عندما فجرت أمريكا القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكي عام 1945، لم يمت أحد في قرية الطبيب الياباني "جورج اوساوا"، الذي قال عن هذه المعجزة، بأنهم شعب يعتمد على نظام حياة ويتناغم مع الطبيعة، فأجسادهم قائمة على المواد المتناسبة مع الأرض والسماء، أي "ين يانغ"، وما يسمى بالأكل المتوازن بالأنثى والذكر، فقد دافعوا عن أنفسهم بسلاح صحتهم، ورفضت أجسادهم السموم المتساقطة عليهم.
وعندئذٍ جاء العلماء من كل العالم ليشهدوا على هذه الحقيقة لهذا الطبيب العالم الذي طور ونشر علم "الماكروبيوتك"، بعد شفائه من السل الذي أودى بحياة عائلته باتباعه للنظام الغذائي لهذا العلم الذي يتكون من جزء أساسي عبارة عن الحبوب الكاملة، مثل الأرز البني والخبز الأسمر المصنوع من القمح الكامل والغلال، ويكمل بالخضار والبقوليات والقليل من الأسماك وأعشاب البحر الغنية بالفيتامينات والمعادن، التي تحارب تصلب الشرايين والفواكه المحلية وتجنب اللحوم الأخرى، إلا في الحالات النادرة، لأنها تعتبر سبباً لكثير من الأمراض ومنها السكر الذي يوصي باستبداله بالفاكهة الحلوة، مثل التمر والدبس. وكذلك يوصي "الماكروبيوتك" باستبدال الألبان ومشتقاتها بمشتقات نباتية أخري، مثل حليب الصويا، والابتعاد عن الأطعمة المحضرة والمصنعة، ويدعو الإنسان للرجوع إلى الطبيعة والأكل من بيئته التي هو جزء منها، حسب المواسم، كما يدعوه إلى تناول الغذاء المتوازن بين "الين واليانغ" أو "أنثى وذكر" وفي الطب النبوي "البارد والحار"، حيث إن الخلل في هذا التوازن يؤدي إلى الأمراض المزمنة.
ومن أمثلة أطعمة الين المتطرفة: السكر والبهارات والقهوة والشاي والكاكاو، ووجد أن الإفراط في تناولها يؤدي إلى الإصابة بالربو، الدوالي، التهاب اللثة، القرحة، التهاب المثانة وداء السكري.
أما أطعمة اليانغ المتطرفة: الملح المكرر، البيض، اللحوم الحمراء والدواجن، فالإفراط فيها يسبب قرحة الاثنا عشر، التهاب الكبد، اليرقان، النقرس وسرطان الكبد.
والإفراط في تناول الاثنين معاً يؤدي إلى تصلب الشرايين، التهاب المفاصل، سرطان الثدي وحصوات الكلى والمرارة.