البيئة : تحرش الغواصين بالقروش يغير من سلوكها ويجعلها عدائية وتهاجم البشر
حذرت وزارة البيئة ، والعديد من المنظمات البيئية والجمعيات الأهلية من خطورة التحرش بالقروش في مياه البحر الأحمر، مؤكدة أن تلك التصرفات تغير من السلوك الخاص بهذا الكائن البحرى وتغير من نمطها المعيشى لتجعل فرص مهاجمتها للغواص متاحة.
وبناء على ذلك أصدر محافظ البحر الأحمر قرارا بوقف أنشطة الغوص والرحلات البحرية "السفارى" لجزيرة الأخوين جنوب المحافظة منذ عدة أشهر وشكل لجنة لدراسة سلوك القرش الموجودة بجزيرة الأخوين بعد تغير سلوكها وتحولت الى عدائي وبالفعل وضعت اللجنة شروط وضوابط للتعامل مع القروش وكان أبرزها عدم التحرش بالقروش الامر الذى يترتب عليه هجوم من أسماك القرش ولكن سرعان ما خالف عدد كبير من الغواصين تلك الضوابط وبدأ التحرش بالقروش يزيد مما يهدد بتكرار تغير سلوك القرش مرة أخرى وحدوث هجمات خاصة بعد انتشار عدد من الفيديوهات الصادمة لعمليات تحرش يومية.
حذر الدكتور محمود حنفي أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس من تجاوزات وسلوكيات وتصرفات خاطئة مع القروش قد تؤدى إلى حوادث هجوم لأسماك القرش مثلما حدث فى أكثر من حادثة وإن التعرض للقروش بالمطاردة من قبل السائحين أو الغواصين، خاصة لبعض الأنواع التى لا تبادر بالهجوم، يستفزها ويجعلها تهاجم.
وأضاف حنفى أن الإنسان فى الأساس ليس على قائمة الغذاء أسماك القرش ولكن فى حالة القيام بسلوكيات خاطئة واستفزازية وسط غياب وتقاعس قادة المركب ومنظمي الرحلة فإن احتمالية التعرض للهجوم تكون عالية.
وكشف حنفى أن هناك مراكز غوص بدأت فى عمل كورسات للتحرش بالقروش وتطلق عليها مسميات أخرى وهي طرق تسويقية تسيئ للسياحة وتهدد السلوك الخاص بالقروش وتدفعها للهجوم خاصة على الأشخاص من المبتدئين الأمر الذى يهدد السياحة المصرية مطالبا بخل الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة السياحة لسحب تراخيص تلك المراكز التي تمارس ممارسات خاطئة تهدد وتسئ للسياحة وتعرض السياح للخطر.
ويضيف الباحث البيئى احمد غلاب ان المحافظة أصدرت منذ شهور قرار بغلق جزر الأخوين ومنع الغوص فيها لدراسة سلوك القروش وكان الهدف هو كنوع من الاستقرار البيئي لجزيرة الأخوين وخلق نوع من التوازن للمحميات البحرية.
هبة شوقي المدير التنفيذي لجمعية المحافظة على البيئة هيبكا تؤكد أن مصر حصلت على العديد من الجوائز الدولية فى عام 2006 فى مجال حماية القروش؛ نظرا لمجهوداتها فى محاربة الصيد الجائر للقروش، خاصة وأن للقرش أهمية اقتصادية تتمثل فى كونها أحد أهم عوامل الجذب السياحى لسياحة الغوص حيث تصل قيمة سمكة القرش الحية إلى أكثر من 200 ألف دولار سنويا؛ كعائد لسياحة الغوص، مشيرًا إلي أهميتها البيئية فى الحفاظ على التوازن البيئى الطبيعى.
وطالبت شوقى بالتنبيه على أن مثل هذا النوع من التصرفات والتجاوزات الغير مسئولة من استفزاز القروش بالسباحة معها وملامستها وإذا لم يتم مواجهتها بسلطة القانون وتوقيع العقوبات القانونية اللازمة فإن هذه التصرفات معرضة للتكرار مستقبلا؛ مما ينال من سمعتنا الدولية و يضر بصناعتى السياحة والغوص و يهدد البيئة البحرية.