمستهلك. التعامل الصحيح مع هذه الثمرة يضمن لها مكانة مميزة في الأسواق المحلية والعالمية، ويمنح المزارع والمستهلك معًا قيمة لا تُقدّر بثمن.