ارتفاع مؤشر الطلب على الـ ”عجيزي” و9 جنيهات السعر العادل للمزارع والتاجر
قلة مياه الري تعصف بمحصول الزيتون في الفيوم
كتب محمود البرغوثيتلقى مزارعو الزيتون في منطقة قارون في الفيوم، ضربة موجعة، خلال الأيام العشرين الماضية، بسبب قلة مياه الري وعدم تمكنهم من الري بالمقنن المائي الأمثل الذي يفي باحتياجات الثمار، خاصة في هذه المرحلة الآنية التي تواكب عمليات الحصاد.
وقال مزارعون وتجار إن ثمار الزيتون لم تكمل نضجها بفعل غياب مياه الري، كما أن الثمار تعرضت للضمور والتجعد، وربما إلى الجفاف نهائيها بفعل عدم توافر مياه الري منذ نحو الشهر.
وأفاد تجار زيتون، أن هذه الضربة، أدت إلى زيادة الطلب على الزيتون صنف "عجيزي"، من مناطق أخرى، مثل: وادي النطرون، وطريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوي عامة، ثم الإسماعيلية، حيث تشتهر منقطة الفيوم بهذا الصنف، وتغطي نسبة كبيرة من الاحتياجات السوقية.
وأفاد تجار زيتون، أن مصائب أهل الفيوم، تحولت إلى فوائد لصالح مزارعي المناطق الأخرى في مصر، خاصة الصحراء الغربية، ومنطقة الإسماعيلية.
ويحظى "العجيزي"، بإقبال مرتفع من المستهلك المحلي في السوق المصرية، لتصنيعه بالمياه والملح فقط خلال فترة طويلة لهواة التخليل الطبيعي، كما يتم تحضيره بالطبخ بالصودا الكاوية للوفاء ببعض متطلبات سوق التصدير الأوروبية.
وكانت مؤشرات الإنتاجية المرتفعة في أشجار العجيزي في الفيوم، قد تسببت في خفض سعره في بورصة الزيتون المصرية خلال الشهر الماضي، حيث بدأت أسعاره بـ 7.5 جنيه (وارد مصنع)، لكن هذا السعر ارتفع فجأة ليلامس سعر 9 جنيهات، بعد تراجع الطلب على زيتون الفيوم بسبب عيوبه الظاهرية نتيجة العطش.
وأوضح متابعون لسوق الزيتون في مصر، أن السوق شهدت حالة من حالات الترقب هذا الموسم، حتى قبل الحصاد بأيام قليلة، وهي حالة لم تشهدها السوق خلال الأعوام العشرة السابقة، مفسرين ذلك بقلة السيولة المالية مع التجار، على الرغم من خلو المصانع تماما من محصول العام الماضي.
وتوقع مراقبون، أن يحقق الزيتون ارتفاعا سعريا خلال الأسبوع الجاري، بسبب تسابق التجار نحو جني مزيد من التعاقدات للوفاء باحتياجات عملائهم، سواء أصحاب المصانع في الداخل، أو للتخزين في مخازنهم المتواضعة، انتظارا لما قد تنبئ عنه الأيام القليلة التي تلي إجازة عيد الأضحى مباشرة، حيث يبدأ موسم حصاد "العجيزي"، والأصناف البلدية، وربما صنف المانزانيلو الأخضر.
وحذر خبراء من المغالات من جهة المزارعين، والاصطياد من جهة التجار، حتى تستمر المعادلة متزنة لصالح الطرفين، مؤكدين أن السعر العادل حاليا لصنف العجيزي 9 جنيهات، خاصة بعد الضربة التي تلقاها هذا الصنف في الفيوم، و10 جنيهات لصنفي المانزانيلو والبيكوال الأخضرين، و15 جنيها للكلاماتا، والمانزانيلو والبيكول الأسودين.