أهم الأمراض النيماتودية على المحاصيل المختلفة محاضرة بـ”زراعة الإسماعيلية”
كتبت ـ جميلة حسنتحت رعاية الدكتور السيد خليل مبارك وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، وبالاشتراك مع معهد بحوث أمراض النبات، تواصل مديرية الزراعة بالإسماعيلية لليوم الرابع على التوالي فعاليات الدورة التدريبية لمهندسي الإرشاد الزراعي والمكافحة والبساتين بالمديرية والإدارات والجمعيات الزراعية التابعة لها، والتي انطلقت فعالياتها الأحد الماضي، وتستمر حتى الخميس الموافق 2 يناير 2020، بحضور المهندس محمود عبد القادر مدير عام المكافحة، والمهندس عماد حمدي مدير المكافحة البستانية.
وألقت الدكتورة سحر حسن، أستاذ أمراض النبات بمركز بحوث وقاية النبات، محاضرة بعنوان "أهم الأمراض النيماتودية على المحاصيل المختلفة"، وتناولت فيها تعريف كلمة نيماتودا nematode، موضحة أنها كلمة إغريقية تعنى الديدان الخيطية أو الثعبانية وهي حيوانات لافقارية (بدائية) أسطوانية دودية الشكل وتعتبر بصورة رئيسية حيوانات مائية تعيش في المياة المالحة أو العذبة أو على الأقل يجب أن يغطى جسمها غشاء رقيق من الماء في التربة لكي تكون حية ونشطة، وتصيب النيماتودا الكثير من الخضر والفاكهة والكرمة والفريز ونباتات الزينة.
وأشارت إلى أن النيماتودا واسعة الانتشار، حيث يمكن أن توجد في أي بيئة تتوافر فيها أسباب الحياة، فهي توجد في الأراضي الصحراوية الجافة والمناطق القطبية ومياه الينابيع الحارة وكذلك في أعماق المحيطات، وتتميز بجسم مستطيل مغزلي الشكل كما في معظم نيماتودا النبات حيث يكون الجسم عريضا نسبيا في الوسط ثم يستدق تدريجيا نحو الطرفين إلا انه في عدد قليل من النيماتودا يتخذ الجسم الشكل الخيطى وهناك أشكال أخرى .
وأضافت أن الإصابات النيماتودية للنبات تؤدي إلى ظهور الأعراض على الجذر بالإضافة إلى ظهورها على أجزاء النباتات الموجودة فوق سطح التربة، يمكن أن تظهر أعراض الجذور على شكل تعقد في الجذور أو تدرنات في الجذور أو تعفن في الجذور، وتكون أعراض إصابات النيماتودا مصحوبة بفطريات أو بكتيريا ممرضة للنبات، وتكون أعراض الإصابة على الجذور عادة متبوعة بأعراض غير مرتبطة بها ومميزة لها في أجزاء النبات الموجودة فوق سطح التربة حيث يظهر بشكل أساسي ضعيف النمو، وتظهر أعراض نقص التغذية مثل اصفرار المجموع الخضري الذبول الزائد ونقص في الإنتاج، أي أن للنيماتودا ضررا واضحا على النباتات المزروعة ومنها تنقل الفيروسات للمحاصيل، ولكن وجد مؤخرا أنواع قليلة من النيماتودا مفيدة وممرضة لبعض الحشرات الضارة (تستخدم بالمكافحة الحيوية).
ولفتت إلى أن النيماتودا تسبب أضرار للنبات بمقدار ضئيل جدا عن طريق تأثير الميكانيكي المباشر فقط والتي تحدثه في النبات أثناء تغذيتها عليها، ويبدو ان معظم الأضرار التي تحدث للنباتات بواسطة الإصابة النيماتودية تسبب عن طريق إفراز لعاب يحقن في النبات أثناء تغذية النيماتودا؛ وبعض أنواع النيماتودا متغذيات سريعة وهي تمزق جدار الخلية وتحقن لعابها في الخلية وتمتص جزءا من محتويات الخلية ومن ثم تنتقل خلال بضع ثواني .
ومن خلال مكافحة النيماتودا في التربة يمكن أيضا مكافحة الفطريات والبكتيريا والفيروسات التي تظهر فقط مع وجود النيماتودا في التربة وكذلك مكافحة الكثير من الفطريات والبكتريا التي تزيد من تعفنات الجذور من خلال مهاجمتها للأجزاء المصابة بالنيماتودا كالعقد والتقرحات وغيرها، وتؤدى مكافحة النيماتودا إلى إنتاج مجموع جذري سليم وكبير وبالتالي كفاءة عالية للجذور في امتصاص الماء والعناصر المعدنية من التربة .
وتكافح النيماتودا بالطرق التالية:
1-الطرق الوقائية: عن طريق نظام الحجر الزراعي في معظم دول العالم فتصر القوانين والتشريعات لمنع وصول الآفات الزراعية إليها عن طريق انتقال النباتات أو الأجزاء التكاثرية الملوثة كالبذور والعقل والدرنات والأبصال.
2-التخلص وبشكل مستمر من الحشائش لأنها تشكل مصدراً دائماً للعدوى بكثير من النيماتودا التي تصيبها كنيماتودا تعقد الجذور مثلاً كما يجب تنظيف جميع الأدوات والآلات المستعملة في المشتل قبل استعمالها وذلك لمنع انتشار النيماتودا بواسطة حبيبات الطين الملوثة أو الأجزاء النباتية المصابة العالقة بها.
3-استعمال بذور أو تقاوى خالية من المرض حيث كثيرا ما تنتشر أنواع النيماتودا المختلفة عن طريق البذور أو التقاوى أو الشتلات المصابة، مثل إنتشار النيماتودا عن طريق البذور والأجزاء النباتية المصابة، وانتشار كلا من نيماتودا السوق والأبصال عن طريق بذور الثوم والبصل وأبصال الزينة الملوثة والبرسيم .
4-استعمال الأصناف المقاومة والغير قابلة للإصابة مثلا تكتسب نباتات صفة المقاومة نتيجة لإفرازات جذورها السامة للنيماتودا أو معاملة الأبصال والبذور بالماء الساخن قبل الزراعة.
5-اتباع نظام الدورة الزراعية، فوجد أن زراعة البصل أو الثوم أو الذرة والحبوب لمدة سنه واحدة كفيلة يجعل النيماتودة دون مستوى الضرر الاقتصاد.
6-إزالة بقاية المحصول السابق وخاصة الجذور فضلا عن الحراثة الصيفية للتربة وذلك على فترات تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وخاصة في فترات الجفاف الحارة، مع مراعاة خلو التربة المنقولة من النيماتودا.
7-المقاومة الحيوية بواسطة الحلم المفترس والفطور آكلة النيماتودا والبكتيريا إجبارية التطفل والنيماتودا المفترسة والفيروسات والريكيتسيا ومفصليات الأرجل الساكنة في التربة.
8-المكافحة الكيميائية (بمبيدات نيماتودية) تتميز بقدرتها على خفض كثافة النيماتودا في التربة إلى مستوى منخفض خلال فترة قصيرة مما يسمح بوقاية البادرات الصغيرة الحساسة المبكرة وبعضها متعدد الأغراض، فهي بالإضافة إلى مكافحة النيماتودا تكافح الحشرات والفطريات والبكتيريا وكذلك الحشائش.