ماذا بعد انتهاء الموجة الحارة؟.. خبير زراعي يجيب
جميلة حسنشدد الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، على أهمية البدء فى معاملة الزراعات ببرنامج تغذوي مكثف بعد انتهاء الموجات الحارة الحالية، وذلك بالرش بمحفزات النمو ومضادات التقلبات وغيرها، مشيرًا إلى أنه من المتوقع انكسار الموجة شديدة الحرارة بدءاً من الثلاثاء الموافق 7 مايو 2019 لتعود درجات الحرارة حول معدلاتها مع استمرار الرطوبة النسبية على شمال البلاد تتراوح من 80% إلى 95% مما يزيد من الإحساس بشدة حرارة الطقس وتقل الرؤية فى الشبورة المائية صباحا على شمال البلاد بحيث تكون كثيفة على بعض الطرق .
وأضاف أنه بعد الموجة الحارة وبمجرد حدوث استقرار فسيولوجي للنبات أي بعد فترة 15 يوم من توقف النمو الطبيعي للنبات، بالاضافة إلى 3 أيام يحتاجها النبات للاستقرار واعادة تنظيم حركة الهرمونات النباتية المنظمة للنمو وتوزيع المادة الجافة المتكونة على اجزاء النبات، تخرج النباتات لمعظم الحاصلات المنزرعة (خضر – نباتات طبية – أشجار فاكهة) من الموجة الحارة أو شديدة الحرارة منهكة ومستنزفة ومرتبكة فسيولوجياً لأن الصدمات الحرارية تؤدي إلى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجئ في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب زيادة البخر نتح الفجائي وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية ويزيد بالتبعية افراز هرمون "الايثلين" وهو عبارة عن غاز يتكون نتيجة للتفاعلات البيولوجية فى النبات وينطلق فى الأنسجة النباتية، وإذا تعرضت الأنسجة النباتية لهذا الهرمون فإنه يحدث تفاعلات معينة تؤدى إلى تغيرات فى النمو وإستجابات فسيولوجية معينة فى النبات.
وأشار "فهيم" إلى انه يبدأ تحفيز النبات لتجديد النمو وبسرعة تعويضا عن فترة التوقف وبالتالى تكون محفزات النمو هامة جداً لاستعاضة واستعادة النمو، مع مراعاة وجود رطوبة أرضية مناسبة للمحلول الأرضى المحتوى على العناصر الغذائية اللازمة للنمو أي يجب أن تكون الأرض مروية، مع مراعاة أن يكون الري بعد الفجر لأن الري آخر النهار أو المغرب تكون فيه حرارة التربة مرتفعة جدا والنبات مستنزف وقدرته على الامتصاص تكون ضعيفة وبالتالي من المحتمل حدوث صدمة حرارية مائية.
ولفت "فهيم" إلى أن النباتات التى تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة يحدث بها تغيرات شديدة فى التحولات الغذائية وتخليق أنـواع جديدة من البروتين والذى يعرف بإسم (Heat shock proteins - HSP ) ويحدث هذا غالباً إذا ما تعـرض النباتات لدرجات حرارة أعلى من الحد الأمثل بحوالى 5 مئوية، كما يحدث أيضاً هدم للخلايا وفساد للأغشـية البلازمية، وتحت الظروف الطبيعية يقوم نظام الحماية من خـلال المـواد المضـادة للأكسـدة
Antioxidative defense system بحماية النظام الخلوى ضد الأكسجين النشط، ولكن عند زيادة الأكسجين النشط بدرجة عالية جداً يكون نشاطه أكبر من طاقه النظـام الـدفاعى للمـواد المضادة للأكسدة كما هو الحال فى ظروف الاجهاد stress أو الشـيخوخة حيث أن إجهـاد الأكسدة يظهر بوضوح Oxidative stress produced
كما وجد فى بعض النباتات التى تتميز بتحملها لظروف الإجهاد أنه يتم بها عملية تنظيم للهرمونات الداخلية فى الأنسجة النباتية مثل abscisic acid & Jasmonic acid & Ethylene وكل ذلك يخضـع للعمل والتحكم الجينى و تحمل الملوحة والجفاف.
وأوضح "فهيم" أنه تحت تأثير الحرارة المرتفعة يتم إنتاج الاكسجين النشط Reactive oxygen species- ROS " بكميات وفيرة وهذه الجذيرات الحرة لها تأثير مدمر على نواتج التحولات الغذائية، كما أنها تقوم بأكسدة الأغشية البلازمية وإتلافها كما أنها تدمر المحتوى مـن .DNA
وهذه أهم التوصيات الواجب اتباعها بعد انتهاء الموجة الحارة:
1-العناية الفائقة بتعويض النباتات بالمياه، ولابد أولا من ضمان وجود رطوبة أرضية كافية النبات مما يتطلب إجراء رية سريعة (على الحامي) بعد انتهاء الموجة الحارة مباشرة مع قصر الفترة بين الريات، على ان يكون الري فقط في الصباح الباكر والابتعاد تماماً عن الري وقت الظهيرة.
2-بعد انتهاء الموجة بحوالي يومين يتم الرش بمحفزات النمو والعناصر الصغرى وخاصة الحديد والمنجنيز والزنك، يلي ذلك بحوالي 5 ايام اجراء رشة بالزيوت المعدنية الصيفية أو الصابون البوتاسي والابتعاد تماما هذه الفترة عن الرش بالمبيدات الكيماوية الجهازية لانها تعمل على استنزاف اكبر لطاقة النبات.
3-تكثيف الرش بسليكات البوتاسيوم بمعدل 6 سم /لتر للخضر و8 سم / لتر للفاكهة الصيفية (المانجو – النخيل - الزيتون - الرمان - الخوخ - العنب - عين الجمل وغيرها).
ومن المتوقع بعد انتهاء الموجة الحارة وزيادة الرطوبة حدوث ما يلي:
-زيادة فى انتشار وظهور بعض الأمراض الفطرية المحبة للرطوبة العالية مثل البياض الزغبي على القرعيات والندوة المبكرة على الطماطم واعفان ثمار الطماطم والفلفل والتبقع الزاوي البكتيري على القطن والبياض الزغبي على الريحان والانثراكنوز على المانجو والقرعيات والقطن، كذلك حشرات المن والتربس والجاسيد مع توقع زيادة فى تعداد الحشرات حرشفية الاجنحة (توتا ابسلوتا فى الطماطم وديدان الثمار وغيرها).
-على القطن يتوقع زيادة فى تعداد لطع البيض لحشرات دودة ورق القطن (حرشفيات الأجنحة).
-زيادة سريعة لتعداد حشرة اوراق الزيتون الخضراء وفراشة الياسمين.
-انتشار ملحوظ لفراش ديدان ثمار الرمان (زيادة معدل وضع البيض).
-زيادة فى نشاط فراش الدودة الخضراء على الذرة المبكر.
-سيادة الظروف الجوية (الرطوبة العالية والحر) وزيادة التذبذبات فى درجات الحرارة تكون مناسبة لبداية قيام دورات مرضية لجميع فطريات البياض الزغبي على القرعيات والبقوليات والفاكهة (العنب) والنباتات الطبية العطرية (الريحان المبكر) وكذلك مرض الانثراكنوز وتبقعات الاوراق على المانجو وفول الصويا والقرعيات (الخيار والبطيخ) والطماطم.