تطلقها الهيئة العربية للإنماء الزراعي من الخرطوم بمشاركة 21 دولة
مبادرة عربية لمواجهة فجوة غذائية قوامها 50 مليار دولار خلال فترة ”كورونا”
الخرطوم-سيف اليزل بابكر- 32.8 مليار دولار حجم الفجوة الغذائية في الدول العربية.. و"كورونا" يزيدها 50٪
أطلقت الهئية العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، المكونة من 21 بلدا عربيا، مبادرة من السودان، لتوفير الغذاء لمواطني تلك الدول، في ظل انتشار فيروس كورونا، وذلك لمحاولة تقليص أو سد فجوة غذائية حجمها 32.8 مليار دولار، ويتوقع زيادتها بنسبة 50٪، بفعل أزمة "كورونا".
وأعلنت الهئية في بيان لها من الخرطوم أمس الأول، إطلاق المبادرة، مفيدة أنها ستتخذ التدابير والإجراءات الضرورية لمواجهة خطر حدوث أي نقص في توافر الغذاء بسبب تداعيات "كورونا المستجد".
وتأتي مبادرة الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، التي يوجد مقرها الرئيسي في العاصمة السودانية الخرطوم، في وقت تجاوزت الفجوة الغذائية للدول العربية، نحو 32.8 مليار دولار حتي نهاية العام الماضي 2019، ويتوقع أن ترتفع هذا العام بأكثر من 50%، لتلامس سقف 50 مليار دولار.
ووفقا لمبادرة الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي لتوفير الغذاء للبلدان العربية، خلال فترةكورونا، سيتم وضع آلية للمساعدة والمساهمة في توفير احتياجات البلدان العربية من السلع والمواد الغذائية.
وقال بيان الهيئة إنها بصدد الحصول على معلومات عن الكميات والنوعيات والمنتجات من المواد الغذائية التي تتوفر لدى شركائها وشركات الهيئة، التي تتجاوز 50 شركة تعمل جميعها على توفير منتجات زراعية وغذائية مستدامة، وذلك بغرض معرفة الفرص المتاحة للتصدير أو الاستيراد، وكميات الفائض المتاح من تلك السلع فيالدول العربية وغيرها.
وتشمل تلك السلع، القمح، الأرز، الذرة الصفراء، البطاطس، الزيوت النباتية الخام والمكررة، السكر، اللحوم الحمراء، والألبان ومشتقاتها، والفاكهة، والخضار، ولحوم الدواجن، وبيض المائدة، ولحوم الأسماك والأعلاف.
وقال محمد المزروعي رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في تصريحات صحافية، أمس الأول، إن الهئية تسعى إلى بذل جهود حثيثة للتعاون مع مختلف الشركات والأطراف المعنية في الدول العربية للاستمرار في توفير السلع الأساسية والإمداد الغذائي، خاصة أن أغلب الدول العربية يستورد معظم احتياجاته الغذائية الأساسية من الخارج.
وبين المزروعي أن مبادرة الهيئة لتسهيل أمور الاستيراد والتصدير بين الدول الأعضاء خلال فترة "كورونا"، يقوم على خلق نموذج استثماري وتقني رائد يهدف إلى رفع مستوى تبادل المنتجات الزراعية في المنطقة العربية، بجانب التنسيق مع مختلف بلدان العالم العربي لتأمين احتياجات السكان من المواد الغذائية الأساسية.
ووفقا المزروعي، تسعى المبادرة إلى تعزيز تضامن الدول العربية في ظل الخوف العالمي من نقص المواد الغذائية في الأسواق، بسبب الاضطرابات في التجارة الدولية وسلاسل الإمدادات الغذائية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا.
وأضاف أن الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي تسعي منذ تأسيسها عام 1976 إلى تعزيز الأمن الغذائي في الدول العربية من خلال الاستثمار في المشاريع الزراعية وبرامج دعم صغار المزارعين، حيث تمتلك خبرة واسعة في مجال الاستثمار الزراعي والتصنيع الغذائي، كما تمنح الدول الأعضاء للهيئة الامتيازات لشركاتها.
وبين المزروعي أن نشاط الهيئة يتركز في الاستثمار الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والأنشطة والمشاريع ذات الصلة، ودعم التنمية الزراعية المستدامة من خلال مشاريع زراعية متنوعة عبر استخدام التكنولوجيا الزراعية المتطورة والقروض الدوارة والتشغيلية.
وتسعى الهئية العربية للاستثمار والإنماء الزراعي إلى زيادة التجارة العربية البينية لتلك المنتجات عبر الشركات التي تساهم فيها والشركات الأخرى.
وتطرح الهئية الفرص الاستثمارية المتاحة في الدول العربية في مجال قطاع الاستزراع المائي والتصنيع السمكي وتعزيز التجارة البينية بين الدول العربية، كما تعمل على نقل التجارب الناجحة في زيادة أرباح الشركات وقدرتها على حل المشاكل وتجاوز العقبات، وتعزيز التبادل التجاري بين الشركات التي تساهم فيها، بجانب توطيد العلاقات وتبادل الخبرات والمعلومات.