خبير دولي: المخزون العالمي من الزيت في تناقص مستمر .. والمحتكرون يستثمرون مخاوف المنتجين
كتب ـ محمود البرغوثىمستوردون أجانب يستغلون حالة الكساد في سوق الزيتون المصري
استغاث عدد من تجار الزيتون المصري بالمسئولين في وزارتي التجارة، والخارجية، لضرورة التدخل لإنقاذ محصول الزيتون المصري "الذهب الأخضر" من حالة كساد، يستغلها المستوردون الأجانب في المرحلة الراهنة.
وقال المصدرون في تصريحات لـ "الأرض"، إن سوق الزيتون المصري تمر بحالة لم تحدث خلال تاريخ زراعة هذه الشجرة في مصر، "حيث تخرج عن السياق الطبيعي لنظرية العرض والطلب التي تحكم الاقتصاد السلعي العالمي"، حيث تعاني السوق من النقص الحاد في الزيت والزيتون في أسبانيا، وإيطاليا، واليابان، وفقا للخبير الدولي الدكتور منجي مسلم استشاري مجلس الزيتون العالمي.
وأضاف المصدرون أن الكساد هو عنوان الموسم الجاري، الذي بدأ فعليا مطلع سبتمبر الماضي، إذ بدأ جني الزيتون وتخزينه وحفظه (تخليل)، استعدادا للتسويق، سواء في السوق المحلية، أو التصدير للخارج، "لكن حدث ما لم يكن متوقعا، إذ تراجع سعر بيعه في السوق المحلية بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المستهلكين، كما استغل المستورد الأجنبي حالة الكساد، ليتخذ مبدأ "الصيد في الماء العكر".
ويعاني التجار من صعوبة الوفاء بالمستحقات المالية للمزارعين عن بيع محصول موسم 2019، كما يعاني المزارعون أيضا من صعوبة سداد ديونهم لتجار الأسمدة والمبيدات ومستلزمات الزراعة، كما يواجهون مشكلة الوفاء بمستلزمات الخدمة الشتوية للأشجار، ما ينذر بانهيار كبير في إنتاجية الأشجار خلال الموسم المقبل 2020.
وكانت الأسعار قد تعرضت لانتكاسة غير متوقعة، بسبب مخاف التجار المحليين، وعزوف التجار الكبار عن الشراء، مخافة تقلبات الأسواق العالمية، على الرغم من النقص الحاد في مخزون الزيت لدى الدول الكبرى في بورصة الزيتون وزيته، مثل: أسبانيا، وإيطاليا.
وفي هذا السياق، حذر منجي مسلم الخبير الدولي في مجال الزيتون، واستشاري المجلس الدولي للزيتون، من مغبة العجلة في حصاد زيتون الزيت وتسويقه، مؤكدا أن بوادر انفراج الأزمة بدأ في الظهور في السوق الأوروبية.
وقال مسلم في تصريح لـ "الأرض" من أسبانيا، إن المخزون العالمي من زيت الزيتون في نقص مستمر بسبب ارتفاع الطلب عليه، وقلة إنتاجه هذا العام في أسبانيا وإيطاليا، بسبب التغيرات المناخية الحادة التي عصفت بالمحصول في هاتين الدولتين.
وأشار منجي مسلم إلى أن المحتكرين الكبار يستثمرون مخاوف صغار التجار والمنتجين، "فيمارسون مزيدا من الغضط عليهم، لضمان تسليمهم بالسقوط والبيع بالأسعار المتدنية".