تعرف على تاريخ ”الشهور الزراعية” ومعناها
كتبت ـ جميلة حسناستخدم المصري القديم "الشهور الزراعية" في كل ما يختص بالزراعة والحصاد، ولا تزال هذه الشهور تستخدم في الريف، ويستدل بها المرشدون الزراعيون لسهولة التواصل مع المزارع.
ويوضح الدكتور إبراهيم درويش، رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنوفية، أن الشهور الزراعية مرتبطة بمواعيد الزراعة والحصاد، وقد استخدمها الأقباط كذلك في عصور لاحقة، ويعود أصل هذا التقويم إلى 1235 قبل الميلاد، حينما قسم الفراعنة السنة إلى 12 شهرًا وكل شهر فيه 30 يومًا يضاف إلى ذلك خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسئ، كما يضاف في السنة الرابعة يومًا إلى أيام النسى، فتصبح ستة أيام بدلًا من خمسة، وذلك بأمر من بطليموس الثالث سنة 238، فأصبح عدد أيام السنة 365 يومًا مثلها في ذلك مثل السنة في التقويم الشمسي وحملت هذه الشهور أسماء مصرية قديمة (هيروغليفية)، ثم حُوِّرَتْ إلى القبطية وهي:
1- توت (11 / 12 سبتمبر): نسبة إلى الإله المصرى توت أوتحوت وهو إله الحكمة والعلم والكتابة وحامى الكتابة، والمثل فى هذا الشهر "توت رى ولا تموت".
2- بابة ( 10 / 11 أكتوبر): نسبة للإسم الأصلى للأقصر وهو (أبه) وكذلك نسبة إلى عيد أوبت وهو عيد انتقال الإله أمون من معبده فى الكرنك إلى معبده فى الأقصر، والمثل الشائع فى هذا الشهر "بابه ادخل واقفل البوابة" وذلك اتقاء للبرد.
3- هاتور (10 / 11 نوفمبر): نسبة إلى حاتور وهو إله الحب والعطاء والموسيقى عند القدماء المصريين، وهو شهر زراعة القمح والمثل الشائع "يقول للبرد طور طور(قم)" أي (بداية البرد) أو "هاتور أبو الدهب منثور" (أي القمح)، أو "إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور".
4- كيهك أو كياك (10 / 11 ديسمبر): مشتق من التعبير كا-حر-كا أي قرين مع قرين، ومعناه عيد اجتماع الأرواح عند الفراعنة، والمثل الشائع "صبحك مساك شيل ايدك من غداك وحطها في عشاك"، (أقصر أيام السنة).
5- طوبة (9 / 10 يناير): مشتق من الكلمة المصرية القديمة تاعبت وهو أحد الاعياد، والمثل الشائع "طوبة تخلي الشابة كركوبة" ويمتاز بالبرد الشديد.
6- أمشير (8 /9 فبراير): إشارة إلى عيد يرتبط بالإله (مخير) وهو المسئول عن الزوابع، والمثل الشائع "امشير يفصص الجسم نساير نساير" اي من شدة الهواء، ونتيجة التغير فى درجات الحرارة بزيادتها وطول النهار فالصغير فى النباتات يلحق الكبير نتيجة لسرعة استطالة النباتات والمحاصيل الشتوية واستعدادها للدخول فى مرحلة التزهير النباتات حتى إذا كانت مزروعة متأخرة.
7- برمهات (10 / 11 مارس): يقال أن الإسم منسوب إلى عيد يتعلق بالملك أمنحتب، والمثل الشائع "روح الغيط وهات"، بدايات الربيع وأثمار المحاصيل الشتوية مما يكثر من الخير.
8- برمودة (9 إبريل): نسبة إلى إله الحصاد الفرعونى (رنودة)، والمثل الشائع "برمودة دق العمودة" أى دق سنابل القمح بعد نضجها وهذا يدل على نضج القمح وحلول ميعاد الحصاد.
9- بشنس (9 مايو): نسبة إلى الإله خونسو (خنس في القبطية) إله القمر عند الفراعنة وممثل دور الابن فى ثالوث طيبة، والمثل الشائع "بشنس يكنس الغيط كنس"، وهذا يدل على ارتفاع درجات الحرارة وانتهاء الموسم الشتوى وخلو الأرض الزراعية.
10- بؤونة (8 يونيو): نسبة إلى عيد "أنت" أي عيد الوادى وهو العيد الذي ينتقل فيه آمون من شرق النيل إلى غربه، وكانت الذبائح تقدم تكريمًا للراقدين، والمثل الشائع "فى بؤنة تنشف المياه من الماعونة"، دليل على شدة الحر، أو "بؤونة نقل وتخزين المونة"، أي تخزين المؤن للاحتفاظ بها بقية العام.
11- أبيب (8 يوليو): نسبة إلى عيد الإله أبيبى عند الفراعنة، والمثل الشائع "أبيب أبو اللهاليب"، "أبيب فيه العنب يطيب"، دليل على شدة الحر.
12- مسرة (مسرى) (7 أغسطس): نسبة إلى مسو- رع أي ولادة رَع، والمثل الشائع "مسرى تجرى فيه كل ترعة عسرة"، أي أن مياه الفيضان تزيد فتغمر الأرض فى موسم فيضان النيل.
ويشير "درويش" إلى أن النسئ أو الشهر الصغير عبارة عن خمس إلى ستة أيام، وكان يتم الاحتفال فيه بأوزوريس في أول هذه الأيام، ومن الناحية الزراعية كان المزارع يعتقد انه فى هذه الأيام يمكنه زرع أي محصول حتى لو في غير أوانه وينمو.