سهير زكي حواس تُطالب بمحاسبة «مشوهي ميادين مصر»
سها عيسيطالبت الدكتورة سهير زكي حواس، أستاذة العمارة ونائب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بمحاسبة من يقومون بتشويه ميادين مصر، بعد تكرار مشاهد التشويه التي أصابت تماثيل رموز مصر وزعمائها في الميادين. وقالت الدكتورة سهير في حوارها مع كريم الحميدي، في برنامج «بمنتهى البساطة» على إذاعة «نجوم إف إم»، يوم الأحد: “اللي بيحصل في ميادين مصر، فيه ارتجال وتدخل من ناس غير مسؤولة في الفراغ العام وهذا لا يمكن تركه للمزاج الشخصي، وما يحدث بالتأكيد أفعال شخصية فيها ارتجال لم تأخذ تصريح وناس اجتهدوا وطلعوا لونوا التمثال بهذا الشكل”. وأضافت: «رأيت صورا لتمثال للفنان محمد عبدالوهاب، ولكن مع احترامي لمن فعل هذا، ما حدث لم يكن يتناسب مع مقياس الفراغ، الفن الميداني له قواعد تحكمه، يجب حجمه يتناسب مع مقياس الفراغ اللي موجود فيه ويتناسب مع المرحلة البصرية واستقباله للجمهور، وأيضا من ناحية المواد المستخدمة فهل تحتمل العوامل الجوية المتعاقبة وألا تكون سريعة التلف، وفيه خامات معينة تستخدم في العمل الفني تضيف قيمة لقيمة الفن، بالإضافة للرسالة التي يقدمها، هل هي رسالة تذكارية مثلا، هل تمجد شخصية معينة أو ذكرى أو أحداث أو رمز، ما الهدف من وضع العمل في هذا المكان بالتحديد». وأشارت: «مصر من أغنى البلاد على مستوى الشرق الأوسط ميادينها تحتوي على أعمال فنية راقية جدا، ولكن فيه ظل الهوجة التي نعيشها وحالة من الفوضى بدأ الناس ترتجل أعمال وكل واحد يريد وضع شيء في ميدانه يضعه، ورأينا شخص ما بيمجد خالته ويعمل لها تمثال وهو ميدان معروف في كفر الشيخ اسمه ميدان عايدة». وأردفت: «العمل الفني لا بد أن من يحكم عليه يكون فنيا أو عمرانيا، مقاسه وخامته، ولا أعتقد أننا نقوم بهذا الجهد تجاه العناصر التي نثري بها مياديننا.. ولكن ارتبط في ثقافة المجتمع أن من يقوم بتجميل الميدان يضع ما يريده لافتة تحمل اسمه أو تمثال على مزاجه، وكلها حاجات القوانين وضعت لها أسس، وعندنا قانون التنسيق الحضاري واللائحة التنفيذية موجودة، وفيه عوامل وأدلة إرشادية تسهل عملية اتخاذ القرار وهو أمر غير مكلف». وأوضحت: «عندما أريد عمل أي قطعة فنية يجب أن أرى حجمها ومن أي محور بصري سأكون قادرا على رؤيتها، فهل ستحجب أمر ما خلفها وهل فيه لافتة إرشادية سيحجبها هذا العمل، حاجات كثيرة بتدرس، والميدان يتفرع منه عدة شوارع عادة أو يعيد توزيع حركة، أو قد يكون به صبغة تجمعات بشرية، وكل حاجة لها طريقة تنفيذها أو طريقة تثبيتها، فالأمر لا يترك هكذا، فيه حاجة اسمها إدارة الجودة للتنفيذ، أما اقرر أعمل حاجة في الفراغ العام أصممها أولا، وبعدين نأتي لمرحلة التقييم، ثم مرحلة التنفيذ، ومرحلة الاستلام واللي هي المفروض تكون أدق مرحلة، ثقافة ضبط الجودة محتاجين ننميها ونخليها في أولوياتنا».