صناعة الدواجن فى مصر بين المطرقة والسندان

عضو باتحاد منتجي الدواجن: عدم وضع آلية محددة لتسعير المنتج هي أهم مشكلة تواجه القطاع

"الشراكي": يجب العمل على انشاء شركات وطنية تتبنى صناعة الأدوية البيطرية والأمصال

خبير زراعي: النهوض بصناعة الدواجن يتطلب دعم صغار المربيين وتوفير مستلزمات الإنتاج محليًا

 الإنتاج الداجني هو واحد من أهم الأنشطة الاقتصادية الزراعية لما يوفره من سلع تسهم في توفير الأمن الغذائي، ورغم الإعلان خلال الفترة الماضية عن أن مصر اقتربت من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الداجني، حيث وصلت نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 97% خلال عام 2018، إلا أن صناعة الدواجن لا تزال تواجه مشكلات وتحديات كثيرة تؤثر على الإنتاج، وكذلك تؤثر على الأسعار واستقرارها من فترة لأخرى.

ومن المشكلات التي عانى منها قطاع الدواجن خلال الفترة الماضية تدني الأسعار، نظرًا لانخفاض الطاقة الشرائية عقب عيد الأضحى، وللتغلب على تلك المشكلة، قررت وزارة الزراعة والاتحاد العام لمنتجي الدواجن وقف استيراد كافة المنتجات الداجنة من دواجن كاملة ومصنعات الدواجن، لتوجيه كامل طاقة السوق المحلية لاستهلاك المنتج المحلي بصورة حصرية.  

كل ذلك يستدعي أن يتم تسليط الضوء على تلك المشكلات، ويثير التساؤل حول كيفية النهوض بتلك الصناعة واحتياجاتها للتغلب على العقبات الراهنة.

ضوابط وآلية تسعير

من جهته، يقول الدكتور محمد الصالحي، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن من أهم المشكلات التي تؤثر على صناعة الدواجن بشكل كبير، العشوائية وعدم وجود قواعد منظمة للاستثمار في ذلك المجال، وعدم وجود ضوابط تحكم الإنتاج والتسعير، موضحًا أنه في حال زيادة المعروض عن الطلب، يحدث انهيار شديد في الأسعار، وبعدها ينسحب صغار المربيين من السوق، ما يؤدي إلى قلة الإنتاج وبالتالي قلة المعروض، وبالتالي يحدث ارتفاع كبير في الأسعار، فعدم وضع آلية محددة لتسعير المنتج هي أهم مشكلة تواجه قطاع الدواجن.

ويذكر أن حل هذه المشكلة يبدأ من عمل المجازر الآلية بكامل طاقتها، وانشاء مجازر جديدة، مع ضرورة تفعيل قرار حظر تداول الطيور الحية، مشيرًا إلى أن استمرار تداول الطيور الحية مع عدم وجود طاقة استيعابية للمجازر يؤثر على القطاع.

ويكشف "الصالحي" عن أن الاتحاد العام لمنتجي الدواجن يعمل حاليًا على بحث فكرة انشاء شركة قابضة تمثل حلقة وصل بين المربي والمستهلك، من خلال الحصول على الإنتاج الفائض من الدواجن من السوق بشكل ملائم وسعر مرضي للمربي، ثم يتم طرحها في الأسواق بأسعار معتدلة طوال العام بعد ذبحها وتجميدها، وذلك بالتعاون مع المجازر، ما سيؤثر بشكل ايجابي على استقرار الأسعار.

إرتفاع الأسعار

ويلفت "الصالحي" إلى أن جزء كبير من مستلزمات الإنتاج والأمصال والأدوية يتم استيراده من الخارج، ما يؤثر بشكل كبير على التكلفة، ويرى أن تلك المشكلة لا يمكن حلها على المدى القصير، بل يتم حلها نسبيًا، فهي تحتاج لدراسة على المدى الطويل.

وينوه "الصالحي" إلى انتشار الأمراض والأوبئة يسبب خسائر كبيرة للثروة الداجنة، خاصة مع انتشار التربية المنزلية.  

ويؤكد الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، أن قطاع الدواجن يواجه مشكلات متعددة، يأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار الأعلاف، واستيراد أغلب مستلزمات الإنتاج الداجني والتي ترتفع أسعارها بشكل مستمر، مما يشكل ضغوطًا على منتجي الدواجن، فضلًا عن الأمراض والأوبئة التي تصيب الدواجن وتسبب خسائر كبيرة في بعض الوحدات الإنتاجية.

إنسحاب صغار المربيين

ويوضح "كمال" أن النهوض بصناعة الدواجن يتطلب الاستمرار في سياسة انشاء مزارع الدواجن في الظهير الصحراوي بعيدًا عن المناطق التي تنتشر فيها الأمراض، وكذلك زيادة عدد المجازر الآلية لضمان سلامة وأمان تداول الدواجن، معتبرًا أن قرار وقف الاستيراد مناسب لدعم الصناعة المحلية، ومع ذلك يمكن فتح باب الاستيراد في حال ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

ويرى المهندس مجدي الصبان، خبير زراعي، أن من أهم المشكلات التي تواجه صناعة الدواجن هي ارتفاع أسعار الأعلاف وكذلك الكتاكيت، مما أثر بشكل كبير على صغار المربيين الذين انسحب أغلبهم من السوق، ليتبقى عدد صغير منهم مع الشركات الكبرى، ما يؤثر بالطبع على الأسعار.

ويضيف أن أغلب المربيين يعتمدون على الأعلاف التقليدية، ويجهلون المركبات البديلة، مرجعًا ذلك لعدم وجود تواصل فعال بين وزراة الزراعة، والمهتمين بتربية وتغذية الدواجن، والمربيين.

إنعاش السوق المحلية

ويشدد "الصبان" على ضرورة الاهتمام بصغار المربيين وتوجيه الدعم اللازم لهم، وكذلك العمل على توفير مستلزمات الإنتاج محليًا للحد من استيرادها، مع تعريف المربيين بالبدائل المتاحة من الأعلاف والتي يمكن الحصول عليها بسهولة، وكذلك زيادة عدد معامل التفريخ والمجازر الآلية وتوجيهها للعمل بكامل طاقتها، ومن الضروري أيضًا أن تقوم الحكومة بتسويق الإنتاج وتحصل عليه مباشرة من المربيين دون وجود وسطاء، فالوسيط يعتبر سبب رئيسي لارتفاع الأسعار من فترة لأخرى.

ويشير مجدي الشراكي، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي، إلى ضرورة انشاء شركات وطنية تتبنى صناعة الأدوية البيطرية والأمصال المقاومة للأمراض والأوبئة التي تصيب الدواجن.

وينوه "الشراكي" إلى أن استيراد معظم مستلزمات الإنتاج الداجني يؤثر على التكلفة، معربًا عن تأييده لقرار وقف استيراد الدواجن الكاملة ومصنعات الدواجن، معتبرًا أن ذلك القرار يصب في صالح صناعة الدواجن وسيساهم في انعاش السوق المحلية من جديد.